شفا – ارتكبت قوات الاحتلال جريمتين بحق الطفلين عمرو سويدان من قلقيلية، وكريم شراب من نابلس، وتسببت لهما بالشلل، في تعمد واضح لاستهداف الأطفال بالرصاص، بهدف قتلهم، أو إعاقتهم.
الطفل سويدان (17 عاما) طريح الفراش بلا حراك في أحد مستشفيات مدينة نابلس، منذ أن أصيب بعيار ناري حي في رقبته، أطلقه صوبه أحد جنود الاحتلال الإسرائيلي في بلدة عزون شرق قلقيلية، في الثالث عشر من شهر شباط الماضي.
والطفل سويدان وشاب آخر كانا يستقلان دراجة كهربائية عندما لاحقهما جيب عسكري إسرائيلي في شوارع البلدة ذلك اليوم، وحاول صدمهما أكثر من مرة إلى أن نجح في ذلك، وعند سقوطهما استطاع الشاب الفرار من المكان، أما سويدان فقد ضربه جندي بباب الجيب وأسقطه أرضا مرة ثانية، ليقوم جندي آخر، وتحديدا الذي يجلس قرب السائق، بإطلاق النار صوبه من مسافة صفر، فأصابه في رقبته.
بقي الطفل سويدان ينزف على الأرض حوالي خمس دقائق، دون أن يسمح جنود الاحتلال لأحد من الاقتراب منه.
وقال شاهد عيان للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، “إن أحد الجنود وضع يده على مكان إصابة الطفل سويدان، وقال له “موت، موت”.
ونقل الطفل سويدان بداية إلى مستشفى عزون الحكومي، ومن ثم إلى مستشفى درويش نزال الحكومي في مدينة قلقيلية، حيث تبين بعد الفحوصات أن العيار الناري دخل من الجهة الجانبية اليمنى للرقبة وخرج من الجهة اليسرى، ليتم تحويله بعد ذلك إلى مستشفى في نابلس، وهناك تبين أن الإصابة تسببت بكسور في الفقرات العنقية وقطع بالحبل الشوكي، الأمر الذي أدى لإصابته بشلل رباعي.
وحالة أخرى متشابهة في ظروف الإصابة ونتائجها، إذ يعاني الطفل شراب (8 سنوات) من شلل نصفي جراء إصابته بعيار ناري حي في رقبته، أطلقه نحوه جنود الاحتلال في الثاني من شهر كانون الأول 2023، خلال اقتحامهم بلدة عورتا، جنوب نابلس.
ووفق إفادات شهود عيان للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، فإن الطفل شراب كان يقف مع عدد من أقربائه قرب منزل عائلته في حوالي الساعة السادسة من مساء ذلك اليوم، فيما كانت قوات الاحتلال تتمركز على بعد 15 مترا تقريبا منه، وخلال ذلك ترجل أحد الجنود من جيب، وأطلق عيارا ناريا واحدا صوبه، فأصابه في رقبته.
نقل الطفل بواسطة مركبة خاصة إلى مدينة نابلس وكان يرافقه جده، وعند الحاجز العسكري الذي تقيمه قوات الاحتلال على الشارع الواصل بين البلدة ومدينة نابلس، المعروف بـ”حاجز عورتا”، ترجل الجد من المركبة حاملا حفيده المصاب وكان يجري تجاه الجنود حتى يتجاوز أزمة السير التي يسببها الحاجز، إلا أن الجنود رفضوا السماح له بالمرور، وطلبوا منه وضع الطفل على الأرض، فرفض الاستجابة لهم، وواصل سيره حتى لاقته مركبة إسعاف على الجانب الآخر من الحاجز.
وصل الطفل شراب إلى مستشفى رفيديا في وضع حرج، وهناك جرت عملية إنعاشه ثم خضع لعدة عمليات جراحية عاجلة، وقد تبين أن الإصابة سببت له شللا نصفيا سفليا، وضررا في أعصاب يده اليسرى، كما تضررت رئته بسبب شظية من الرصاصة، أدت إلى صعوبة في عملية التنفس.
نقل الطفل شراب بعدها إلى مركز خليل أبو ريا في رام الله لحاجته إلى جلسات علاج طبيعي، وقد طرأ تحسن على يده اليسرى.
وأكدت “الحركة العالمية”، أن جنود الاحتلال الإسرائيلي يتعمدون استهداف المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، من مسافة قريبة وصوب الأجزاء العليا من الجسد، بهدف قتلهم أو التسبب بإعاقات دائمة لهم، مستغلين الحماية من المساءلة ضمن سياسة الإفلات من العقاب التي يوفرها الاحتلال لهم، علما أن هذه الجرائم ترتقي إلى مستوى “جريمة حرب”، و”جريمة ضد الإنسانية”، وفق نظام روما للمحكمة الجنائية الدولية.