6:58 مساءً / 22 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

عبط التاريخ في زمن التفاهة … والإعلام، بقلم : رانيا لصوي

رانيا لصوي

عبط التاريخ في زمن التفاهة … والإعلام، بقلم : رانيا لصوي

استوقفني تعليق اختزل كل ما يدور في الذهن واصفاً ماتقدمه “الاعلامية” ياسمين عز بعبط التاريخ بدلا عن عبق التاريخ، وهي التي حاولت البناء على أمجاد حضارتنا وتاريخنا لتسويق أفكار مشوهه وسطحية بحجة الرأي الآخر، لكنها تمس كل أسرة وكل بيت في المجتمعات العربية.

ياسمين عز التي باتت تلعب على وتر القوميات العربية بعدما أثارت الجدل بما تقدمه من عنصرية وسطحية اتجاه المرأة العربية وحتى الرجل العربي، فكل ما تقدمه لا يندرج الا بإطار النشاز والاختلاف غير المقبول، بالرغم من اننا مجتمعات ذكورية بالجوهر، إلا أن الغالبية ترفض ما تقدمه هذه “الاعلامية” والتي استغرب تماما أن تجد منبر اعلامي يروج لها ويستضيف برنامجها بالأساس.

بالطبع لن أناقش في مقالي هذا المدعوة ياسمين عز، بل فكرة التراجع في الاعلام الذي كان سلطةً رابعة وصفها مالكوم إكس بأنها “الكيان الأقوى على وجه الأرض، لديه القدرة على جعل الأبرياء مذنبين وجعل المذنبين أبرياء، وهذه هي القوة، لأنها تتحكم في عقول الجماهير”وهذا تماماً ما نعيشة اليوم من ثالوث الإعلام، العولمة والتفاهة.

هل تغير مفهوم الاعلام، أدواته، وسائلة وأخلاقياته؟

اسئلة كبيرة نطرحها في ظل التطور التكنولوجي ونمو الشبكة العنكبوتية، تطور الإعلام وطرائقة، اصبح نافذة مفتوحة للجميع، و وسيلة للتعبير عن الذات، توجيه الاحداث، تحويل قضية ما الى قضية رأي عام، بل أصبح قادرا على تغيير ملامح الثقافة المجتمعية والفكرية.


الاعلام و وسائلة التي استطاعت الإطاحة بأنظمة سياسية، أو تشويه أخرى، تزوير الخبر، توجيه الفكرة.. اصبح له دعاته بشكل مختلف، فكثر وصف الاعلامي.. وغاب المنهج والنهج والتخصص.


السلطة الرابعة


في البدايات لُقب الاعلام أو الصحافة بـ” صاحب الجلالة” الى أن تبلور مصطلح ” السلطة الرابعة” مع تنامي الأنظمة الديمقراطية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، عندما قال المفكر البريطاني أدموند في احد جلسات البرلمان البريطاني: ” هناك ثلاث سلطاتٍ تجتمع هنا تحت سقف البرلمان، لكن في قاعة المراسلين تجلس السلطة الرابعة وهي أهم منكم جميعاً”.


كان للصحافة والصحفيين قدرة على التاثير، اسم لامع من جهد وفكرة، قراءة ونقد، دور كبير في البناء و التغيير.

الاعلام العربي سلطة رابعة للتضليل والتمييع.

هذا ليس رأياً أو تجني، بل هو واقع أراد له أن يكون، من قوى تعي تماما ما تريدة من الوطن العربي، كيف تفتته، تقلص انجازاته وتشوه وعيه. فكان العمل بكافة الأشكال على تمييع الاعلام العربي والعبث به من خلال ما أحدثته العولمة من تأثيرات وتغييرات مست جوهر الاعلام العربي يمكن أن نصفها بالاشكاليات


انعدام الزمان والمكان لم يعد مكان العمل مقدسا وربما لم يعد موجودا، أصبح أي أحد قادرا على العمل من بيته، بأي وقت وزمان، وهذه إن كانت ايجابية في مجال فهي سلبية هنا، فلم يعد الاعلامي يصف ما يرى، أو يقدم ما يعيش.


توحيد المعايير ، غاب المتميز، صاحب الفكرة، لم نعد نسمع بأسماء بوزن حمدي قنديل، ومحمد حسنين هيكل… في السابق كان هناك تمايزا بالتخصصو التحليل، اليوم توحدت المعايير واصبح في الميدان ألف خيال دون بصمة أو تأثير بل أصبحنا في اعلام الموضة والدارج.


تعزيز المستهلك على حساب الانسان الذي اصبح عدد معجبين، لايكات ومشاهدات ففقدنا قيمة التفاعل الحقيقي مع الحدث وقياس تأثيرة الفعلي وغرقنا في مقولة الجمهور يريد هذا.


التبعية وعالم القطب الواحد فرغم مايبدو عليه العالم اليوم من حرية، إلا أنه اكثر تقييدا وتعقيدا وفق معايير الأقوى وهذا ما نلاحظة بشكل واضح على مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح المستهلك الانسان و التكنولوجيا و وسائل التواصل الاجتماعي مكانا لصراع الدول والشركات العملاقة، وتحقيق الانتصارات السياسية والاقتصادية.

بل التحكم بالسياسيات وفرضها.


في دراسة لافته قرأتها خلال بحثي هذا طرحت مجموعة من الاسئلة حول امكانية التغيير في طبيعة الإعلام، ومضمونه، وحتى جمهوره؟ هل يمكن التغيير في طبيعة المؤسسة الاعلامية؟


من الصعوبة الفصل بين الأداة التكنولوجية والمضمون الذي تحمله، وماتعكسه من تغييرات اجتماعية وثقافية ومضامين مختلفة عن غيرها وقسمت رؤيتها لفرضيات اورد بعضها


التغيير في الوسيلة الاعلامية واعتماد الفردية على حساب المؤسسية، في المقدم والمستقبل، فاصبح هناك اعلام فردي خاص على وسائل التواصل الاجتماعي، وغاب الحضور العائلي للاعلام والتفاعل معه لصالح الهاتف الذكي الشخصي و صفحات التواصل الاجتماعية الشخصية.


القنوات الفضائية المتخصصة والتي أيضا فعلت فعلها في ايجاد امتدادها بين الجماهير عاموديا على حساب المد الافقي، فاصبح لدينا قنوات اخبارية، رياضية، ثقافيه، فنية … مما أدى الى غياب البرنامج الاعلامي الثقافي الحقيقي.
القنوات الخاصة والتي لا تهتم في نوعية ماتقدم وانما فيما ما تحصد من ربح مالي، فأصبح الاعلام تجارة لا فكرة.


تسليع الثقافة والاعلام والتطور اللامنطقي لنمط الانتاج السائد للافلام السينمائية والبرامج التلفزيونية …الخ


التداخل بين الترفيه والاعلام والثقافة وصعوبة الفصل بين هذه المجالات. اصبح التعليم و التثقيف يقدم عبر شاشات صغيرة في قوالب ترفيهيه تشجع من هم خارج البث التلفزيوني على الالتحاق في البرامج من خلال الهاتف الذكي وشبكة الانترنت.


التفاوت بين الممارسة الإعلامية والتشريعات القانونية فتغيرت الآليات والمعايير وحتى الالتزام في قوانين التأسيس والنشر ، فلم يعد هناك قوانين وأنظمة لعمل الصحافة والاعلام.


كل هذه النقاط والأسباب أدت لما نراه اليوم من تراجع في الفكرة والصورة الاعلامية، وبرز اعلاميين لا ينتمون الى المهنة في شي ، غير قادرين على ايصال أي فكرة حقيقية، ولكن يحققون التريند والمشاهدات التي تجني لهم ولاصحاب قنواتهم مايكفيهم من مال بلا فكرة.

شاهد أيضاً

مستوطنون يحطمون أشجار حمضيات شمال غرب سلفيت

مستوطنون يحطمون أشجار حمضيات شمال غرب سلفيت

شفا – قطع مستوطنون، اليوم الجمعة، أشجار حمضيات وإتلاف ثمارها في منطقة واد قانا غرب …