شفا -..وحتى لا يذهب أحد للقول أنني أصبحت منظرا دينيا أقول، أن المطلوب من كل مثقف ملتزم ،يؤمن بالله الواحد الأحد ،أن يستنفر كل ما وهبه الله من علم وجرأة في قول الحق ،وقدرة على المواجهة ،للتصدي لما يقوم به الاسلام السياسي بدءا من تونس وانتهاء بالمحروسة مصر بعد اتضاح الرؤية حتى اللحظة ،وتسلم هذا النمط من الاسلام لمقاليد الأمور في كل من مصر وتونس،ليس بثورة حقيقية ولكن بتحالف مع أمريكا التي ليست هي قدرنا والا هلكنا.
ولعل الاخوان المسلمين لم يعودوا هم المتهمين وحدهم بهذه الخطيئة، بل زاود عليهم من كانوا أشد وأكثر تشددا في تطبيق الاسلام وهم السلفيون ،وأعني بذلك نسج العلاقات مع واشنطن ،والنفاذ منها الى اقامة علاقات مع ” اسرائيل”،وكأن هؤلاء لم يقرأوا قول الله جلت قدرته من فوق سبع سموات قبل اكثر من 1400 عام:”ولا تتولوهم ..ومن يتولهم فهو منهم”.!؟
وهنا أحيل كافة المشاركين في هذه اللعبة القذرة والخطيرة في نفس الوقت الى كلام الله عز وجل وأقول لهم :رويدكم فما هكذا تورد أبواب الحكم يا سادة.
لست ضد أن يتسلم الاسلاميون الحكم ،فنحن ما ضعنا ولا ضيعنا ،الا بعد أن تركنا حكم الله ،وابتعدنا عن شرع الله ،ولم نتمسك من الفرائض الا بالشكليات مثل الصوم والصلاة والحج وتركنا أهم فريضة وهي الجهاد التي ألغتها قمة الاسلام الأمريكي في العاصمة السنغالية داكار في ثمانينيات القرن المنصرم ،ولست أدري أي مصير ينتظر أمة تركت الجهاد واغفلت الزكاة ،وتراكض حكامها وهم يحملون الهدايا والأعطيات الى سادة البيت الأبيض….!؟؟
نحن نسمو بالاسلام ،ونسود العالم، فقط ، لو أننا تمسكنا بالاسلام دينا فعليا لا شكليا قائما على الحركات الرياضية،حتى أننا أفرغنا فريضة الحج- التي تعد أكبر مؤتمر قمة للمسلمين – من محتواها وأصبحت فريضة شكلية ليس الا.
ما جرى منذ أن تخلينا عن الحكم بما أمر الله ،أننا أصبحنا مطايا للحكام العلمانيين الذين رهنوا مقدرات الأمة وما تملك للأجنبي وباتت ” اسرائيل ” بفضل هؤلاء جزءا من خارطة ونسيج المنطقة وأقاموا معها علاقات وثيقة ومصالحة بينما تشحذ سيوف العرب والمسلمين ضد ايران الجارة المسلمة التي صورت على أنها العدو اللدود للعرب بعد أن أنجز حزب الله اللبناني ما لم ينجزه أي زعيم عربي ضد اسرائيل منذ قيام اسرائيل حتى يومنا هذا.
نحن ضد كل من يسلم أمره لأمريكا واسرائيل من أجل الوصول الى الحكم ،وتقديم تنازلات لهما على حساب الأمة ،وهذا ما يدعونا الى الوقوف في وجه هذه الفئة التي تصدرت المشهد السياسي ،وقطفت الثمر وقبضت الثمن وتسلمت مقاليد الأمور على جماجم شهداء الأمة الذين قضوا في الحراكات أملا بتغيير واقع الحال الى ما هو أفضل من ذلك.
لماذا قامت الحراكات قبل أن يختطفها أعداء الأمة ؟ بكل تأكيد أن الحكام العلمانيين كانوا يتقمصون دور أبي جهل بل زادوا عليه لأن أبا جهل رفض أن يقتحم المشركون بيت محمد “ص”ذات حصار وقال :هل تريدون أن يقول العرب أننا روعنا بنات محمد؟
وليس تجنيا أن حكام هذه الأيام، لم يتركوا حرمة لبيت مسلم بل استباحوا كل المحرمات،لتطويع المسلمين للقبول بدور المطايا لاسرائيل.
نعم ثارت الشعوب ضد حكامها الذين ارتبطوا مع اسرائيل سرا وعلانية ،ولذلك لن يقبل أحد من الحكام الجدد القيام بنفس الدور ،وهذا يعني أن العجلة ستبقى تدور الى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
ما الذي سيحدث ؟هذا السؤال الجوهري مطلوب من الجميع الاجابة علية واشباعه بحثا وتنقيبا ،فالأمور أكبر من ذلك بكثير وعلينا الانتباه ،بمعنى أن أعداء الأمة يخططون في نهاية المطاف الى جعل الجميع ينظرون الى الاسلام على أنه منبع الخلل ولذلك فشل الاسلاميون. ولذلك أفوت الفرصة على الجميع وأقول أن الخلل ليس في الاسلام بل بمن تنطح للحكم بالتنسيق مع أمريكا واسرائيل للوصول الى الحكم ..فانتبهوا واحذروا أيها المسلمون.