احتجزت الشرطة البحرينية ناشطتين غربيتين قادتا احتجاجا نسائيا يوم الجمعة ونشرت عربات مزودة بخراطيم مياه وعربات مدرعة لتفريق مظاهرة منفصلة ضمت نحو 500 شخص بعد تشييع جنازة شاب.
وشنت البحرين حملة امنية هذا الاسبوع في محاولة لتفادي تنظيم احتجاجات ضخمة في ذكرى مرور عام على انتفاضة 14 فبراير شباط المطالبة بالديمقراطية العام الماضي ومنعت المتظاهرين من الوصول الى دوار اللؤلؤة في العاصمة المنامة والذي اصبح نقطة تجمع الاحتجاجات.
ولكن الناشطين واصلوا تنظيم احتجاجات في لعبة كر وفر مع الشرطة للضغط من اجل تنفيذ مطالبهم باجراء اصلاحات ديمقراطية تعطي البرلمان البحريني المنتخب سلطة تشكيل الحكومات. ويشكو المتظاهرون من التهميش السياسي والاقتصادي من جانب اسرة ال خليفة الحاكمة وهو اتهام تنفيه الحكومة.
ونظمت يوم الجمعة مجموعة مؤلفة من نحو 150 امرأة بقيادة ناشطتين اجنبيتين احتجاجا وواجهت لعدة دقائق صفوفا من شرطة مكافحة الشغب التي ضمت قوة نسائية صغيرة.
وارتدت احدى قائدات الاحتجاج قميصا كتبت عليه عبارة “مدني غير مسلح” وهتفت محتجة اخرى “السنة والشيعة اخوة.”
وطلبت شرطة مكافحة الشغب فض الاحتجاج ثم اطلقت بعد ذلك قنابل صوت وغازات مسيلة للدموع. وقامت شرطة مكافحة الشغب النسائية بجر امرأة بعيدا بعد رشها بمسحوق الفلفل.
وصرخت الناشطة الامريكية ميديا بنجامين التي تعمل ضمن مجموعة مراقبة يطلق عليها اسم “شاهد على البحرين” اثناء سحبها بعيدا” “هؤلاء النساء ينظمن احتجاجا سلميا”.
وقالت المرأة الاخرى التي اعتقلت ان اسمها ايلين مارثا وهي نشطة ايرلندية بريطانية مستقلة.
وتم ترحيل عشرة ناشطين اجانب على الاقل هذا الاسبوع.
وفي وقت لاحق يوم الجمعة استخدم مئات من افراد شرطة مكافحة الشغب وقوات الامن عربات مدرعة وخراطيم مياه وغازات مسيلة للدموع وقنابل صوت لتفريق مسيرة ضمت اكثر من 500 شخص في منطقة جدحفص. وكان المحتجون يهتفون ضد الحكومة.
وجاءت هذه المسيرة بعد تشييع جنازة حسين البقالي وهو شاب عمره 19 عاما توفي هذا الاسبوع متأثرا بحروق اصيب بها الشهر الماضي خلال قيام متظاهرين باحراق اطارات سيارات اثناء عرض جوي.
وتقول عائلته انه لم يستطع الذهاب الى المستشفيات الحكومية خشية اعتقاله.
وقال الشيخ عيسى قاسم الذي يعتبر اكثر رجال الدين الشيعة تأثيرا في البحرين في خطبة ان الحركة الاحتجاجية لن تستسلم.
واضاف ان اساليب الحكومة لن تؤثر على حملة الشعب للحصول على حقوقه مشيرا الى محاولة من جانب قوات الامن لتطهير دوار اللؤلؤة في فبراير شباط من العام الماضي اسفرت عن سقوط اربعة قتلى.
وقال ان الحكومة تملك الة التدمير ولكنها لن تستطيع اسكات صوت الشعب.
وقاسم قريب الصلة من جمعية الوفاق وهي اكبر حزب معارض والتي بدأت اتصالات مع مسؤول كبير في عائلة ال خليفة بشأن حل سياسي محتمل لازمة اصابت السياحة والاقتصاد بالشلل.
وتصاعدت اعمال العنف في الشهرين الاخيرين مع زيادة ملحوظة في استخدام قنابل البنزين ضد الشرطة في الوقت الذي ارتفع فيه عدد القتلى من 35 في يونيو حزيران الى نحو 66 من بينهم كثيرون بسبب تأثير الغازات المسيلة للدموع.
واثار استخدام الشرطة للغاز المسيل للدموع لمواجهة احتجاجات الشوارع جدالا لان الناشطين يقولون انه يستخدم بشكل عشوائي واحيانا يتم اطلاق عبوة الغاز بشكل مباشر.
وقالت الشرطة يوم الخميس ان شحنة ناسفة بدائية الصنع تحتوى على مسامير القيت عليها في سار في حين قالت الشرطة انها ابطلت مفعول شحنة اخرى في قرية بني جمرة التي شهدت احتجاجا اخر.
واصيب شرطيان بجروح خطيرة في هجوم بقنابل بنزين في بلدة سترة يوم الاربعاء.
وقال مسعف ان 120 محتجا على الاقل اصيبوا بجروح هذا الاسبوع.
وكانت البحرين قد بدأت تشهد احتجاجات ضد الحكومة منذ 14 شباط العام الماضي، وتذرعت الحكومة بأن التحركات شيعية من أجل أن تلبسها الحلة الطائفية، وما زالت الاحتجاجات مستمرة إلى اليوم.