8:38 صباحًا / 22 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

الثقافة الفلسطينية تعلن الفنان والمخرج المسرحي إدوار معلم شخصية العام الثقافية للعام 2024

شفا – أعلن وزير الثقافة الدكتور عاطف أبو سيف، اليوم الأربعاء، الفنان والمخرج المسرحي إدوار معلم، شخصية العام الثقافية للعام 2024.


وقال أبو سيف، خلال مؤتمر صحفي في مقر الوزارة، إنه تم اختيار معلم وفقًا لمعاييرِ شخصيةِ العامِ الثقافية ومحدداتِها ولمسيرته الفنية، من خلال عمله مدربًا للمسرح، وممثلًا ومخرجًا للعشرات من المسرحيات، ودوره في جعل المسرح محطة كفاحية فنية، حيث سعى من خلالها لتأصيل الرواية والسردية والحكاية الفلسطينية وجعلها حاضرة أصيلة بين الأجيال، ومن خلال دوره في تعزيز أهمية المسرح المدرسي مع طلبة المدارس ومعلمي الدراما في مئات المدارس الحكومية والأهلية ومدارس الوكالة، إضافة إلى النوادي المجتمعية الشبابية في فلسطين. ولكونه متخصصًا في التدريب على تقنيات مسرح المضطهدين، وإشرافه على العديد من الورشات التدريبية في هذا الشكل الفني في كل من فلسطين وخارجها. ولتوثيقه للمسرح من خلال إصداراته وترجماته المسرحية المتعددة.


كما عرضت الوزارة فيلماً وثائقياً حول معلم، المولود في قرية معليا الجليلية العام 1958، والذي يعتبر أحد أبرز مؤسسي فرقة الحكواتي المسرحية العام 1977، ومسرح النزهة الحكواتي في العام 1984.في مخيم جباليا عام 1953.
كما تلا أبو سيف بيانا بمناسبة يوم الثقافة، جاء فيه: “يجيء يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية، وكالعادة تظل صورة شعبنا حيّة باقية صامدة ماثلة بشواهدها وشهدائها تكتب حكايتها وترسم خريطة الوطن رغم ما يفعله غول الاحتلال بمخالبه المسمومة من تمزيق وتقتيل وتدمير، ويظل شعبنا الحيّ ينسج شال الأمل للحياة الباقية على أرضنا.


وأضاف أبو سيف: “يأتي يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية، وغزة، وبيت لاهيا، وخانيونس، ورفح ودير البلح وجباليا وكل مخيم وبلدة وقرية ومزرعة في جنوب البلاد تنزف وتزفّ جموع الشهداء، الشهداء زرع الأرض الذي اقتلعه جوع فاشية ونازية احتلال لا يعرف غير لون الدم ورائحة الموت، يأتي هذا اليوم وجنوب البلاد بكامل ناسه وبحره وبرّه ورمله يجالد المحتل من أجل البقاء والصمود رغم البطش الذي لا يوصف منذ أن صار القتل والتدمير سمة الضعفاء على وجه البسيطة، لأن الفرح والأمل والحياة سِمة الأقوياء الأطهار الأنقياء، سمة الشعوب الحُرّة التي تعرف قيمة الإنسان وروحه وحياته، وتفهم معنى المكان الذي يروي حكاية العمر الذي يقصفه المحتل ويقضي على ذاكرته وذكراه وذكرياته.


وأكد أبو سيف أن يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية يأتي ولا زال العدوان يستمر بوحشيته على أرضنا من الجنوب النازف حتى الضفة الفلسطينية الجريحة، التي تتعرض للتّمزيع والتّرويع وتقطيع الأوصال وحرمان الإنسان الفلسطيني من الحياة والحرّية ولا زال غول الاستيطان ومستوطنيه يعيثون في أرضنا فسادًا وتدميرًا وتقتيلًا وتخريبًا وترويعًا، فلم ينجُ شارع ولا حيّ ولا طرقات إلا يحفّها الخوف وغول فاشية حكومة الاستيطان التي تستقوي ببطشِها على شعبِنا وعلى مرأى ومسمع العالم الأعور، وميزانه المبتور المُختل بمكيالهِ وكيلَتِهِ عندما يكون الأمر فلسطينيًّا ويستقيم عندما يكون الأمر مع الجلاد.


وتابع أبو سيف:” يأتي يوم الثقافة، والصوت الفلسطيني الواحد والمُوَّحد يعلو برخامة جبال البلاد، وبزخم موج بحرها المحمول بعطر برتقال يافا، وبهدير الكرمل وعكا وحيفا، وتشتد وحدته وتتماسك عُرى الحق والحقيقة في كل أماكن تواجد شعبنا الفلسطيني، في أَصقاع الأرض، وفي أزقة مخيمات اللجوء والشتات التي لا زالت تتمسك بثوابت العودة وحق الحياة على أرض ميلاد الأجداد وجدّ الجَدّ، منذ أن زخّ صوت المطر على زيتونِ الجليل والناصرة وتَعمّد بشهدِ عنبِ الخليل، وحلاوة بلح نيسان ورفح، وستظل البلاد قِبلة وقُبلة الحُلم وتحقيق أملنا وآمالنا.


وختم أبو سيف:”ستظل هذه الأرض بمن عليها، بإنسانها المسكون بالمحبة والعدل والسلام الحق، وبترابها الأسمر المجبول بعرق الفلاحين وبحجارتها الموسومة بزنود عُمّالها، وبجبالها الرّاسخة كملائكةٍ تحرسها، وببحرها الأزرق الجميل الذي ينعف على وجه العالم نسائم الحياة النظيفة الخالية من الحقد والبطش والدماء، ستظل كل هذه فلسطيننا الشاهدة والشهيدة والحقيقة الحقّة بقدسها وقدسيتها وزيتونها ونخيلها وقمحها لنا ولنا حتى يَنْكَنِس هذا الظلم وظلامه عن صدورنا وعن أرضنا.


وشكر معلم وزارة الثقافة ممثلة بالوزير عاطف أبو سيف على هذا التكريم، قائلاً إن هذه الجائزة هي من حق جميع العاملين في المسرح الفلسطيني وبالأخص الزملاء في غزة، الذين يعملون دون توقف وتحت القصف وفي أصعب الظروف فقط لإيمانهم أن المسرح هو وسيلة للتحرر وتطوير المجتمع، فالمسرح قادر على بناء مستقبلنا، بدلاً من انتظاره.


وشكر معلم جميع الفنانين والفنانات والفنيين الذين عملوا معه خلال مسيرته المهنية الطويلة، التي لم تخلو من التحديات أما على خشبة المسرح أو خلف الكواليس، وأضاف:”هذا التكريم رفع معنوياتي في هذه الظروف السياسية الصعبة، ويجعلني ملتزماً في الاستمرار بالسير قدماً في هذا الطريق المليء بالألغام من أجل تحقيق الحرية والاستقلال.

شاهد أيضاً

"التعليم أمانة ومسؤولية: دعونا نغرس بذور الأمل رغم المحن" بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

“التعليم أمانة ومسؤولية: دعونا نغرس بذور الأمل رغم المحن” بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

“التعليم أمانة ومسؤولية: دعونا نغرس بذور الأمل رغم المحن” بقلم : د. تهاني رفعت بشارات …