مبادرة الأمن العالمية تكتسب اعترافا متزايدا من دول الشرق الأوسط بقلم : تشو شيوان
يصادف اليوم الـ10 من مارس الذكرى السنوية الأولى لاتفاق السعودية وإيران على استعادة العلاقات الدبلوماسية من خلال الوساطة الصينية. وفي العام الماضي، استأنفت الدولتان العلاقات الدبلوماسية، واستمرت العلاقات الثنائية في التحسن في ظل تغير الوضع السياسي الإقليمي. وفي هذا الصدد، تكتسب مبادرة الأمن العالمي التي تطرحها الصين اعترافاً متزايداً من دول الشرق الأوسط.
وفي 10 مارس 2023، توصلت السعودية وإيران إلى “اتفاق بكين” بدعم من الصين. ووقعت الأطراف الثلاثة وأصدرت بيانا مشتركا أعلنت فيه أن السعودية وإيران اتفقتا على استئناف العلاقات الدبلوماسية. وفي إبريل العام الماضي، شهدت الصين والسعودية وإيران توقيع بيان مشترك في بكين، أعلنت فيه الاستئناف الفوري للعلاقات الدبلوماسية المتوقفة منذ سبع سنوات. وبموجب البيان الثلاثي المشترك بين الصين والسعودية وإيران، اتفقت السعودية وإيران على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني التي وقعتها الدولتان في إبريل 2001 والاتفاقية العامة في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتكنولوجيا والعلوم والثقافة الي تم التوقيع عليها في مايو 1998.
وخلال العام الماضي، شهدت العلاقات السعودية والإيرانية تحسنا مستمرا، حيث دخل التبادل والتعاون بين البلدين “المسار السريع” في مختلف المجالات مثل الدبلوماسية والاقتصاد والتجارة والثقافة. وأعادت الدولتان فتح سفارتيهما وقنصلياتهما وتبادلتا السفراء، كما قام الرئيس الإيراني بالزيارة إلى السعودية. وفي التعاون الاقتصادي والتجاري، أكدت السعودية أن تطوير العلاقات مع إيران يعد مضمونا مهما لـ”رؤية 2030” السعودية. وفيما يتعلق بالشؤون الإقليمية، فإن السعودية وإيران لديهما اتصالات مباشرة وتنسيق للمواقف تجاه القضيا الساخنة، وبخصوص الصراع المتوتر بين فلسطينيين إسرائيليين، قد أكد الجانبان على ضرورة إنهاء الصراع في أقرب وقت ممكن وحماية المدنيين، وأكدا دعمهما للقضية العادلة للشعب الفلسطيني، وعدوتهما العالم الإسلامي إلى التوحد لإيجاد حل للصراع.
وبعد مرور عام على المصالحة السعودية الإيرانية، يتغير الوضع السياسي في منطقة الشرق الأوسط، كما تتزايد أدوار دول الشرق الأوسط في المنظمات الدولية والإقليمية المتعددة الأطراف. قد أصبحت الاستراتيجية الدبلوماسية السعودية أكثر استقلالية وتنوعا؛ تلعب السعودية وتركيا ودول أخرى دورا نشطا في القضايا الساخنة الإقليمية والدولية مثل الأزمة الأوكرانية والصراع في السودان؛ وانضمت إيران رسميا إلى منظمة شانغهاي للتعاون؛ كما انضمت السعودية ومصر والإمارات وإيران إلى آلية التعاون في دول البريكس. وفي الوقت الراهن، قد شهد الوضع في قطاع غزة والبحر الأحمر توترا مستمرا، باعتبارهما دولة كبيرة في المنطقة، فتحسين العلاقات السعودية الإيرانية مهمة جدا للحفاظ على السلام والاستقرار.
لقد نجحت الصين في تحقيق الوساطة لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، وهذا ليس نتيجة للجهود المشتركة للدول الثلاث فحسب، بل أيضًا للممارسة الناجحة لمبادرة الأمن العالمي التي تدعو إليها الصين، تدعم الصين دائما دول الشرق الأوسط في اختيار طريقها التنموي بشكل مستقل، ولا شك أن مفهوم الأمن ونموذج التنمية الصيني يتوافق مع تطلعات دول الشرق الأوسط إلى التنمية السلمية، والأمر الذي يكسب ثقة واعتراف متزايد من دول الشرق الأوسط، ويجعل مفهوم التنمية السلمية توافقا أعمق بين دول المنطقة.