الدورتان السنويتان نافذة ومنصة للعالم لمعرفة الصين، بقلم : تشو شيوان
تعتبر الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم منذ السنين، وأصبحت تعلب دورا أكبر في الشؤون الإقليمية والدولية خلال السنوات الماضية، ولكن يجهل كثير من الناس في العالم النظام السياسي في الصين، وتكاد قلة قليلة تعرف كيف تسير الأمور هناك، وفي هذا الصدد، واليوم أود أن أتشارك معكم الحياة السياسية الصينية، وذلك من خلال التعريف بالدورتين السنويتين.
تشير «الدورتان السنويتان»، أولا إلى المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، والذي يمثل أعلى هيئة تشريعية في الصين، وثانيا إلى المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، وهو الجهاز الاستشاري السياسي الأعلى في الصين، وعادة ما تقام الدورتان في بداية شهر مارس، ويحضرهما كبار المسؤولين في الدولة وعدد من رجال الأعمال والشخصيات المختلفة، وتعتبر أجندة الدورتين من أكثر الأجندات ازدحاما وزخما في البلاد، حيث تقوم الحكومة بتقديم تقرير عمل الحكومة عن العام الماضي، وأهم التحديات التي واجهتها وكيفية التغلب على هذه التحديات ومواجهتها، إضافة إلى رسم السياسات والتوجهات الحالية والمستقبلية للحكومة، ومن هنا تأتي أهمية الدورتين السنويتين والتي تكشف للشعب الصيني وللعالم.
ويصادف هذا العام الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس جمهورية الصيني الشعبية، وتعتبر الدورتان السنويتان فرصة مميزة أمام العالم لمعرفة السياسات الداخلية للصين، حيث أن الصين قد حققت الإنجازات الملموسة في المجالات الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية والثقافية والدبلوماسية وغيرها من المجالات الأخرى، وتكمن التجارب التنموية الصينية في الدورتين السنويتين، إذ أن تقرير عمل الحكومة يتناول المواضيع الرئيسية الصينية، وعلاوة على ذلك، ستقام مؤتمرات صحفية لتعريف السياسات الصينية الداخلية والخارجية.
ومنذ المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني، كان مفهوم “التحديث الصيني النمط” عبارة ساخنة عالية التردد. فهو تحديث لعدد هائل من السكان، وتحديث الرخاء المشترك لكل الشعب، وتحديث التناغم بين الحضارتين المادية والروحية، وتحديث التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة، وتحديث التنمية السلمية. التحديث الصيني النمط يجلب إلهاما جديدا ويوفر فرصا جديدة للعالم. وتهتم وسائل الإعلام الدولية بالتأثيرات الإيجابية بشأن “التحديث الصيني النمط” مهما كانت داخليا أو خارجيا. ووفقا للإحصاءات، هناك أكثر من 3000 صحفي صيني وأجنبي يشارك في تغطية الأخبار حول الدورتين السنويتين هذا العام.
وخلال السنوات الماضية، قد طرحت الصين مبادرة الحزام والطريق، ومبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، وبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية، وغيرها من المبادرات والمفاهيم الأخرى، وجوهرها يهدف إلى إظهار رغبة الصين في تعزيز الانفتاح للعالم باستمرار، وبالنسبة إلى الدورتين السنويتين، فهي من أفضل منصة ونافذة للعالم لمعرفة الصين بشكل موضوعي وحقيقي وشامل، إذ أن الصين مستعدة للعمل مع دول العالم لتحقيق التعاون المثمر والفوز المشترك، والسعي وراء السلام والتنمية والازدهار والاستقرار.