هدية الى فلسطين وأهلها في صباحها الشتوي الرائع
بقلم أحمد ابراهيم الحاج
من قصائد غزل في حورية من الشرق
……………………………
الفاء
في فيك فاق الفجرُ من إغفائهِ
والنّورُ هَلَّ وَعِمْتُ من إطلاله
…
فاحتارَ منّي العقلُ في ألوانهِ
خُضْرُ الرّوابي أينعت بربوعهِ
…
فاحمرَّ خدُّ السّفحِ من أزهارهِ
حُمرُ الأقاحي أنشبتْ بسفوحهِ
…
فاسوَدَّ لون الغيم في آفاقهِ
وانداحَ سيلُ الماءِ في أصقاعهِ
…
فحسِبت نهر النيلِ في وِديانهِ
من زُرقةِ الأمواجِ في أطيافهِ
…
فالثلجُ يعلو الرأسَ فوق جبينهِ
كعمامةٍ بيضاءَ فوق رؤوسهِ
…
فابيضَّ وجهُ الخيرِ في ديوانهِ
والقهوةُ السّمراءُ في فنجانهِ
…
فاصفرَّ زرعُ القمحِ في أرجائهِ
واحْمرَّ خبزُ البُرِّ في طابونهِ
اللام
لولاكِ كان الكونُ مع أفْلاكهِ
سِيّانَ عندي إن وُلِدتُ بغربه
…
للهِ كان الأمرُ في تقديرهِ
نعمَ المُقَدِّرُ والعليمُ بأمرهِ
…
لولاكِ عِفتُ الشّرق من عِلاّتهِ
أنت التي أغرقتني في عِشقِهِ
السّين
سَلمتُ أمري في هواكِ وسحره
أنتِ المليكُ على الفؤادِ ولُبِّهِ
…
سأظلُّ أهتفُ بالوفاءِ لأمرهِ
وّثَّقتُ عهدي لا مناصَ لنقضِهِ
الطاء
طاب اللقاءُ من الحنانِ ودِفئِهِ
واشتدَّ عصفُ الريحِ في إعصاره
…
طارت بيَ الأيامُ عن أكنافهِ
قد نالَ منّي الهجْرُ في غلوائهِ
الياء
يا لائمي في العشقِ أو أصدائهِ
هلاّ عشقتَ وطُفتَ في أرجائهِ
…
يا لائمي لا تستهِنْ في عِشقِهِ
هذا العشيق مقدّسٌ في كُنهِهِ
…
يا ليتني اخترتُ البقاءَ بحُضنهِ
يا ليت شعري لو قضيتُ لأجلهِ
النون
ناديتهُ في غُربتي عن قُربهِ
حتى تهاوى الصوت مع أصدائه
…
نامت عيون الكون مع أقماره
والعين مني لا تنام ببعده