صورٌ في مَوّعِد الظِّل ، بقلم : أ. غصون غانم
لَا شَمّعةً مُضَاءَةً وَلَا وَرّدَة
وَيَنّتَهِي عِشّقُ الوُرُود
شَمّعَةٌ هَامِدٌةٌ عَلَىْ نَافِذَة
فِي هُوّةِ المَوْتِ مُنْتَهَاهُا
أكَالِيلُ الزُّهُوُّرِ عَنْ بَتْلاتِها تَخَلَت
أَلْقَت بنَفْسَهُا بَيّنَ ذِراعَيْن
القَصَائِدُ فِي وَدَاعِهَا الأَخِيّر
إحتَجَبتِ خَلّفَ حَرّفٍ وجِفّن
الكَلِمَاتُ فَاتِرَة الجُفُّون
تُحْيِي بذاتها ابْتِهَالاتٍ وذِكْرَى
تَكتُبُ بالصُّوَر سُكُوتٍ عَمِيقْ مَا
أَبَاحَ الْفَنُّ مِنْ صُوَرِ وَمِنْ تَصّوِير
الصُّوَر إنّفِجَار سُوُّبَر نُوفَا
بَدَا بدَقَائِقٌ وَحَقَائِقٌ كُبّرَى
الْفُنُونِ تَوَحَّدَتْ صُوَرَةٌ وَصَوْتٌ وَأَرْوَاحٍ
الشَّاعِرُ الْمَوْهُوبُ
وَالرَّسَّامُ وَالنَّاقِشُ وَالنَّاحِتُ
يُبهر الفَرَاشَّة العِطْرَ وَهَاكَ الرَّحِيّق
وَهَبْت أَطّرَافهَا رَعشَةَ التَلَّاقُح
يَدٌ بَتّرَاء بالزَّهْرِ رفَعَت
لَم تَنسَ رَعشَةً لَم تَكتَمِل
تُقّسِمُ الفَرَاشَات بِأَكُفّ العُشَّاق
وَنَظْرَةٍ تِلّوَ نَظْرَةِ
خَبَأَتْ أَغَانِي الْحُبِّ والعَاشِقِين
الطُيُوْر فَرّت مِنْ أَعّشَاشِهَا الَىْ السَّمَاء
مَنْ يُعَلِم الفِرَاخَ التِي تَسّقُطَ
مِنْ العُشِ الطَيَرَان
الأَمْوَاَج مُتَلاَطِمَة عَلَىْ جَانِب البَحّر
بَدَت اليَّابِسَة فِي زِيٍ هِيلوونِيّ
حُمْرٌ مِنَ الْأَضْوَاءِ يَتَمَازَجَانِ
من يُوقِف السديم الجبّار الأعظَم
عناقيّدٌ نجميّة
نُجُومٌ فَتِيَّة
تَارَةً تتَلألَأ
تَارَةً لُهُبَاً
تَارَةً خُفُوتَاً
خُيُوطَ مُتَشَّابِكَةً
خَارِجَه وَدَاخِلَه
أُفُقِي وَعَامُودِي
دَائِرِي وَحَلّقِي
دَوَائِراً تَخْتَلِفْ أَقطَارَها اتّسِاعَاً
العَابِرُ وَالقَادُمُ عَبَرَ خُطُوطَها
بِحَرَكَاتٍ سَرِيعَة تَتَأَيّن
وَعَوَاصِفَ لِلّغَازَات وَالغُبَار
كُتّلَةٌ تُشِعْ حَوَافَهَا ضُوءَاً
مَشَاتِلَ لِلنُجُومْ
يَتَنَاثَرَ الضُوءْ
ثُمَ خُفُوتَاً . . خُفُوتَا
الشَّامَان يَقُولُون بِأَنَ لَدَيّهُم قُوَّة تَغّلِب
النِيِّرَان يَبدَأَون بِقَرّع الطِّبَال
وَالأَغَانِي الطُقُوّسِّيّة الشَّامَانِيّة
الكُورَال العَالمِي فِي مَشّهَد إِحتِفَائِّي
وَعِنَاقٍ صَوّتِيّ
عُزِفَت الأَلحَان
وَانّطَلقَت الصَّرَخَاتْ
الوَطَنُ حِزَامَ التَتَابُع
عَبّرَ المَجّهُول العَمِيقْ
الوَطَنُ حَيّثُ هَرَعَت
ليُكَفِّنَ بَعْضُنَا بَعْضًا
حَيّثُ تَمُدُّ شَمّعَةً بِذِرَاع
وَتَطّوِي تَحّتَ أُخْرَى العَلَمْ
الوَطَن هُوَ حِيث تَجَاهَلَتَ
لون السَّمَاءِ حِدَادِي . .
رُدُّوا شُعَاعَ الشَّمْسِ
صُوَرٌ بِلَا عَدّ فِي مَوّعِد الظِّلّ
فِيهِا الْحَيَاةُ وَفِيهِا الْمَوْتُ جَزرٌ وَ مَدّ