السعودية تبدد أملا إسرائيليا بنصر مزيف على حساب فلسطين، بقلم : موفق مطر
قطع بيان وزارة الخارجية للمملكة العربية السعودية الصادر امس الاربعاء الشك باليقين، بخصوص موقف قيادة المملكة الثابت من الحق الفلسطيني (القضية الفلسطينية) وانسجام هذا الموقف مع رؤية القيادة الفلسطينية الثابتة أيضا فيما يخص مسار عملية السلام في الدائرتين: الفلسطينية باعتبارها المركزية، والعربية المرتكزة قواعدها على المبادرة العربية، التي أعادت المملكة تذكير واشنطن وعواصم العالم المعنية بجوهرها، بتأكيدها أنه: “لن يكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانسحاب كافة أفراد قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة “..
وهذا ما نعتبره نحن في فلسطين حماية لظهر القضية الفلسطينية، وتعزيزا يأتينا من العمق العربي الإستراتيجي لموقف دولة فلسطين وقيادتها الثابت، بضرورة تطبيق قرارات الشرعية الدولية، ومرجعيات عملية السلام، بما فيها المبادرة العربية كما هي بدون تغيير في الأولويات، وبهذا الموقف لا تنتصر المملكة “لمواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية وضرورة حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه المشروعة” وحسب، بل لمبادئ نهجها السياسي، رغم الضغوط السياسية الأميركية، المتزامنة مع تحديات أمنية في منطقة البحر الأحمر والخليج العربي، وحملة إبادة صهيونية (إسرائيلية) دموية بحق الشعب الفلسطيني، بذروتها الهمجية في قطاع غزة.
أتى موقف قيادة المملكة العربية السعودية خلاصة لقراءة عقلانية واقعية لمجمل الأحداث خلال الشهور الأربعة الماضية منذ 7 أكتوبر الماضي، ليفند ويدحض ادعاءات ودعايات وتصريحات وما تسمى تحليلات، كان أصحابها يصطنعون أهدافا للحملة الإسرائيلية الدموية ليست موجودة إلا في مخيلتهم، وملخصها: “أن هذه الحرب مقدمة لتطبيع مجاني بين إسرائيل والمملكة” وبلغت ذروتها بتصريحات جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بقوله: “إن إدارة الرئيس، جو بايدن، تلقت ردود فعل إيجابية مفادها أن السعودية وإسرائيل ترغبان في مواصلة مناقشات التطبيع” وكأنه بذلك أراد اصطناع نصر دبلوماسي – سياسي، لإسرائيل، لرفع معنويات حكومة نتنياهو، في خضم خسائرها القانونية والسياسية والرسمية والشعبية المتتالية في العالم!!.
ونعتقد أن القيادة السعودية بهذا الموقف الثابت المتجدد والهام في هذه اللحظات التاريخية، قد عزز رؤية القيادة الفلسطينية لمسار عملية السلام على الصعيد العربي مع إسرائيل ، بملخصها: أن تطبيع دول عربية مع اسرائيل قبل اعترافها وإقرارها عمليا بدولة فلسطينية، وتطبيقها قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالحق الفلسطيني، لن يثني دولة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني العنصرية (إسرائيل) عن المضي قدما بسياسة الاحتلال والاستيطان وارتكاب المجازر وجرائم الحرب ونظم القوانين العنصرية بحق الشعب الفلسطيني، وأن التطبيع مع اسرائيل عندما يتأكد العالم من جنوح إسرائيل للسلام، ومعياره اعترافها واعتراف الدول الكبرى التي أنشأتها بدولة فلسطينية حسب قرارات الشرعية الدولية الصادرة منذ سنة 1949..
لذلك أكدت: “المملكة دعوتها للمجتمع الدولي -وعلى وجه الخصوص- الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي لم تعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية بأهمية الإسراع في الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية ليتمكن الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وليتحقق السلام الشامل والعادل للجميع” -كما ورد في البيان-، ويمكن للمتتبع ملاحظة مستوى تطابق الموقفين الفلسطيني والسعودي في رؤيتهما للحل السياسي الشامل، كما تم إبلاغه لمسؤولين أميركيين وبريطانيين وفرنسيين على أعلى المستويات (وزراء خارجية) حيث سمعوا تفاصيل هذا الموقف الفلسطيني صريحا من رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية محمود عباس أبو مازن.