2:23 مساءً / 22 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

دحلان : لا يستطيع أي فلسطيني أن يظل خاملاً في مواجهة الحرب في غزة والاحتلال العدواني في الضفة الغربية

دحلان : لا يستطيع أي فلسطيني أن يظل خاملاً في مواجهة الحرب في غزة والاحتلال العدواني في الضفة الغربية

شفا – قال قائد تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح محمد دحلان “ابو فادي”، إن معظم أهلي، وخاصة إخوتي وعائلاتهم، وتقريباً كل أصدقائي في طفولتي وكباري ما زالوا في غزة، وقد قُتل أو جُرح العديد منهم خلال هذه الحرب البربرية، وهي حرب تتكون إلى حد كبير من قتل الأطفال والنساء والشيوخ، وأنا أعتبر جميع سكان قطاع غزة والضفة الغربية والقدس أقارب لي من الدرجة الأولى.

وأضاف دحلان، في حوار مطول مع صحيفة «بولوتيكو إنترناشيونال» الناطقة بالفرنسية، بالطبع أنا على اتصال دائم بهم كلما أمكن ذلك رغم انقطاع الاتصالات وانقطاع التيار الكهربائي، كما أنني على اتصال بجميع سكان غزة.

يرسلون لي طلباتهم ويخبرونني عن احتياجاتهم، ونحن نستجيب لها على الفور بأفضل ما في وسعنا.

وتابع القائد دحلان، كما تعلمون فإن دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد قرار رئيسها، ستستقبل للعلاج ألف طفل جريح وألف مريض بالسرطان مع مرافقيهم، كما سيرحبون أيضًا بطلاب المنح الدراسية ويقدمون مساعدة مادية كبيرة في الموقع في شكل مياه شرب وخيام لإيواء المشردين.

وأضاف، لا يستطيع أي فلسطيني أن يظل خاملاً في مواجهة فظائع هذه الحرب في غزة والاحتلال العدواني المتزايد في الضفة الغربية. ومن ثم، وقد أكدت ذلك في عدة مناسبات، فإنني أواصل عملي السياسي والإنساني كقائد لحركة الإصلاح الديمقراطي داخل فتح.

وشدد قائد تيار الإصلاح الديمقارطي على أنه لن يعود إلى أي منصب حكومي، قائلا: لقد تخليت عن هذه الفكرة منذ وقت طويل، وأنا مرتاح جدًا لهذا القرار؛ ولكنني لن أتخلى أبداً عن تقديم المساعدة لشعبنا، وهذا ما أفعله منذ وصولي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة حيث لا يمنعني بعدي عن السلطة من القيام بواجبي الوطني.

وقال، أنا متحمس أكثر من أي وقت مضى للعودة إلى وطني، فلسطين، وخاصة إلى منزلي في خان يونس، في قطاع غزة، ويمكنني أن أؤكد لكم أنني سأذهب إلى هناك بمجرد أن تسمح الظروف بذلك.

وردًا على سؤال محرر الصحيفة ميشيل توبمان، حول أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قال القائد محمد دحلان، كان يوم 7 أكتوبر بمثابة مفاجأة لا تصدق بالنسبة لي وللعالم أجمع، وأيضا مفاجأة مذلة لقادة إسرائيل وقادة جيشها ورؤساء أجهزتها الاستخباراتية والأمنية، لقد اعتدنا على العمليات العسكرية الفلسطينية المنظمة رداً على هذا حتلال الطويل والقاسي والظالم، لكنني لم أتوقع عملية بهذا الحجم تسفر عن هذا العدد الكبير من الضحايا المدنيين.


وتابع، خلال مسيرتي المهنية الطويلة، شعرت دائمًا بالحزن والغضب لموت المدنيين، بغض النظر عن جنسيتهم أو لونهم أو دينهم، لكن في 7 أكتوبر/تشرين الأول، خرج الوضع عن السيطرة بسبب انهيار النظام العسكري والأمني ​​الإسرائيلي المحيط بقطاع غزة خلال أول 25 دقيقة من العملية، ونعلم اليوم أن القادة الإسرائيليين كانوا على علم تام بتفاصيل هذه العملية منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2022، لكن غطرستهم أعمتهم ومنعتهم من رؤية ما يجري التحضير له أمام أعينهم.


وقال القائد دحلان: إن الرئيس محمود عباس ومجموعته يرفضهم 80 إلى 90 بالمائة من الفلسطينيين وفقًا لاستطلاعات الرأي، ولكن لأسباب مختلفة عن أسباب إسرائيل وأمريكا التي تقوض القوة الضئيلة التي تركتها السلطة الفلسطينية في الهدف الوحيد المتمثل في إضعاف شعبنا.


وتابع، الأشرف لمحمود عباس أن يرحل بكرامة بعد خطاب تاريخي اعترف فيه بأخطائه ودعا الشعب إلى تصحيحها، ويجب عليه وفريقه إعادة السيادة إلى الشعب وعدم السماح للجهات الفاعلة الأخرى بتقرير المستقبل في مفاوضات سرية، الأمر الأساسي بالنسبة لي ليس اسم خليفة محمود عباس، بل الطريقة المستخدمة: يجب أن يتم تعيينه من خلال صندوق الاقتراع، لا شيء سوى صندوق الاقتراع.


وقال: لقد مارس شعبنا الديمقراطية تحت أنظار المحتلين حتى قبل أوسلو، وسنعرف كيف نفعل ذلك لبناء نظام سياسي فلسطيني جديد، وأنا أثق في أخي مروان البرغوثي إذا ترشح هو أو أي من أصدقائي، فسوف أدعمهم دون تردد، أنا ومروان ننتمي إلى جيل يرفض حقبة الاستبداد التي كان ينبغي أن تنتهي برحيل ياسر عرفات، نحن نؤمن بالديمقراطية والانتخابات وفصل السلطات والقيادة الجماعية من خلال التوازن بين المؤسسات المختلفة.

نص الحوار كاملًا:

أجرت صحيفة بوليتيكو انترنسيونال الفرنسية، لقاء مع القائد الفلسطيني، عضو المجلس التشريعي محمد دحلان، قدم خلالها رؤية للأحداث، وما ستؤول اليه الأمور مستقبلاً، تناولت المقابلة مجموعة من القضايا: رؤية دحلان لدوره الحالي والمستقبلي، وهجوم 7 أكتوبر وتداعياته، وخيارات الدولة الفلسطينية، والقيادة الفلسطينية وكيفية بناء قيادة جديدة، واحتمالات السلام مع إسرائيل، واخيراً عن الدور العربي الحالي والمستقبلي في القضية الفلسطينية.

طبعا، كما يقولون رؤيتك للغابة عن بعد غير رؤيتك لها وأنت تعيش في قلب الغابة، أولا هذا البُعد حررني من أعباء السلطة، أعباء السلطة مكلفة ومرهقة وتحتمل الكثير من الهموم والواجبات المرهقة، ثم العمر والبُعد وتعميق الخبرة جعلني أكثر هدوء في اتخاذ قراراتي بمختلف نواحي حياتي، وتعلمت بأن هناك أشياء هامة وجميلة ممكن عملها في الحياة غير أن تكون في موقع فيه متطلبات معقده، ولكن لا شيء طبعاً يضاهي الوطن والحنين إلى الوطن.

بالتأكيد لا، لن أعود إلى أي منصب، لقد تخليت عن هذه الفكرة منذ زمن بعيد، وأنا مرتاح جدا لهذا القرار، لكنني لن أتخلى أبداً عن تقديم المساعدة لشعبنا، وهذا ما أفعله منذ وصولي إلى الإمارات، حيث لا يمنعني بعدي عن السلطة من القيام بواجبي الوطني.

بالصفتين معاً، على المستوى الفردي، لا يستطيع أي فلسطيني أن يظل خاملاً في مواجهة فظائع هذه الحرب في غزة والاحتلال العدواني المتزايد في الضفة، ومن ثم، وقد أكدت في أكثر من مناسبة بأني مستمر في دوري السياسي والإغاثي كقائد تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح.

كان يوم 7 اكتوبر بمثابة مفاجأة لا تصدق بالنسبة لي وللعالم أجمع، ومفاجأة مذلة لقادة إسرائيل وقادة جيشها واستخباراتها وأجهزتها الأمنية بشكل عام، لقد اعتدنا على العمليات العسكرية الفلسطينية المنظمة رداً على هذا الاحتلال الطويل والقاسي والظالم، لكنني لم أتوقع عملية بهذا الحجم تسفر عن هذا العدد الكبير من الضحايا المدنيين.

خلال مسيرتي المهنية الطويلة، شعرت دائمًا بالحزن والغضب لمقتل المدنيين بغض النظر عن جنسيتهم أو لونهم أو دينهم، لكني أشير إلى أن الأحداث خرجت عن السيطرة في 7 أكتوبر بسبب انهيار النظام العسكري والأمني ​​الإسرائيلي المحيط بقطاع غزة خلال الـ 25 دقيقة الأولى من العملية، وبتنا نعرف الآن أن القادة الإسرائيليين كانوا على علم تام بتفاصيل العملية منذ أكتوبر 2022، لكن غطرستهم أعمتهم ومنعتهم من رؤية ما يجري التحضير له أمام أعينهم.

ليس لدي معلومات دقيقة حول هذا الموضوع، لكن من خلال تجربتي، يتمتع الجناح العسكري لحركة حماس مساحة واسعة من الاستقلالية ضمن النهج العام والمعتمد للحركة.

المأساة التي تلت 7 أكتوبر كانت مدمرة للفلسطينيين، لكن الغرب مازال ينظرون إلى نصف الكوب الفارغ، القضية الفلسطينية لم تبدأ يوم 7 أكتوبر، ولن تُصفى بنهاية هذه الحرب كما يحلم نتنياهو، ولا يسعنا إلا أن نأمل أن تفتح المأساة الحالية أعين العالم من نوم طويل ولا أخلاقي لتنظر إلى حقيقة الظلم الطويل الذي يعاني منه شعبنا.

أن أعارض تماماً أخذ الرهائن المدنيين، وهو خطأ جسيم يضر بقضيتنا وأسسها الأخلاقية؛ واعتقد أن بعض قادة حماس السياسيين تحدثوا عن ذلك، إذا كان احتجاز الرهائن المدنيين الإسرائيليين يمثل خطأ جسيما، فهو ليس أسوأ من المعاناة التي يلحقها الاحتلال الإسرائيلي بآلاف المدنيين الفلسطينيين.

ومن ناحية أخرى، فإنني لا أدين عمليات اختطاف الجنود الذين يرتدون الزي العسكري، لأنها الطريقة الوحيدة المتاحة لحماس وغيرها من القوى لإطلاق سراح الفلسطينيين المسجونين في ظروف تتعارض مع أبسط مبادئ العدالة.

نحن الآن، في وقت حماس والقوى الأخرى مستعدين لعملية تبادل واسعة، وبناء على تجربتي، قلت منذ اليوم الأول، إن على الفصائل الفلسطينية، إطلاق المدنيين فور توفر الظروف والإسراع إلى عملية تبادل واسعة وأضفت يخطأ من يظن أن بإمكانه تحريرهم بعمليات كوماندوز خاصة، وهذا ما يؤكده اليوم العديد من قادة إسرائيل، وبدلاً من التفاوض من أجل إنقاذ حياة الرهائن، تسبب نتنياهو في مقتلهم في نفس الوقت الذي قتل فيه خاطفيهم.

طبعاً هناك اختلاف في توزيع المهام والمسؤوليات بين القادة السياسيين والمقاتلين. وخلافاً للفكر السائد في الغرب، فإن حماس ليست حركة إرهابية، إنها حركة سياسية عسكرية، لدي نصيحة قيمة أقدمها للغرب: لا تكرروا الأخطاء التي ارتكبتموها في الجزائر وفيتنام وأفغانستان والعراق وغيرها من البلدان؛ عليكم التوقف عن مساواة مقاومة الشعوب بالمسلكيات الإرهابية، وإن علق ببعض خطواتها وعملياتها شوائب.

هذا السؤال لا يبدو جيدًا على الإطلاق، لكنني لا أرفض أبداً الإجابة على سؤال صحفي محترف، إن غزة لم تكن ولن تكون غابة عسكرية، غزة حيوية يعيش فيها 2.3 مليون نسمة، كما تضم خمس جامعات تقوم بتدريب عشرات الآلاف من الخريجين، يوجد فيها الآلاف من زملائكم الصحفيين، وآلاف الأطباء، والمهندسين، والمحامين، ويسكنها مئات الآلاف من الآباء والأمهات، وأكثر من مليون ونصف طفل، غزة لديها أفضل لاعبي كرة القدم وأمهر الصيادين وعمال البناء، أما المقارنة مع سنغافورة، فهي كذبة تكررت مرات عديدة، اشرح لي كيف يمكنك أن تصبح مثل سنغافورة بعد أن هدم الاحتلال أربعة مرات كل ما بناه وأعاد بنائه دافعو الضرائب والمانحون الفلسطينيون منذ توقيع اتفاقيات أوسلو، تكلفة هذه الأنفاق تتضاءل مقارنة بتكلفة التدمير الإسرائيلي.

هل هذه نكته؟ لقد كذب القادة الإسرائيليون عندما زعموا أنهم ينفذون عمليات دقيقة ضد حماس، ويحاول قادة إسرائيل الفاشلون أن يغسلوا عار فشلهم العسكري والسياسي الفظيع بدماء أطفالنا ونسائنا وشيوخنا لكنهم نفذوا عمليات قذرة وواسعة لإبادة المدنيين وخاصه الأطفال قادة إسرائيل الفاشلين يحاولون غسل عار فشلهم المريع عسكريا وسياسيا بدماء أطفالنا ونسائنا وشيوخنا، أسمع يا صديقي إسرائيل تدعي بأنها أبادت أكثر من ثلث قوة حماس العسكرية وهذا ليس أكثر من تبرير لقتل وجرح قرابة 100 ألف فلسطيني حتى الإن.

ما يؤسفني أن الغرب قَبل وتبنى أكاذيب نتنياهو في 7 أكتوبر ووقع في الفخ، ورغم التجربة المريرة، عاد الغرب وصدق الأكاذيب في منتصف الحرب، والآن لا زال يصدق نفس الأكاذيب، تعرف لماذا؟ ليس لأن القادة الغربيين وقادة الرأي العام الغربي حمقى أو اغبياء؛ إنهم يفعلون ذلك لأنهم لا يحترمون شعبنا ولا يحترمون حقوقه الوطنية في الحرية، وقد انكشفت كذبة أمريكا والغرب في ترديدهم لشعارات حقوق الإنسان وادعائهم بالالتزام بالقانون الدولي.

لم نكن نطالب بفك ارتباط إسرائيلي أحادي الجانب عن غزة، هذا القرار اتخذه شارون وحكومته في ذلك الوقت، بالطبع، لم نعارض أي خروج للمحتلين من أرضنا، لكن نتنياهو لا يحتاج إلى سبب ليكذب، فهو يكذب طوال الوقت، فهو لا يهتم بالسلام أو حتى بالشعب الإسرائيلي، بل يسعى لتحقيق مصالحه الخاصة.

نتنياهو المجرم وقادته الفاشيون ضد أي انفصال أحادي أو متفق عليه عن أي ذرة رمل فلسطينية، لقد أعادوا احتلال الضفة الغربية بأكملها، وها هم يدمرون ويعيدون احتلال غزة، وإذا كان نتنياهو يتحجج ببطلان الفصل الأحادي في غزة، فلماذا إعادة احتلال الضفة الغربية وإغراقها بالمستوطنات والمستوطنين القتلة؟

لا شيء يمكن تصديقه قبل أن تتوقف هذه الحرب المجنونة. أما فيما يتعلق بحل الدولتين، فأنا بالطبع لن أعارضه إذا تحقق، ولكن لي وجهة نظري الخاصة في هذا الموضوع: أعتقد أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وخاصة حكومة نتنياهو، دمرت حل الدولتين، ومقومات تحقيقها، وما تبقى من الأراضي لإقامة دولة فلسطينية محتملة يشبه الجبن السويسري. ومن المستحيل إقامة أدنى سيادة إقامة أدني سيادة أو سيطرة أو كرامة هناك، أنا أعارض هذا الحل تماماً وسنقاومه بكل ما أوتينا من قوة، ولهذا السبب قلت في عدة مناسبات إننا نستطيع أن نتصور دولة واحدة نكون فيها متساوين مثل أسنان المشط.

في الواقع، الخيار الآن محصور بين ثلاث خيارات: دولتان مستقلتان، دولة واحدة ذات حقوق متساوية لجميع المواطنين، أو استمرار الاحتلال وبالتالي المقاومة، ومع ذلك، فإننا لسنا معاديين للحل الكونفدرالي ذي الروابط المتعددة المشابه لدول البنلوكس طالما سيتم الاعتراف بسيادتنا الوطنية، لقد طالب بها زعيمنا التاريخي ياسر عرفات منذ الثمانينات ولم يستمع له أحد، إن غالبية شعبنا منفتحة على الحلول الإبداعية، ولكن يجب علينا أولا أن نحقق استقلالنا الوطني ومن ثم أن نقرر بحرية.

هذه القضية تم شرحها والتفاوض بشأنها منذ عقود، وموقفنا ثابت ولن يتغير، ولا تستطيع إسرائيل أن تفرض إرادتها علينا بالوحشية والقوة العسكرية، ولذلك نريد دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، إما هذا أو لا حل! لقد قبلنا بإقامة دولتنا على 22% فقط من أراضي فلسطين التاريخية، إذا رفضت إسرائيل حل الدولتين، سيكون عليها أن تختار: إما العودة إلى خطوط الترسيم، أو القبول بحل الدولة الواحدة، ولن نعارض أياً من هذه الخيارات.

ولكن السؤال الحقيقي هو: هل تريد الحكومة الإسرائيلية الحالية وزعماء المعارضة السلام حقاً؟ هم ليس فقط لا يريدون، هم نسوا كلمة السلام حتى وبسبب معنى الكلمة قد يستخدمون كلمة تحية مختلفة عن كلمة (شالوم).

بالطبع لا، ليس هناك احتمال معهم، إنها حكومة إجرامية وفاشية تقتل الأطفال والنساء وتكره السلام، هذه حكومة تكره أكثر من نصف الشعب الإسرائيلي نفسه، حكومة لا تقبل السلام حتى مع شعبها، وتسعى بكل الوسائل إلى قمع واختطاف إرادة الإسرائيليين أنفسهم، نتنياهو يحاول تشويه سمعة الجيش وأجهزة الأمن، والقادة الإسرائيليين التاريخيين مثل رابين وبيريز وشارون.

مع القادة الذين يؤمنون بالسلام الحقيقي والعادل والدائم، مع القادة الذين يحترمون كرامة وحقوق الطرف الآخر، مثل هؤلاء القادة غير موجودين في الطيف السياسي الإسرائيلي إلا ما ندر، أو مع قادة يجبرون على القبول بالسلام العادل، وهذا أمر يحتاج لأمريكا، وأمريكا تحتاج موافقة الإيباك، والإيباك رهن رئيس وزراء إسرائيل إي كان أسمه، نحن لا نختار قادة إسرائيل، بل شعبهم يفعل ذلك ونأمل أن يحسنوا الاختيار مستقبلا.

وفقاً لاستطلاعات الرأي نسبة كبيرة من الفلسطينيين تطالبه بالاستقالة، الأفضل له أن يرحل بعد خطاب تاريخي يعترف فيه بأخطائه، ويجب عليه وفريقه إعادة السيادة إلى الشعب وعدم السماح للجهات الفاعلة الأخرى بتقرير المستقبل في مفاوضات سرية.

الأمر الأساسي بالنسبة لي ليس اسم خليفة محمود عباس، بل الطريقة المستخدمة: يجب أن يتم اختياره من خلال صندوق الاقتراع، لا شيء سوى صندوق الاقتراع، لقد مارس شعبنا الديمقراطية تحت نظر الاحتلال حتى قبل أوسلو، وسنعرف كيف نفعل ذلك لبناء نظام سياسي فلسطيني جديد.

أنا أثق في أخي مروان البرغوثي، إذا ترشح هو أو أي من أصدقائي، فسوف أدعمهم دون تردد، أنا ومروان ننتمي إلى جيل يرفض حقبة الاستبداد، ونؤمن بالديمقراطية والانتخابات وفصل السلطات والقيادة الجماعية من خلال التوازن بين المؤسسات المختلفة.

الانتخابات وفقط الانتخابات، فلا سبيل إلا الديمقراطية مثلنا مثل كل الشعوب الحرة، ومن الضروري أن نضع قوانين جديدة تمنع أي كان من تقويض الشرعية والدستور كما فعل محمود عباس على مدى 19 سنة، وطبعا قبل ذلك وبعد وقف الحرب لابد من إجراءات انتقالية مؤقتة ومتوافق عليها لا تزيد عن عامين مع ضمان عدم مشاركة مسؤولي المرحلة الانتقالية في الانتخابات القادمة لكن مع حماية حقوقهم الديموقراطية المستقبلية.

لماذا؟ لإخضاع النساء اللاتي فقدن أزواجهن، أو الأطفال الذين فقدوا آباؤهم للعقاب الجماعي؟ أحياناً لا أفهم كيف يفكر الغرب، ألا تفرقون بين من يدافع عن أراضيه وبين من يهاجم المدنيين لمجرد الرغبة في قتلهم؟ ما ذنب الطفل الذي يبرر لي أن أقطع طعامه بسبب فعل من والده؟ وهل من الضروري أيضاً تجويع العائلات التي نجت من القصف الجوي والبري والبحري؟

فهل سنقطع أيضا الإمدادات عن الطيارين والجنود الإسرائيليين الذين قتلوا حتى الآن 35 ألف فلسطيني، سواء قتلوا أو فقدوا، بما في ذلك مئات الصحفيين والعاملين في المجال الطبي وأعضاء الدفاع المدني وموظفي الأمم المتحدة؟

يجب فوراً إنهاء الحرب وحماية أرواح الفلسطينيين الأبرياء، وبعد ذلك، ستكون هناك حاجة إلى تقديم مساعدات ضخمة وغير مسبوقة، بما في ذلك المياه والغذاء والدواء والكهرباء والمأوى، لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية.

أما المرحلة الثانية، فيجب أن تشمل “خطة مارشال” حقيقية لقطاع غزة، وإطلاق حل الدولتين وبناء نظام سياسي فلسطيني جديد، نظام ديمقراطي واضح يجرم دستوره الدكتاتورية وانتهاك القوانين الأساسية والفساد.

التحدي الرئيسي هو مدى جدية وفعالية أمريكا وأوروبا والمجتمع الدولي في الوفاء بوعودهم لشعبنا من خلال وضع مبادئ حل الدولتين وجدول زمني ملزم، لمنع هذه الوعود من أن تتبخر وتتحول إلى الكذب أو المماطلة.

أكرر ذلك الآن لأنه لا توجد قوة على الأرض تستطيع أن تمحو حماس نهائيا، أنا لا أتحدث هنا عن الهياكل العسكرية الشبه نظامية، ولا عن القدرات السلطوية، أنا أتحدث عن حماس الفكرة والناس المقتنعين بذلك، وليس بالضرورة مشاركه حماس او غيرها من الفصائل، بل حكومة كفاءات، المرحلة الانتقالية المؤقتة سنحتاج دعم ومشاركة الجميع حتي نتمكن من استقرار الوضع الداخلي والوصول للانتخابات العامة.

وهل تتقبلون حكومة إسرائيلية لا تعترف بحقوق وحتى بوجود الشعب الفلسطيني، بل يدعو بعض أطرافها لإبادة الشعب الفلسطيني باستخدام القدرات النووية الإسرائيلية، طبعا أتقبل ذلك إلى أن تعترف كل الأحزاب الإسرائيلية بالشعب الفلسطيني وحقوقه، منظمة التحرير الفلسطينية أعترف بإسرائيل فماذا كسبت غير الاضطهاد وقتل زعيمها ياسر عرفات ولاحقا الإذلال والمهانة اليومية المتكررة حتى قال محمود عباس في ظروفي أنا تحت حذاء الجندي الإسرائيلي.

نعم ولا، إذا طلب منا اليوم تعديل محتوى كتبنا المدرسية بما يرضي المحتل الذي يُصر على خطاباته المعادية للفلسطينيين، فإن جوابي هو لا، أنتم في الغرب تطالبون دائمًا بالتغيير من جانب واحد فقط؛ ومن الواضح أن هذا جزء من “المعايير المزدوجة”، هل شاهدت وتابعت الإسرائيليين الذين يدعون إلى الدمار والإبادة، ودفن الفلسطينيين أحياء في الرمال، أو اقتراح وزير إسرائيلي ضرب شعبنا بالقنبلة النووية؟ والجنود الذين يتفاخرون بعمليات القتل والانتهاكات والأضرار المادية التي ترتكب داخل غزة؟

لكن إذا سألتني عن المستقبل، فقد تكون إجابتي نعم، ومن أجل سلام عادل ودائم، لن يحتاج أحد إلى كتابات تحريضية، لا هم ولا نحن، في هذه الحالة لن أقول نعم فحسب، بل سأعمل بكل قوتي لتحقيق ذلك، أريدكم حقاً أن تعلموا أننا لا نكره اليهود ولا الإسرائيليين، ولا نكره السامية طبعا لأننا (ساميّون) أصلاً، لكننا نكره فقط الاحتلال والظلم الناتج عنه.

ربما، ولكنك ستلاحظ أنه خلال هذه الحرب، لم تؤدِ اتفاقيات إبراهيم والرغبة في السلام مع إسرائيل إلى إعاقة أو تغيير الدعم المقدم للفلسطينيين من قبل الموقعين على هذه الاتفاقيات نفسها، انظر إلى موقف مصر والأردن والسعودية والإمارات والمغرب، إن هذه الدول لم ولن تسمح أبدا بأي اتفاق يقيد حرية واستقلال قراراتها السياسية، ونحن فخورون بالدور الذي يقوم به العالم العربي ككل وبمواقف أشقائنا من نواكشوط إلى بغداد، ولن ننسى كل هذه التصريحات المشرفة.

يمكن للعرب أن يفعلوا الكثير من أجل السلام المستقر، لكن تجارب الماضي علمتهم أن يراقبوا شروق الشمس وليس من يتحدثون عن شروق الشمس! إنهم ينتظرون قراراً حازماً من الولايات المتحدة، لكن مثل هذا القرار غير موجود ونخشى ألا يكون موجوداً مرة أخرى بعد الحرب، وسنرى بعد ذلك أن كل الوعود قد تبخرت، وفي كل الأحوال، لم يعد من المقبول أن نطلب من العرب أن يقتصر دورهم على الصراف الآلي أو الشرطي في حفظ النظام في غزة، وهم بالتأكيد لن يقبلوا بذلك.

إذا كانت أميركا تريد حقاً خير إسرائيل، فعليها أن تلتزم بالسلام الحقيقي وتطهر الطبقة السياسية الإسرائيلية من أجل طرد القوى الفاشية داخلها.

لا يمكننا أن نتصور أدنى ترتيب قبل وقف الأعمال العدائية وخروج الاحتلال الإسرائيلي من غزة ولن نقع في فخ احتلال رخيص يموله دافع الضرائب الفلسطيني، ثم لماذا هذا السؤال عندما يرفض نتنياهو كل الحلول ويريد إدامة حرب يتمسك بها كطوق نجاة للهروب من العدالة؟ وأكدت الدول العربية رفضها الانخراط في حلول لا تلبي شروط السلام العادل، سواء على مستوى التدخل أو التمويل.

السعودية تعبر عن مواقفها بشكل فعال ومستقل وليس من دوري التعليق أو الإعلان عن قراراتها، ولكن بشكل عام، أرى أن السلام الإسرائيلي الفلسطيني والتطبيع مع الدول العربية توئمين سياميين يلدان في نفس اللحظة.

إجرامي وشريك كامل في الجرائم الانسانية التي ترتكب بحق شعبنا مالاً وسلاحاً ودبلوماسية وتضليلاً، وشعبنا سوف لن ينسى ذلك، هم يعطونا من طرف اللسان حلاوة ويعطون إسرائيل أدوات القتل والحماية القانونية ومليارات الدولارات، ألم تسمع مرشحة رئاسية تقول إسرائيل لا تحتاجنا، بل امريكا تحتاج إسرائيل، إن أرادت أمريكا أن تفعل خيرا لإسرائيل فعليها أن تلزمها بالسلام الحقيقي وأن تفرض تنظيف الطبقة السياسية الإسرائيلية من القوى الفاشية.

أنا شخصياً أكن احتراماً كبيراً للرئيس إيمانويل ماكرون وأسعى جاهداً لضمان ألا تؤثر مواقفه المؤسفة في بداية الحرب ودعمه للحرب الإسرائيلية على مشاعري تجاهه، وحتى الآن، لم يميز الرئيس ماكرون بشكل واضح بين الحرب مع حماس والحرب على الشعب الفلسطيني، أنا تفهم عمق العلاقات الفرنسية الإسرائيلية والسياق الذي تحدث فيه الرئيس ماكرون، لكنني أتوقع منه موقفا أكثر وضوحاً وأكثر ديناميكية، لقد اعتاد شعبنا على تضامن ودعم من فرنسا وشعبها وقادتها، إن شعبنا يحب فرنسا حقاً، وآمل أن تصحح فرنسا موقفها في ضوء الأكاذيب الإسرائيلية الكثيرة.

دور فرنسا ضروري للغاية لقيادة الاتحاد الأوروبي نحو عملية سلام مخططة وحقيقية، وخاصة في ضوء الانحياز البريطاني الألماني لصالح إسرائيل، ونحن بحاجة أيضاً إلى خبرة فرنسا وتجربتها لمساعدتنا في بناء نظام سياسي ديمقراطي حقيقي يحترم قواعد القانون في المستقبل.

شاهد أيضاً

"التعليم أمانة ومسؤولية: دعونا نغرس بذور الأمل رغم المحن" بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

“التعليم أمانة ومسؤولية: دعونا نغرس بذور الأمل رغم المحن” بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

“التعليم أمانة ومسؤولية: دعونا نغرس بذور الأمل رغم المحن” بقلم : د. تهاني رفعت بشارات …