شفا – في بيان صادر عن القيادي الفلسطيني البارز محمد دحلان قال فيه :
كان يوم الجمعة في غزة وفي فلسطين وفي العالم يوم الوفاء العظيم.. وفاء الجماهير لحركتها الوطنية الرائدة ووفاء “فتح” لأبنائها ولكل شعبنا. وكان الاحتفال المليوني في ذكرى الإنطلاقة تأكيدا للالتزام بتاريخ ثورة استطاعت ان تغير مسار تاريخنا المعاصر، وتجسيدا للالتزام بالمشروع الوطني الفلسطيني وبحركة فتح التي فجرت الثورة ضد الاحتلال وحملت شعلة المقاومة وما تزال تقبض على جمر الكفاح لتحقيق الحرية لكل شعبنا وإقامة الدولة المستقلة على ترابنا الوطني.
غزة العصية على الغزاة والمحتلين تثبت مرة أخرى أنها أول النار وأول الدم وأول الحجارة وأول العودة. وغزة التي ينتصر دمها على مدافع الاحتلال تجسد بمناضليها شيبة وشبابا، رجالا ونساء، وبجموع أبنائها الذين احتشدوا في السرايا نموذجا فلسطينيا متفردا بالوفاء للثورة وبعهد رمزها وقائدها أبو عمار.
في السرايا ، ساحة الشهيد ياسر عرفات ، قدمت فتح وغزة وكل فلسطين نموذجا للوعي الوطني الملتزم بثوابتنا الجمعية والرافض للانقسام وتعبيراته وإفرازاته المسيئة وتجلياته الإقصائية وشعاراته التكفيرية والتخوينية والمؤمن بأن الوحدة قدر الشعب الفلسطيني وليست مجرد شعار أو خيار.
أكد الاحتفال بذكرى انطلاقة فتح فشل وعبثية محاولات التهميش والتضليل والتعبئة المحرضة على الانقسام. وأكد الفتحاويون في هذه الذكرى العظيمة أن فتح متمسكة بهويتها المقاتلة وبأهدافها التي لا تقبل الإلغاء أو الشطب.
وقد وجهت الجموع التي احتشدت في احتفال السرايا رسالة غزية واضحة لإسرائيل بأن فتح لا تساوم ولا تفرط ولا تنحاز إلا لمبادئها وقضية شعبها العادلة، وان المقاومة ثابت لا يتغير من ثوابت الحركة الوطنية الفلسطينية، وأن شعبنا لا يساوم على أهدافه، ولا يتخلى عن حقوقه التاريخية مهما طالت مراحل الصراع.
وكان مهرجان الانطلاقة وزحف الجماهير الهادرة إحياء لميلاد ثورة عظيمة، وردا عظيما على كل المشككين بجماهيرية فتح في غزة، والتزاما بنهج القادة العظام الذين استشهدوا دفاعا عن شعبنا ومقاومته.
ان رسالة فتح واضحة لا لبس فيها.. فتح هي أم الجماهير .. والثورة في ربيع عمرها، والمقاومة مستمرة.
ورسالة غزة أيضا واضحة فهي أم البدايات وأم النهايات.
وإذ يدهش هذا الحضور المليوني في مهرجان الانطلاقة أطرافا فلسطينية وعربية ودولية فإنه يؤكد في الوقت ذاته أن الحركة هي صاحبة الأكثرية في الشارع الغزي أن ست سنوات من المنع والحظر لم تنل من جماهيرية الحركة وعنفوانها وريادتها وقيادتها للمشروع الوطني الفلسطيني.
ان أبناء حركة فتح، قواعدها، كوادرها، أنصارها، يثبتون مرة أخرى فرادة صلابتهم أمام الاستهداف، ويؤكدون أن الشدائد لا تنهيهم ولا توقف مسيرتهم، لكنها تخرج أعظم ما فيهم من نبل وعطاء واستعداد للفداء.
كما تثبت المرأة الفلسطينية، والفتحاوية خصوصا، أنها شقيقة الدم، وشريكة النضال، ورفيقة الدرب، ولا بد أن تتبوأ مواقع تنظيمية متقدمة في الحركة.
أبناء فتح وجماهيرها العريضة تستحق قيادة بحجم هذا الوفاء وعلى قدر هذا الالتزام، وقد تفوق الفتحاويون في غزة، رجالا ونساء على قيادة الحركة وأثبتوا أنهم أكثر ثباتا وأقدر على الفعل النضالي وحماية النهج المقاوم.
ولعل في هذا الحضور الحاشد بمهرجان فتح في السرايا رسالة إلى الإخوة في حماس لكي يتحرروا من وهم الاعتقاد بقوتهم المطلقة، ولكي يسارعوا إلى المصالحة لنصل وإياهم إلى مستوى عظمة شعبنا ورغبته الأكيدة في تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام.
وإذ نتمسك بالوحدة الوطنية فإننا ندرك ويدرك معنا شعبنا العظيم ضرورة التعالي على الجراح والانخراط في الجهد الجماعي لتحقيق أهدافنا الوطنية واقتحام المستقبل بدلا من البقاء أسرى لحساسيات الحاضر والماضي.
من القلب شكراً لكم أبناء فتح في غزة وفي كل مكان ..
والعهد هو العهد … والقسم هو القسم
ولكم منا الوفاء
أخوكم محمد دحلان