2:41 صباحًا / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

يومٌ ماطرٌ ورياحٌ شديدة، من غزة، بقلم : زينب الغنيمي

يومٌ ماطرٌ ورياحٌ شديدة، من غزة، بقلم : زينب الغنيمي

يومٌ ماطرٌ ورياحٌ شديدة، من غزة، بقلم : زينب الغنيمي

يومٌ ماطرٌ ورياحٌ شديدة، وطائرة الاستطلاع تختفي قليلا ثمّ تعود


مطرٌ غزيرٌ ينهمر منذ ليل أمس، ورياحٌ شديدةٌ تلسع الوجه والكفّين، والإذاعات تُخبّر عن تطاير قسمٍ كبير من خيام النازحات والنازحين في معظم محافظات قطاع غزة، وأن مياه الأمطار قد تسرّبت إلى عددٍ كبير من تلك الخيام لتُغرق الفراش والأمتعة البسيطة التي تبقت للناس من بيوتهم المدمرة أو التي حصلوا عليها كمساعدات.

مرّةً أخرى أودّ أن أذكركم بأنّ المطر في هذه الأوقات العصيبة ليس نعمةً بل نقمةً تلحق بنا، وتؤدّي إلى تشريد الناس الذين لجأوا إلى الخيام أو إلى مراكز الإيواء مثل المدارس والجامعات ومقرّات الأنروا، حيث الازدحام الشديد في نفس المكان والذي يؤدي بدوره إلى تناقل الأمراض بسرعة، خصوصًا وأنّ البرد القارص في هذا العراء يرفع من مستوى الإصابة بالأمراض بين الأطفال أو كبار السن. من جهةٍ ثانية، لا تتوفّر أدوات الوقاية والحماية أو التطعيمات، كما لا تتوفّر العلاجات المُعتادة لأمراض البرد والحُمّى، عدا عن ضعف توفّر أقسام الطوارئ لاستقبال الحالات المرضية، حيث تفيض المستشفيات بالجرحى والشهداء، فكيف لها أن تستقبل المصابات والمصابين بأمراض البرد.

يؤدي المطر كذلك، وفي ظل تدمير البنية التحتية، إلى سيول الوحول في الشوارع، ممّا يعيق حركة الناس أثناء التنقّل للضرورة سواء أولئك الذين يتوجهون للاسواق، أو حتى في أماكن النزوح بالنسبة لعاملات وعمّال الخدمات على تنوعها سواء على المستوى الرسمي أو على مستوى المجتمع المدني، لأن الغالبية منهنّ ومنهم يضطرّون للسير على الأقدام نظرا لندرة توفّر وسائل المواصلات. فحتى استخدام الدراجة الهوائية الذي انتشر خلال أيّام الحرب ليس سهلًا في ظلّ هذه الأجواء، وقد اضطر أحفاد أختي لنقل المياه تحت وابل المطر الغزير حيث لا مجال للاستغناء عن الماء.

من جهة أخرى، وبسبب السماء الملبّدة بالغيوم والتي حجبت الشمس كُليًّا، تعطّّل أداء لوحات الطاقة التي يعتمد عليها جميع السكان، وكذلك المؤسسات الصحية والخدمية في ظلّ قطع الكهرباء القسري من قبل حكومة الحرب الصهيونية منذ بداية العدوان الهمجي على القطاع. كما أثّر تعطُّل لوحات الطاقة على شبكات الاتصالات التي عادت للعمل جزئيًا خلال الأسبوع الأخير.

واللافت للانتباه أنّه بالرغم من المطر والغيوم، إلّا أنّ طائرة الاستطلاع أو الزنّانة كما صار اسمها الشعبي، تُصرّ على التحليق بين الفينة والأخرى، وتبقى الفترة العمياء التي لا تظهر فيها محدودة، لكنّ الناس يرحّبون بغيابها ولو مؤقتًا كي يتسنّى لهم الشعور بالراحة أثناء انتقالهم وحركتهم، وأنهم ابتعدوا قليلا عن عيونها حيث تقوم بمراقبة وتصوير كل شيء على الأرض، كما أن بعضها مُحملٌ بصواريخ قاتلة أو رشاشاتٍ تُطلق الرصاص تلقائيًا وفق برمجةٍ سابقة.

في المنزل حيث نقيم اضطُررنا إلى تغليف الشبابيك المكسورة بالنايلون، وذلك بسبب القصف الصاروخي كي نمنع تسرّب المطر ونخفّف من وطأة البرد، حيث لا يتوفر أي إمكانية لتوفير تدفئة من أي نوع، وها أنذا أشعر لأوّل مرة في فصل الشتاء بأنني مضطرةٌ لارتداء عددٍ من طبقات الملابس كي أشعر بالدفء.

حين أتأمل هذه الحال، أشعر بالأسى على نفسي وعلى جميع الناس لما وصلت إليه هذه الحال، بحيث بات كُلّ ما يمُرّ في حياتنا يؤلمنا حتى المطر الذي كنا نفرح بقدومه ونعتبره مصدرًا للخير، ولكنّنا ما نزال متمسّكين بالأمل بأن يكون القادم أفضل.

شاهد أيضاً

الصحفي حسن أبو قفة

استشهاد الصحفي حسن أبو قفة في قصف إسرائيلي على النصيرات وسط قطاع غزة

شفا – استشهد، مساء اليوم الجمعة، الصحفي الفلسطيني حسن أبو قفة ونجله عماد بعد غارة …