2:03 مساءً / 22 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

أسامة حمدان : كان الأوْلى بإدارة الأونروا أن تدين اعتداءات الاحتلال على مقارها ومرافقها

أسامة حمدان : كان الأوْلى بإدارة الأونروا أن تدين اعتداءات الاحتلال على مقارها ومرافقها

شفا – قال القيادي في حركة “حماس” أسامة حمدان إن مسلسل الاستهداف الممنهج لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، من الاحتلال الإسرائيلي والدول الداعمة له، يأتي “إمعاناً في التضييق على شعبنا واضطهاده وخنقه وقتله وتهجيره”.

وتطرق حمدان، خلال المؤتمر الصحفي لحركة “حماس”، مساء اليوم الإثنين، لمواكبةً لتطورات العدوان المتواصل ضد قطاع غزة، إلى قرار 9 دول، في مقدمتها الولايات المتحدة، تعليق تمويلها لـ”الاونروا”.

واعتبر هذا القرار تأكيدا من هذه الدول، “على انغماسها في سياسة التضييق على شعبنا، ومعاقبته جماعياً، والمشاركة الفعلية في حرب الإبادة”.

وأضاف أن هذه الخطوة “تتساوَق بشكل كامل مع السعي الصهيوني المستمر لتصفية الأونروا والقضاء عليها، وإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين”، لافتا إلى ما عبّر عنه وزير خارجية الاحتلال، والذي أشار إلى إنهاء “الأونروا” بمجرد انتهاء “القتال” في القطاع.

وعدّ موقف الإدارة الأمريكية والدول التي تبعتها في هذا التوقيت “دليلا واضحا على أن إدارة بايدن تقود تحالفاً إجرامياً يتساوق بشكل فجّ مع السياسة الصهيونية في محاربة شعبنا وكسر إرادته وتصفية قضيته”.

ودعا هذه الدول إلى العودة الفورية عن هذا القرار، “والكفّ عن الانسياق الأعمى وراء الرواية الصهيونية الكاذبة”.

وقال حمدان إن قرار إدارة “الأونروا”، بفصل عدد من الموظفين، بناءً على مزاعم الاحتلال، “هي خطوة مستنكرة، وتفتقد لأدنى مقوّمات المهنيّة، وتحرِف بوصلة الوكالة، عن مهمتها الأساسية، وهي حماية اللاجئين الفلسطينيين وإغاثتهم، لا أن تتبنى رواية الاحتلال الفاشي”.

واستنكر حمدان ما ورد في بيان المفوض العام لوكالة الغوث “الأونروا” فيليب لازريني، ووصفه للمقاومة الفلسطينية بالإرهاب أو “الأعمال البغيضة”، فيما لا يرى كارثية ما يقوم به الاحتلال من جريمة إبادة جماعية.

وأردف: “لقد كان الأوْلى بإدارة الأونروا أن تدين اعتداءات الاحتلال على مقارها ومرافقها، وتعرُّض 63 منشأة ومدرسة تابعة للأونروا للاستهداف المباشر ضمن قرابة 220 استهداف لمباني تتبع الوكالة الأممية، وقتل الاحتلال لقرابة 150 موظفاً من موظفيها”.

ودعا “الأونروا”، إلى العدول عن قرارها فصل الموظفين الفلسطينيين، وألا تخضع للابتزاز والضغوط الإسرائيلية والغربية.

كما دعاها إلى العودة للعمل في كل مناطق القطاع، وتحمّل مسؤولياتها القانونية والإنسانية تجاه مئات الآلاف من اللاجئين الذين يموتون بسبب نقص الغذاء والماء والدواء، خاصة في شمال القطاع.

وأشار حمدان في بداية حديثه إلى الوضع الإنساني الكارثي والمتفاقم والمستمر يومياً، لأكثر من مليوني مواطن فلسطيني، نتيجة تصعيد الاحتلال لكل أشكال القصف والتجويع والتدمير الشامل لكل مظاهر الحياة، ونزوح أكثر من 90 % من السكان، وارتفاع أعداد الشهداء الضحايا، أغلبهم من النساء والأطفال.

كما تناول عدوان الاحتلال وحربه الشاملة في الضفة الغربية؛ عبر مسلسل الاغتيالات والقتل بدم بارد، والاقتحامات والاعتقالات وتدمير البنية التحتيّة.

وقال إنَّ استمرار الاحتلال في تصعيد عدوانه، رغم قرار محكمة العدل الدولية، “يضع علامات استفهام حول دور المجتمع الدولي الذي يقف متفرجاً، كما يوجه تساؤلات حول مسؤولية قادة الدول العربية والاسلامية تجاه شعبنا”.

وجدد حمدان التأكيد على أن الإدارة الأمريكية ورئيسها بايدن شركاء وداعمون للاحتلال في جرائمه، “ممّا سيحمّلهم المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم والمجازر وحرب الإبادة الجماعية”.

وتساءل: “أين مواقف الدول الصامتة والمتفرّجة تجاه هذه الجرائم والمجازر التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين؟ … أم إنَّ المدنيين الفلسطينيين ليسوا بشراً؟ أليس هذا تمييزاً عنصرياً مقيتاً من دول تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان؟”.

وجدد حمدان ترحيب “حماس” بقرار محكمة العدل الدولية، اتخاذ تدابير مستعجلة لحماية الشعب الفلسطيني من الإبادة، والذي ثبّت الاتهام لدولة الاحتلال بتهمة الإبادة الجماعية.

وأكد حمدان أن على المجتمع الدولي، العمل لإلزام دولة الاحتلال بتنفيذ هذا الحكم، عبر استصدار قرارٍ من مجلس الأمن الدولي، يضع حكم المحكمة موضع التنفيذ المُلزِم.

وثمّن حمدان الدعوة الجزائرية لمجلسَ الأمن الدولي، لعقد اجتماعٍ يهدف إلى إعطاء صيغة تنفيذية لقرارات محكمة العدل الدولية، ودعا المجلس إلى تحمّل مسؤولياته تجاه ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني من جرائم.

وقال: “إنَّ وضعَ كيان الاحتلال الإرهابي في قفص الاتهام، بتهمة ارتكاب إبادة جماعية؛ يضع العواصم الغربية الداعمة له وعلى رأسها واشنطن، ولندن وبرلين، وغيرها؛ موضع الاتهام، فهذه الدول شريكة أساسية في حرب الإبادة التي يشنها هذا الكيان الإرهابي ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة”.

وشدد على أن استمرار الدعم الأمريكي العسكري والسياسي لكيان متهم بالإبادة الجماعية، بعد صدور حكم المحكمة الأخير؛ هو تحدٍّ من الإدارة الأمريكية برئاسة بايدن لقرارات المحكمة، وهي المؤسسة الأعلى في المنظومة القضائية الدولية.

وقال: إنَّ الشعب الفلسطيني وأحرار العالم، يتطلّعون إلى مضيّ محكمة العدل الدولية في إجراءات محاكمة “إسرائيل” على جريمة الإبادة الجماعية مكتملة الأركان، والمستمرة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وتابع: “إننا نتوقّع –في نهاية المطاف-إدانة واضحة لا لبس فيها لهذا الكيان المجرم وداعميه، ومن ثمَّ إحالة قادته الفاشيين إلى المحاكم الجنائية المختصة”.

واعتبر أن محكمة العدل الدولية أمام مسؤولية جسيمة، خاصة بعد تصاعد حرب الإبادة بعد صدور القرار الأوليّ، “ما يؤكد انعقاد النية المؤكدة واقترانها بالفعل لارتكاب هذه الجريمة”.

وقال حمدان “إننا نثمّن جُهد وجهاد إخواننا في اليمن ولبنان والعراق، الذين يواصلون القيام بواجبهم في نصرة وإسناد قطاع غزة، عبر استهداف المصالح الصهيونية وداعمي الاحتلال وعدوانه لا سيما الأمريكي”.

ودعا كل قوى الأمَّة وأحرارها، إلى المسارعة لإسناد غزَّة، انتصاراً لدماء الأطفال والنساء والشيوخ، ودفاعاً عن القدس والمسجد الأقصى المبارك وتصعيد فعلهم ليدرك المجرمون أن تداعيات جريمة الإبادة الجماعية لن تتوقف عند حدود يرسمونها”.

وجدد التأكيد أنَّ الإدارة الأمريكية مسؤولة عن التصعيد الذي تشهده المنطقة في مختلف ساحاتها، عبر دعمها المتواصل للاحتلال في عدوانه على الفلسطينيين.

وأكد القيادي في حماس، أن ما يصدر عن الإعلام الإسرائيلي حوّل صفقة مرتقبة، هدفه ترضية أهالي الأسرى لدى المقاومة، مبينا “نحن قدمنا مبادرات وأفكارا محددة بشأن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، لكنها قوبلت بالمراوغة من جانب الاحتلال”.

وأضاف: “حتى اللحظة لم يصلنا أي شي عن مبادرات نشرت عبر وسائل إعلام عبرية”، مشددا على أن نتنياهو غير جاد للوصول إلى تسوية ووقف إطلاق النار، ولا يعنيه أن يقتل الأسرى في غزة.

شاهد أيضاً

"التعليم أمانة ومسؤولية: دعونا نغرس بذور الأمل رغم المحن" بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

“التعليم أمانة ومسؤولية: دعونا نغرس بذور الأمل رغم المحن” بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

“التعليم أمانة ومسؤولية: دعونا نغرس بذور الأمل رغم المحن” بقلم : د. تهاني رفعت بشارات …