شفا – جددت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، التأكيد على أن العدوان وحرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال النازي، بكل وحشية وإجرام وسادية “لن تؤتي ثمارها مع شعب عصي عن الانكسار، لا يعرف في قاموسه الاستسلام”.
وقال القيادي في “حماس” أسامة حمدان، إن شعبنا الفلسطيني وأهلنا في قطاع غزَّة يُواصلون صمودهم الأسطوري، وصبرهم وتضحياتهم، وثباتهم على أرضهم، في مواجهة عدوان الاحتلال وإجرامه ومخططاته.
وأردف حمدان: “شعبنا العظيم في قطاع غزة يدافع عن قضيةٍ عادلةٍ، وحقوقٍ مشروعة، وعن كرامةِ وشرفِ ومقدساتِ الأمَّة، التي يريد العدو النازي والقوى الداعمة له، تصفيتها وتغييبها وطمس معالمها”.
وشدد في مؤتمر صحفي عقدته حركة “حماس” في العاصمة اللبنانية “بيروت”، مساء اليوم الأربعاء، مواكبة لتطورات العدوان “الإسرائيلي” على قطاع غزة، على أن الاحتلال لن ينجح في تحقيق أيّ من أهدافه ومخططاته العدوانية.
مواصلة “حرب التجويع والتعطيش”..
ونبهت “حماس” إلى أن الاحتلال يُواصل حرب التجويع والتعطيش المُمنهج ضد أكثر من مليوني مواطن فلسطيني في قطاع غزَّة منذ 103 أيام.
وبيّنت: “بات أكثر من 800 ألف فلسطيني يعيشون مجاعة حقيقية، بمنع الاحتلال إدخال المساعدات والمواد الغذائية والتموينية والوقود والغاز والإمدادات الضرورية لاستمرار الحياة الطبيعية”.
ولفت القيادي في “حماس” أسامة حمدان النظر إلى أن النازحين يعيشون مأساة حقيقية، لا يمكن وصفها أو التعبير عنها، في ظل انعدام كل مقوّمات الحياة الطبيعية. موضحًا: “فقد أصبح 400 ألف منهم مصابين بأمراض معدية نتيجة النزوح”.
ونوه إلى أن “أعداد المصابين ارتفعت إلى نحو 61 ألفاً، وهم محرومون من السفر للعلاج خارج قطاع غزَّة، في ظل جرائم الاحتلال ضد المستشفيات وإخراجها عن الخدمة”.
واستطرد: “أكثر من 7 آلاف مفقود، 70% منهم من النساء والأطفال، تحت الأنقاض لم تستطع الطواقم الطبية والدفاع المدني انتشالهم حتى الآن، نتيجة القصف العشوائي الهمجي المستمر، وبسبب عدم توفّر الوقود وغياب المعدّات اللازمة”.
وصرح القيادي في حماس: “لم يترك هذا الاحتلال النازي جريمة بشعة إلاّ وارتكبها ضدّ قطاع غزَّة، خلال ما يزيد عن مئة يوم كاملة، من القصف والتدمير والإبادة الجماعية والتطهير العرقي”.
وذكر أن الاحتلال ارتكب أكثر من 2000 مجزرة ضد الفلسطينيين العزَّل والمدنيين والأطفال والنساء، خلّفت أكثر من 31 ألفاً بين شهيد ومفقود.
واستدرك: “استمرار الاحتلال في جرائم ومجازر القتل والتجويع والتعطيش ضد أبناء شعبنا في غزَّة، ومنع إدخال المساعدات، رغم قرار مجلس الأمن الدولي، يمثّل وصمة عار تاريخية لكل المتقاعسين والمتخاذلين، عن تجريمها ووقفها ومنع قتل المدنيين الأبرياء”.
الإدارة الأمريكية شريكة في الجرائم..
وحمّل الإدارة الأمريكية ورئيسها بايدن مسؤولية هذه الجرائم وحرب الإبادة الجماعية، “لدعمها هذا الاحتلال، سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً”.
وتابع: “هذه الإدارة شريكة في قتل شعبنا وتهجيره وإبادته، ولن تكون بمعزل عن المساءلة والمحاكمة قانونياً وأخلاقياً وإنسانياً”.
مرحلة العدوان الثالثة..
ورأى حمدان، أن حديث الاحتلال والأمريكان ومحاولتهم تسويق “المرحلة الثالثة”، “إنما هي محاولة للخداع وتضليل الرأي العام”.
وبيّن أن “المرحلة الثالثة تعني الاستمرار بالقتل والتدمير تحت عنوان جديد، فجرائم الإبادة مستمرة، والتدمير يتصاعد في المباني والأحياء السكنية، ويتواصل منع المساعدات الإنسانية والإغاثة، أو تنقيطها في إطار ممارسة القتل البطيء”.
ولفت النظر إلى أن الاحتلال وأمريكا يريدون عبر تلك المرحلة “خلق واقع غير قابل للحياة، يمهد لمخطط الاحتلال في التهجير القسري الذي أفشله شعبنا بصموده على أرضه في قطاع غزة”.
ونبه إلى أن حكومة الاحتلال وجيشها المهزوم “وصلوا إلى طريق مسدود لا نهاية ولا أفق له، والخلافات الداخلية تتصاعد بين أقطاب حكومة العدو، وبين مكونات مجتمعهم، وتتزايد حالة الارتباك والتخبط وعدم الثقة في حكومتهم وفي جيشهم”.
واستدرك: “كما تتصاعد حالة الإحباط، واليأس من تحقيق أي من أهداف الاحتلال التي أعلنها، واليقين بأن هدف هزيمة حماس، أو كسر صمود شعبنا، إنما هو أضغاث أحلام”.
وأفاد: “أصبح واضحا أكثر من أي وقت مضى أن نتنياهو يصر على مواصلة الحرب لمصالحه الشخصية ومستقبله السياسي فقط، وأنه وجيشه المهزوم لا يقيما وزناً لقضية الأسرى، ولا يهتما بإعادتهم وهو يهمل استغاثتهم ونداءاتهم ونداءات ومطالب أهاليهم”.
وشدد القيادي في حماس: “من المؤكد أن كل يوم جديد يتواصل فيه العدوان والقصف الهمجي على شعبنا، يمثل تهديداً حقيقيا على حياة أسراهم لدى المقاومة”.
وأكمل: “أصبح واضحاً للعالم أن مالم يحققه نتنياهو وجيشه المهزوم خلال 100 يوم من الحرب والعدوان على شعبنا الفلسطيني، لن يحققه مهما طالت هذه الحرب”.
المقاومة لا تزال تدير المعركة..
وجاء في المؤتمر الصحفي لحركة “حماس”: “لا تزال كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام، ومعها المقاومة الفلسطينية، تدير معركة طوفان الأقصى، بكل قوّة وحكمة واقتدار، وتثأر لدماء شعبنا وتثخن في جنود وضباطه جيش الاحتلال، وتنسف كلَّ يومٍ أحلامَ سيطرتِه على أرض غزَّة”.
ونبه إلى أن “التلاحم الوطني الكبير” بين أبناء شعبنا يؤكّد مجدّداً على الالتفاف والاحتضان العميق لمشروع المقاومة الشاملة، خياراً استراتيجياً، لانتزاع حقوقنا وتحرير أرضنا ومقدساتنا.
واعتبر أن وقف العدوان وردعه عن ارتكاب جرائمه المتوحشة ضد شعبنا في غزَّة والضفة؛ يأتي عبر تصعيد المقاومة بكافة أشكالها. مؤكدًا: “المطلوب اليوم هو أن يقف الكلّ الوطني صفاً واحداً في مواجهة الاحتلال ونازيته التي لا تفرّق بين الجغرافية الفلسطينية”.
الضفة الغربية..
وقال: “في الضفة الغربية المحتلة، يواصل الاحتلال جرائمه الوحشية، عبر الاقتحامات اليومية للمدن والقرى والبلدات، وعمليات الاعتقال والاغتيال، وعبر سياسة الاستيطان والتهويد، وتسليح المستوطنين، وإطلاق العنان لهم لاستباحة الأرض والدماء والمقدسات”.
وباركت حركة “حماس”، عمليات المقاومة “البطولية” في عموم الضفة الأبيَّة، وآخرها عملية رعنانا البطولية.
وأردف حمدان: “ونشدّ على أيدي المقاومين في جنين ونابلس وأريحا وبيت لحم والخليل، وطولكرم، وكل مدن وقرى ومخيمات الضفة إلى تصعيد ثورتهم وعملياتهم”.
ودعت “حماس”، أفراد الأجهزة الأمنية، إلى الانضمام إلى إخوانهم في المقاومة، وتحويل أسلحتهم التي بأيديهم؛ إلى صدور جيش العدو وقطعان مستوطنيه، “الذين استباحوا الديار وانتهكوا الحرمات”.
الموقف الدولي والعربي الرسمي..
وتساءل حمدان: “إلى متى تنتظر دولنا العربية والإسلامية الشقيقة، حتى تتحرّك بشكل جاد وعاجل، لتجاوز كل الضغوط التي يمارسها الاحتلال والإدارة الأمريكية، وفرض إرادة هذه الدول في إغاثة المكلومين من أبناء غزَّة، وتضميد جراحهم، والوقوف والتضامن معهم بكل الوسائل أمام هذا العدوان النازي؟!”.
ودعت حركة “حماس”، منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى ضرورة كسر الحصار عن قطاع غزَّة بشكل عاجل وفوري، وإجبار الاحتلال على دخول كل الوفود الرّسمية والشعبية ومعها المواد الطبية والإغاثية ومعدّات الإسعاف والدفاع المدني، إلى كلّ مناطق قطاع غزَّة.
وجدّد رفض وإدانة “حماس”، للعدوان الصهيوني على لبنان الشقيق، والعدوان الأمريكي البريطاني السافر على اليمن الشقيق، بسبب دعمهما لشعبنا وتأييدهما لنضاله وحقوقه المشروعة.
وتابع: “وهنا نشيد بموقف الإخوة أنصار الله والجيش اليمني، في استمرار خطواتهم الشجاعة والجريئة في فرض حصار بحريّ على الكيان الصهيوني المجرم”.
وندد بدعم ألمانيا الاتحادية لجرائم الاحتلال ووقوفها إلى جانبه في المحكمة الدولية. مبينًا: “محاولة ألمانيا المكشوفة التكفير عن جرائمها النازية التاريخية لا تأتي عبر دعم وتأييد جرائم النازيين الجدد من مجرمي الحرب الصهاينة”.
وجدد التأكيد أن تشكيل حكومة فلسطينية وإدارة الوضع الفلسطيني “شأن فلسطيني وطني، نديره مع إخواننا وأشقائنا من القوى والفصائل الفلسطينية، ولا شأن لأمريكا أو غيرها به”.
وختم تصريحاته: “إنَّ الهدوء والأمن والاستقرار في المنطقة، لا يمكن أن يأتي إلا عبر الوقف الفوري والنهائي للعدوان ضد شعبنا، وإنهاء الاحتلال لأرضنا ومقدساتنا، ومحاسبة قادته النازيين الجدد على جرائمهم في المحاكم الدولية، وتمكين شعبنا من إقامة دولته المستقلة، كاملة السيادة، وعاصمتها القدس”.