ماذا لو عاد نتنياهو إلى بولندا، بقلم : ربحي دولة
من شتى بقاع الارض جاء اليهود الصهاينة ليحتلوا فلسطين وطرد أهلها واحلال الاستيطان بدل منهم ،
فمنذ تأسيس أول “كيبوتس” صهيوني على أرض فلسطين ولغاية اليوم عملت دول الاستعمار وقتها على ترحيل الصهاينة عن أرضهم وبلداتهم إلى فلسطين للتخلص من النفوذ الذي كان يتمتع به الصهاينة داخل تلك البلدان، خاصة أنهم كانوا من أصحاب الأموال الطائلة وبذلك فهم كانوا مصدر استقرار او مصدر خلل في تلك البلدان يحركون عجلة البلد وفق ما تُمليه المصلحة الصهيونية .
مجتمع صهيوني من كل أنحاء العالم اء ليبني دولة على الارض الفلسطينية واسموها “اسرائيل” تنفيذاً لمُخرجات مؤتمر بازل الصهيوني الذي اتخذ قراراً لجعل فلسطين الوطن القومي لليهود، وعملت المجموعات الصهيونية مُنذ ذلك المؤتمر حتى قيام كيانهم مع كل تلك الدول التي جاء اليهود الصهاينة منها، سواء كانت روسيا او بولندا او غيرها من البلدان .
تنوعت وتعددت الأسباب والمُبررات لهجرة اليهود والهدف واحد هو استعماري إحلالي فهناك مجموعات جاءت إلى فلسطين مُستثمرة وبنت “الكيبوتسات” وأخرى بسبب ما سمي بالاضطهاد وخاصة الدول الافريقية وبعض الدول العربية .
عملت بريطانيا ودول الاستعمار على بناء نواة جيش ذلك الكيان بعد تدريبهم في مُعسكرات الجيش البريطاني داخل فلسطين جاءوا بهم من كل بقاع الأرض ليغرسوا خنجرهم في العمق العربي لتشكل دولة الكيان محطة ارتكاز وقاعدة استعماريه هدفها السيطرة على المنطقة ومنع حدوث أي نوع من الوحدة العربية بل على العكس تفكيكها ونهب مقدراتها وبث روح الفرقة بين هذه الامة والتي لو توحدت لما وصلنا إلى ما وصلنا اليه اليوم من ضعف وهوان
فبعد هجرة العام 1948 والتي هُجر فيها مئات الالاف من ابناء الشعب الفلسطيني إلى العالم أجمع وحولوهم من شعب صاحب حق وأملاك إلى مُخيمات اللجوء ينتظرون حق العودة ويعيشون على مساعدات كان يـُراد بها أن تكون قضية إنسانية يتعامل معها العالم لتخفيف وطأة اللجوء دون التعامل معها على اساس حقوق شعب وهوية وطنية
وباحتلالها ما تبقى من فلسطين وهدمها لثلاث قرى وهي يالو وبيت نوبا وعمواس وهجرة جديدة عاشها الشعب الفلسطيني، بقيت دولة الاحتلال وبرعاية قوى الشر في العالم تعمل على جلب كل اليهود من كل العالم ليسكنوا فيها والتي فيها العديد من المُغريات لتثبيتهم هنا ليستولوا على أرض جديدة يُقيمون مستعمراتهم عليها لاستيعاب المستعمرين الجدد .
لم تمر عمليات جلب الصهاينة إلى فلسطين بسهولة فهناك العديد من الهجرات كانت ثمرة عمليات أمنية مُعقدة قام بها جهاز موسادهم وخاصة من تلك الدول التي لا علاقة لها مع دولة الاحتلال .
اليوم وبعد مرور ٧٥ عاما على احتلال فلسطين مازالت دولة الاحتلال تبحث في كل السبل التي تمكنها من افراغ هذه الارض من سكانها الأصليين وإحلال مستوطنيها بدل منهم .
ارى انه آن الأوان أن يعود الحق إلى أصحابه بكلا الحالتين وعلى دول العالم أن تقف عند مسؤولياتها بإعادة كل المهجرين إلى موطنهم الأصلي، يبدأ الموضوع بالشعب الفلسطيني بأن تقوم كل الدول المستضيفة لهم سواء في مخيمات او أصبحوا موطنين في تلك الدول أن يُعيدوهم إلى بلدهم الأصلي وأن لا يسمحوا لأحد البقاء عندهم، وفي المقابل على كل الدول التي أرسلت الصهاينة إلى بلادنا أن يعيدوهم إلى بلادهم، حيث موطنهم الأصلي وليتمتعوا بخيرات بلادهم وأن يكفوا أيديهم عن أرض فلسطين وأن يتحولوا مستعمرين لغرض الغير إلى مواطنين في بلادهم الأصلية، فحكومة نتنياهو اليوم موزعة أعضاؤها على العديد من الجنسيات وأكثرها البولنديـة، فلماذا لا يعود نتنياهو إلى بولندا ويعيد كل شعبه الذي جاء من كافة بقلع العالم إلى موطنهم ويجنبهم ويلات الصراع الممتد منذ لحظة قدومهم وحتى يومنا ومستمر حتى إحقاق الحق وإعطاء كل ذي حق حقه .
الشعب الفلسطيني صاحب الحق في هذه البلاد واليهود المستعمرين لهم حقوق في بلدانهم التي قدموا منها وينتهي الصراع ، فنحن أصحاب الأرض والحق ووجودنا هنا منذ أزل التاريخ .