12:32 صباحًا / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

ثلاث رسائل هامة خلف اغتيال العاروري ، بقلم : غسان ابو نجم

ثلاث رسائل هامة خلف اغتيال العاروري ، بقلم : غسان ابو نجم

ثلاث رسائل هامة خلف اغتيال العاروري ، بقلم : غسان ابو نجم

عمد الكيان الصهيوني قبل ايام الى اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري الذي عرف بعنفوانه وشخصيته الوطنية الجامعة واشرافه على اهم ملف في علاقة المقاومة الفلسطينية بمحور المقاومة واشرافه المباشر على كتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية .

فماذا اراد الكيان الصهيونى من وراء هذه المحاولة الجبانة وما الرسائل التي حاول ايصالها من وراء اغتياله.

بداية حرص الكيان ومنذ اللحظة الاولى من بداية معركة طوفان الاقصى ان يغتال اي شخصية قيادية في المقاومة الفلسطينية من حماس او غيرها من الفصائل لاعتقاده بان اغتيال القادة سيؤثر على معنويات المقاتلين ويظهر اليد الطولى للموساد الصهيوني في الوصول الى اي هدف يريدون وبالتوقيت والطريقة التي يختارها هو لذا نجده جادا ويلهث خلف اغتيال السنوار والضيف وغيرهم من القادة العسكريين الذي فشل فشلا ذريعا في الوصول اليهم مما دفع بعض اركان الكيان بالاحتفال لوصولهم الى حذاء يحيى السنوار مما يدلل على عجز اجهزة الاستخبارات الصهيونية في الوصول الى اي من قادة المقاومة لقد نجح الموساد الصهيوني هذه المرة في الوصول الى احد قادة حماس في الخارج رغم ان الشيخ صالح العاروري لم يكن من القادة التي تعيش هواجس امنية وهذا خطأ باعتقادي وكان يتحدى الاحتلال ويظهر في كل المواقف والمواقع في بيروت ويزاول مهامه من مكتبه في حارة حريك في الضاحية الجنوبية في ظل حماية امنية من حزب الله وبعض اخوانه من المقاتلين الذين اقنعهم بان الموت واحد والرب واحد ولن يغير اسلوب حياته خوفا من الموت لتطاله يد الغدر الصهيوني عبر صواريخ موجهة من طائرة صهيونيه فجرت مكتبه واستشهد هو ورفاقه الستة وبعض عناصر الحراسة من حزب الله ولكن ماذا اراد الكيان من هذا الاغتيال وما اهميته في هذا الوقت بالتحديد هناك ثلاث رسائل اراد الاحتلال ارسالها من عملية الاغتيال الاولى موجهة للداخل الصهيوني الثانية موجهة لحزب الله ومن خلفه ايران والثالثة للمقاومة الفلسطينية.

اما الرسالة الاولى فلقد ادرك قادة الاحتلال وحكومة نتنياهو بان الاهداف التي تم وضعها للحرب على غزة يصعب تحقيقها وان الجيش الصهيوني الذي يتعرض لخسائر فادحة في الارواح والمعدات عاجز عن تحقيق اي هدف من الاهداف الاربع التي وضعتها القيادة السياسية فلا استطاع القضاء على المقاومة الفلسطينية ولم يستطع ايقاف ضرب الصواريخ على الكيان ولا استرجع اي رهينة من رهائنه لدى المقاومة ولا استطاع السيطرة والتموضع داخل قطاع غزة بل العكس زادت قوة المقاومة وزاد عنفوانها بل اصبح من مصلحتها عدم وقف اطلاق النار وانسحاب الجيش الصهيوني لتكبيده المزيد من الخسائر واظهاره جيشا عاجزا مهزوما ويدفع وحداته وجنوده الى التقهقر والانسحاب الاجباري كما حدث مع الكتيبة ١٢ من لواء جولاني وتعميق الازمة بين القيادة العسكرية والقيادة السياسية حيث تضغط حكومة نتنياهو لتحقيق اي هدف من اهداف المعركة للخروج بماء الوجه امام المجتمع الصهيوني الغاضب والذي بدأ بفقدان الثقة بقيادته السياسية ولاحقا العسكرية والذين ظهروا امامه عاجزين عن استرجاع الرهائن او العودة لبيوتهم في غلاف غزة او وقف الصواريخ التي لا زالت تمطر سماء تل ابيب ومع ازدياد ضغط المعارضة الصهيونية على الحكومة وعلى نتنياهو تحديدا واتهامه بانه يجر الكيان الى حرب شخصية لتلافي محاكمته وتعمق الخلاف بينه وبين شريكة في الحرب النازيه بايدن وادارته على الية تنفيذ المعركة واهدافها لكل هذه الاسباب كانت الحكومة الصهيونية بحاجة الى نصر ولو بحجم اغتيال قائد سياسي من قادة المقاومة ليظهر امام الراي العام الصهيوني انه يحقق انجازا على الارض وانه فقط يحتاج للوقت لتحقيق بقية الاهداف واظنه نجح في اقناع جزء من جمهورالكيان بذلك وبعض حلفائه وخاصة الامريكي مما يخفف من ضغط الجمهور الصهيوني عليه وضغط المحكمة العليا التي الغت قانون عدم المعقولية واجلت قانون عزل رئيس الوزراء لما بعد الدورة الحاليه للكنيست الصهيوني ووجد نتنياهو الفرصة المناسبة لطلب تاجيل المحاكمة بسبب انشغاله بالحرب اما الرسالة الثانية فهي موجهة للمقاومة اللبنانيه وايران وهي متسقة مع الرسالة الاولى حيث ان نتنياهو يدرك بان الحرب على غزة اصبحت حربا عشوائية كما اسماها حلفائه وان استمرارها بدون تحقيق اي من اهدافها امر صعب بل مستحيل امام حجم الخسائر التي تعرض لها الجيش الصهيوني وازدياد الضغط من الداخلي والخارجي على حكومة الحرب الصهيونية خاصة بعد المجازر والمذابح التي ارتكبها بحق اهل غزة وحجم الدمار والقتل والتجويع والترويع والتهجير الذي مارسه بحق شعبنا في غزة دون تحقيق اي هدف كما اسلفنا سابقا مما يدفع نتنياهو الى التخطيط لتوسيع دائرة الحرب لان الاستمرار في حالة الحرب هو الحل الوحيد امامه للبقاء في السلطة وعدم محاكمته مما يدفعه الى دفع المقاومة اللبنانيه التي شاركت في الحرب ضمن خطة استراتيجية اعتمدت التدخل المحدود للحفاظ على امن وسلامة لبنان وعدم جر المنطقة لحرب اقليمية يسعى نتنياهو جاهدا لحدوثها وتوريط شريكته الولايات المتحدة بها وايران ويكون بذلك حقق ما تحلم به الصهيونية الدينية الفاشية شريكته في الحكومة لتوسيع قاعدة تمددها نحو خريطة اسرائيل الكبرى في حال تحقيق النصر واستطاع هو اطالة امد حكومته وبالتالي منع دخوله السجن الذي ينتظره فاقدم على خطوة اغتيال الشيخ صالح العاروري وقبله موسوي معتديا بذلك على بلدين عربيين سوريا ولبنان من جهة ومستفزا ايران والمقاومة اللبنانيه من جهة اخرى التي اعلنت اكثر من مرة وعلى لسان امينها العام حسن نصرالله بان اي اعتداء على اي شخصية عربية او فلسطينية او لبنانية على ارض لبنان سيواجه برد قوي وحاسم من المقاومة فجاءت عملية اغتيال الشيخ صالح العاروري في قلب بيروت وفي قلب معقل المقاومة في الضاحية الجنوبية ليضع المقاومة اللبنانيه في موقف صعب جدا يخل منظومة التوازنات التي حرصت عليها واهمها العدو اللبناني الداخلي الذي يرتربص بها في حال اعلنت الحرب على الكيان الصهيونى وتبع عملية الاغتيال هذه سلسلة التفجيرات في كرمان بمناسبة مرور اربع سنوات على استشهاد قاسم سليماني ليضع ايران والمقاومة اللبنانيه امام استحقاق بتقديري وجب حدوثه مما ينذر في حال حدوثه بحرب اقليمية ستتوسع في حال اختارت ايران ومحور المقاومة الدخول في حرب مفتوحة مع الكيان وهذا قرار صعب وخطير يستدعي المزيد من الدراسة والتروي ورسم الحسابات وهذا ما ستظهره الايام القادمة اما الرسالة الثالثة التي ارادها الكيان من اغتيال الشيخ صالح العاروري فهي موجهة للمقاومة الفلسطينية البطلة في الضفة الغربية وقطاع غزة بان يد الاحتلال طويلة وقادرة على الوصول الى اهدافها وانها جادة وعازمة على اجتثاث المقاومة وقتل واغتيال كل من شارك في احداث السابع من اكتوبر وان سلسلة الاغتيالات ضد قادة المقاومة لن تتوقف الا في حال الاستسلام الكلي للاحتلال والموافقة على شروطه وانه ماض في سحق المقاومة وتدمير الانفاق حتى على رؤوس رهائنهم معتقدا اي الاحتلال بان اغتيال شخصية سياسية او عسكرية من رجالات المقاومة سينهي هذه المعركة ويخل بتوازن هذا الفصيل او ذاك مع ان التاريخ الذي لا يريد الاحتلال ان يقرأ دروسه اثبتت بالملموس بان اغتيال القادة مع انه خسارة كبيرة لشعبنا الا انه كان دوما يعطي المقاومة دفعة للامام ولا يزيدها الا صلابة ومزيدا من القوة والاصرار على المواجهة والنضال ضد المحتل فاغتيال احمد ياسين والشقاقي وابو علي مصطفى والرنتيسي وصلاح شحاده واسماعيل ابو شنب وابو جهاد وابو اياد وكمال عدوان وكمال ناصر وغسان كنفاني والقائمة تطول لم تثني هذا الشعب عن المقاومة ولم تثني مقاومته عن النضال والدليل انها هي نفس المقاومة التي خسرت كل هؤلاء القادة ولا زالت وستظل تنجب المزيد منهم حتى دحر الاحتلال ان الاحتلال ورغم الجرائم الموصوفة التي ارتكبها ويرتكبها ضد الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة وبلدان الشتات من حالات قتل للاطفال والنساء والشيوخ والاعتقال والقتل وتدمير المباني والمدارس والمستشفيات ودفع المواطنين للهجرة القسرية من بيوتهم دفع ويدفع ابناء الشعب الفلسطيني للتمسك بثورته واحتضان مقاومته وافشال كافة مخططات الاحتلال وحلفائه في تدمير بنية هذا الشعب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية وتحويله الى لاجئين مشتتين في اصقاع الارض

شاهد أيضاً

الصحفي حسن أبو قفة

استشهاد الصحفي حسن أبو قفة في قصف إسرائيلي على النصيرات وسط قطاع غزة

شفا – استشهد، مساء اليوم الجمعة، الصحفي الفلسطيني حسن أبو قفة ونجله عماد بعد غارة …