10:57 صباحًا / 22 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

قلوبنا معلقة بشعرة ! بقلم : أ.د. أفنان دروزه

قلوبنا معلقة بشعرة ! بقلم : أ.د. أفنان دروزه

قلوبنا معلقة بشعرة ! بقلم : أ.د. أفنان دروزه

منذ أن بدأت الحرب في غزة هاشم، ونحن في الأرض المقدسة لا نعرف إلى أين سائرون، ولا إلى أين متجهون، هل لبر السلام والأمان، أم لبر الجحيم والنار، حيث أننا نعيش في هذه الأيام أوضاعا صعبة، نترقب فيها المجهول، وما كان وما سيكون، بقلوب وجلة، ومشاعر قلقة، وخوف دائم مما يخبئه القدر في هذه الحرب الضروس التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا، فتجعلنا نتابع الأخبار ليلا نهارا، ننام على الأخبار ونستيقظ على الأخبار، ما تجعلنا أحيانا متفائلين وبأن الأمور ستنقضي على خير وستفضي إلى الحرية والسلام، وأحيانا تذرنا متشائمين تنذر بالشؤم والثبور وخاصة إذا ما توسعت دائرة الحرب وغطت الإقليم، حيث لا أحد يستطيع عندها أن يسيطر عليها، أو يتنبأ بنتائجها، وخاصة في ظل وجود البوارج الحربية الغربية التي جاءت من كل أرجاء المعمورة مدججة بالأسلحة الذكية الفتاكة، مع إعاقة في الملاحة الأجنبية سواء في باب المندب أو البحر العربي، أو قناة السويس، مع عزم المقاومة الإسلامية، في الوقت نفسه، على الرد بكل ما تملك من إيمان وعقيدة، وإرادة قوية على هذه البوارج الأجنبية الغريبة الراسية في البحار العربية، وذلك لشعورهم بالظلم الواقع عليهم، وبأنهم لا يعيشون الحياة الحرة الكريمة التي يجب أن يعيشوها كغيرهم من شعوب الأرض؛ مما يدفعهم للذود عن أراضيهم وبلادهم وأطفالهم ونسائهم وشيوخهم بكل ما أتوا من عزم وقوة وحتى الرمق الأخير، انطلاقا من مقولة “فإما نكون أو لا نكون”، وخاصة بعد ما شاهدوا ما حل بهم وبإخوانهم الفلسطينيين وبديارهم من دمار وإبادة ومجازر يندى لها جبين البشرية.

هذه الأوضاع التي نعيشها في الشرق الأوسط وعلى رأسها فلسطين تجعلنا قلقين مشوشين غير مستقرين، نتابع الأخبار ونتصيد الأنباء لنقف على آخر التطورات الميدانية القتالية بمشاعر متذبذبة بين الصعود والهبوط، فترفعنا كلمة وتخفضنا كلمة، ويطير بنا تصريح ويحط بنا تصريح، ويفرحنا تحليل صحفي يهدئ من روعنا ويرفع من معنوياتنا، ويحزننا تحليل آخر يصور لنا وكأن نار الجحيم قادمة لا مفر منها. فقلوبنا، معلقة بشعرة تقف على شفا حفرة من السقوط كلما سمعنا خبرا مزعجا، وحبل من الصعود كلما سمعنا خبرا مفرحا.

لقد أصبحنا نعيش الحدث لحظة بلحظة لنعرف ما الذي سيكون بعد ساعة، هل ستنفجر الأمور وتندلع حرب شاملة، أم ستهدأ وتظل محصورة في إطارها كما هي عليه رغم الموت والدمار، والتهجير والتشريد والتجويع؛ وهل ستنتهي الحرب بحصول الجميع على حقوقه وأرضه ويحل السلام، أم ستزداد سوءا وينعق البوم بالخراب! لا نعرف، فنحن نعيش في حالة ضبابية لا نعرف ما الذي سيحدث، وإلى أين المصير، مما يجعلنا نبتسم حينا، ونبكي أحيانا، ونعانق الشمس مرة، ونتلفع بالغيم البارد مرات ومرات، ويغمرنا الشعور الإنساني والحب تارة، وينتابنا الشعور الوحشي والكره أطوارا.

فمشاعرنا أصبحت كميزان الحرارة المعلق على شباك الدار ننظر إليه كل يوم لنتحسس حرارة جو الحرب، أو قل كبندول الساعة الذي يتأرجح يمينا ويسارا دون توقف أو راحة.

إنها الحرب اللعينة التي تجعلنا لا نهدأ ولا ننام ونحن ننتظر المجهول، إنه الشعور بالظلم الذي يجعل الحروب تندلع والموت يحصد الأرواح، إنه جشع الآخر الذي لا يحب أن يترك لغيره شيئا ويراه مرتاحا رغم أن هناك متسعا للجميع، إنه التوق للانعتاق من الأسر والحصول على الحرية التي تجعل المحاربين يضحون بالإنسان الذي هو أغلى ما تملكه البشرية.

ومع هذا ورغم كل هذه الأيام العصيبة، نأمل أن يثوب الإنسان إلى رشده، وأن يكون بينهم رجل حكيم يوقف هذه الحرب الضروس، ليعيش كل الناس بأمن وسلام، وينسجوا من أشعة الشمس أمالا وأ؛لام، مع دعواتنا إلى الله العلي العظيم أن يزيح الغمّة عن هذه الأمة، ويعيد للأطفال فرحة العودة لمنازلهم، والدراسة في مدارسهم، واللعب في ساحاتهم وألعابهم، ليناموا في أحضان أمهاتهم وآبائهم آمنين مطمئنين لا يقضّ مضجعهم خوف من قصف، أو يؤرقهم جوع أو برد، أو يغيبهم دمار أو موت، حتى ينعم الجميع بالسلام، يركعون ويسجدون إلى الله وهم يرددون، “المجد لله في العلا، وعلى الأرض السلام، وفي الناس المحبة.”

Afnan Darwazeh

شاهد أيضاً

نداء فلسطين يرحب بقرار الجنائية الدولية ويؤكد أن العبرة بالتنفيذ

نداء فلسطين يرحب بقرار الجنائية الدولية ويؤكد أن العبرة بالتنفيذ

شفا – رحب (نداء فلسطين) بإصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرتي اعتقال ضد رئيس وزراء الاحتلال …