الصين تضخ قوة إيجابية لحماية السلام والتنمية والاستقرار والرخاء للعالم، بقلم : تشو شيوان
انعقد المؤتمر المركزي حول العمل المتعلق بالشؤون الخارجية يومي الأربعاء والخميس في بكين، حيث ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ كلمة مهمة، وفي كلمته، قد لخص الرئيس شي الإنجازات والتجارب لدبلوماسية الدولة الكبرى المميزة للصين في العصر الجديد، ووضع خططا لأعمال الشؤون الخارجية في الفترة الحالية والمقبلة، وركز على أهمية التمسك بدبلوماسية الدولة الكبرى ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد.
إن التغيرات الكبرى التي يشهدها العالم تتسارع، فالتغيرات في العالم والعصر والتاريخ تتكشف بشكل غير مسبوق، لقد دخل العالم فترة جديدة من الاضطراب والتغيير، ولكن الاتجاه العام للتنمية البشرية والتقدم لن يتغير، وفي هذا الصدد، قد طرحت الصين مفهوم بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية في عام 2013.
وإذا نظرنا إلى هذا المفهوم بعد طرحه لعشر سنوات، ونلاحظ أن المفهوم يهدف إلى بناء عالم ينعم بالسلام الدائم والأمن العالمي والرخاء المشترك والانفتاح والشمول والنظافة والجمال. ويعمل المفهوم على تعزيز الحوكمة العالمية المتمثلة في التشاور المكثف، والمساهمة المشتركة، والمنافع المشتركة. ويركز على تطبيق مبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية في إطار بناء مبادرة الحزام والطريق بشكل مشترك.
واستجابة لسلسلة من القضايا والتحديات الرئيسية التي تواجه العالم اليوم، فتدعو الصين إلى تعددية أقطاب عالمية متساوية ومنظمة، وعولمة اقتصادية شاملة متسامحة، وذلك متمثل في التمسك بالمساواة بين جميع الدول، كبيرة كانت أم صغيرة، ومعارضة الهيمنة وسياسات القوة، وتعزيز الديمقراطية في العلاقات الدولية بشكل فعال؛ والالتزام بالمتطلبات المشتركة لجميع الدول، وخاصة الدول النامية، وحل الخلل في التنمية بين الدول وداخلها الناجم عن التخصيص العالمي للموارد.
وفي مواجهة الاضطرابات والأزمات، حاولت الصين التوسط لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب. وقد نجحت الصين في تحقيق الوساطة بين السعودية وإيران في مارس العام الجاري مما فتح صفحة جديدة للعلاقات بين الدولتين الكبيرتين في منطقة الشرق الأوسط، أما بالنسبة إلى الجولة الجديدة من الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فدعت الصين إلى وقف إطلاق النار وأعمال العنف لعدة مرات في مجلس الأمن للأمم المتحدة وأرسلت مساعدات إنسانية إلى المدنيين المتعرضين للحرب.
وبالإضافة إلى حماية السلام والاستقرار في العام، قدمت الصين مساهمات إيجابية في دفع انتعاش الاقتصاد العالمي، وفي الأرباع الثلاثة الأولى، قد ازداد إجمالي الناتج المحلي للصين بنسبة 5.2٪ على أساس سنوي، ليظل أكبر محرك رئيسي للنمو الاقتصادي العالم، والتزمت الصين ببذل الجهود في العام المقبل لمواصلة التقدم مع ضمان استقرار وترسيخه من خلال التقدم، وبناء الجديد قبل هدم القديم، وكل هذه الإجراءات والتدابير لتعزيز الانتعاش الاقتصادي بشكل تدريجي، ولتقاسم فرص التنمية مع جميع دول العالم.