هل سنقف أمام حرب إقليمية شاملة..؟؟؟ بقلم : راسم عبيدات
الحرب في المنطقة تتسع والتطورات متلاحقة وحسب شبكة “سي ان ان” الأمريكية، بأن المنطقة تقترب من حريق كبير …ويؤكد لواء الإحتياط المتقاعد “الإسرائيلي” اسحق بريك بأن المنطقة تقترب من حرب اقليمية كبيرة، وهذه الحرب ستكون مختلفة عن سابقاتها من حيث عدد الصواريخ التي ستطلق على “اسرائيل” يومياً بمعدل 3500 صاروخ وكذلك هناك ضرر كبير سيلحق ب”اسرائيل” من حيث استهداف منصات الغاز والمطارات والموانئ وشبكات الكهرباء والماء والمراكز الإقتصادية والبني التحتية والطرق والمواصلات ..وكذلك المواقع والقواعد العسكرية ….أي أن الجبهة الداخلية سيلحق بها ضرر غير مسبوق،وستجري تلك الحرب على خمس جبها غزة والضفة والداخل الفلسطيني- 48- والجبهة الشمالية والجبهة السورية،ناهيك عن جبهتين اخريين العراقية واليمنية.
الأزمة السياسية العميقة في ” اسرائيل” والمترافقة مع الفشل العسكري والميداني والخلافات المتصاعدة بين اعضاء مجلس الحرب المصغر وداخل الحكومة ” الإسرائيلية” وبين المؤسستين السياسية والعسكرية حول العملية العسكرية في قطاع غزة واولوياتها رغم الاتفاق على اهدافها، ولكن تحقيق هذه الأهداف بأي شكل واسلوب سيتم من خلال الحرب الشاملة التي يصر عليها نتنياهو وغالانت ،حيث المعارضة “الإسرائيلية” ممثلة بغانتس و ايزنكوت، يتفقان مع الأمريكان، بأنه يجب الانتقال الى مرحلة جديدة في الحرب، مرحلة تجميع القوات المنتشرة على اكبر مساحة في قطاع غزة في مناطق محددة ،وبدل الاستمرار في عمليات القصف الجوي والبري والبحري الكبيرة والواسعة والتي تتسبب في سقوط اعداد كبيرة من المدنيين وتلحق الضرر الكبير في البنى والمؤسسات المدنية من خدمات القطاع الصحي، مشافي ومراكز طبية ومدارس جامعات ودور عبادة مساجد وكنائس ومؤسسات ومقرات دولية، مراكز وكالة الغوث ،ومراكز الإيواء أيضاً، وكل هذا يلحق ضرراً فاداحاً في صورة “اسرائيل” ويهشمها عالمياً، ويستجلب المزيد من تحولات الرأي العام العالمي ضدها، من خلال المجازر المرتكبة بحق المدنيين.
يتم التموضع في مناطق محددة، منطقة وادي غزة قبالة الشجاعية وخان يونس التي تخطط “اسرائيل” لتحويلها الى منطقة جغرافية أمنة وعازلة، لحماية امن مستوطناتها في مناطق جنوب غلاف قطاع غزة، تمكن من توفر الأمن والحماية والعودة للمستوطنين لتلك المستوطنات ..وهذا الشكل من الحرب يجري فيه استخدام قوة اكبر ومباغتة واستهداف اهداف منتقاة ،قادة المقاومة وتشكيلاتها ومخزونها التسليحي ..واستخدام القصف الجوي والبري والبحري الواسع والتوغل بناء على معلومات استخبارية …
نتنياهو الذي تقول المعارضة ان ما يعنيه من استمرار الحرب هو الحفاظ على بقاء حكومته ومنع انهيارها في ظل تهديد بن غفير وسموتريتش بحل الحكومة اذا اوقف نتنياهو العملية العسكرية الشاملة،وهو يدافع عن مصالحه الشخصية ويدير الحرب بأفقها…وبالمقابل يواجه ضغوط امريكية وتهديدات من المعارضة بالإنسحاب من مجلس الحرب المصغر،غانتس وايزنكوت،ومطالبات علنية من قبل زعيم العارضة لبيد وزعيم “اسرائيل” بيتنا” ليبرمان بإجراء انتخابات تبكيرية سادسة خلال الحرب تطيخ بنتنياهو وحكومته،وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ ” اسرائيل” ،اذا ما جرى تنفيذه،أو تمكنت المعارضة السياسية من تحشيد 61 عضو كنيست من أجل حل الحكومة من خلال استمالة بعض اعضاء الليكود وحزب “شاس” الديني، ،وكذلك ازديات الإحتجاجات الشعبية من قبل أهالي الأسٍرى وانتقالها من حركة احتجاجية ببعد انساني وشخصي واسري وعائلي الى حركة ببعد سياسي،حيث الهتافات والشعارات لهم في المظاهرات،باتت تدعو الى اقالة نتنياهو وتحميله مسؤولية عودة ابنائهم الأسرى في توابيت ، عبر إصراره على عدم وقف هذه الحرب لصالح استعادة ابنائهم الأسرى أحياء أولاً…
المنطقة باتت على ابواب حريق شامل، حيث بعد اغتيال ” اسرائيل” لأحد ابرز قادة الحرس الثوري الإيراني في ضاحية السيدة زينب في دمشق أول أمس الثلاثاء 26/12/2023،السيد رضى موسوي، والتي تضع هيبة وسمعة ايران وثقة حلفائها بها على المحك، بضرورة الرد على عملية الإغتيال تلك ،وما صدر من تصريحات عن الرئيس الإيراني ووزير خارجيته ودفاعه وقائد الحرس الثوري ، بأن الرد على هذه العملية قادم، والعد التنازلي له بدأ….ومن بعد عمليات الإغتيال شهدنا تصعيداً كبيراً في العديد من الجبهات، زيادة استهداف القواعد الأمريكية في العراق وسوريا من قبل المقاومة العراقية، وكذلك استهداف المقاومة العراقية لهدف حيوي في جنوب فلسطين، والحديث يدور عن مستوطنة “الياد”، وقبل ذلك قالت بأنها أطلقت مسيرة تجاه حقل غاز “كاريش” في البحر المتوسط، وليرتفع عدد استهداف القواعد الأمريكية في سوريا والعراق الى 106 هجمات منذ ال 17 من اكتوبر الماضي..وكذلك استمرار استهداف المقاومة اليمنية للسفن التجارية التي تحاول عبور البحر الأحمر ومضيق باب المندب الى ” اسرائيل”،والتصعيد الكبير في الحرب الإسنادية على الجبهة الشمالية، حيث اطلق حزب الله أمس الأربعاء 27/12/2023،اكبر رشقة صاروخية (50) صاروخ على مستوطنة “كريات شمونه” منذ بداية هذه المعركة الإسنادية في 8/ اكتوبر/2023 رداً على استهداف المدنيين في قرى الجنوب اللبناني بنت جبيل وكفر كلا وغيرها من قرى الجنوب اللبناني، والحزب قال بأنه لن يكون هناك أي تسامح في إستهداف المدنيين ولن يكون بدون رد .. تطورات متلاحقة ورد ايراني محتمل ان يؤخذ واحد من ثلاثة اشكال مباشر ولشخصية “اسرائيلية”بوزن وحجم الجنرال رضى موسوي، أو عمليات إطلاق نار من خلال الجبهتين اللبنانية والسورية او الرد عبر البحار .. ..
نتنياهو وغالانت من دعاة توسيع الحرب الى خارج نطاق جغرافيا قطاع غزة مع بن غفير وسموتريتش …لأن ذلك يخدم مصالحهما في جر امريكا لتلك الحرب، التي كانت تحرص على عدم اتساعها وتطورها لحرب إقلمية حفاظاً على مصالحها الإستراتيجية في المنطقة ،ويبدو بان عملية الإغتيال ” الإسرائيلي” للجنرال الإيراني رضى موسوي، جزء من محاولة لجر أمريكا لتلك الحرب، وكذلك الوضع السيء الذي يعيشه المستوطنين في الشمال، حيث المستوطنات فارغة،سوى من الأشباح والجيش، والمستوطنين لا يستطيعون العودة اليها ،واحتجاجاً على وضعهم السيء قاموا بمظاهرات احتجاجية ضد الحكومة، وقالوا بانهم لن يعودوا اليها ما دام حزب الله على السياج، وذهب افيغدور ليبرمان وزير الأمن “الإسرائيلي” السابق وعضو الكنيست للقول بأن هناك ” في مجلس الحرب المصغر من قرر التخلي عن الجليل” ،وبأن اوضاع المستوطنين في الشمال تشبه وضع سكان مخيم جباليا.
في ظل كل هذه التطورات يبدو بان تسخين الأجواء والتطورات المتلاحقة على أكثر من جبهة وصعيد تتحرك نحو الذهاب الى حرب مفتوحة على كل الإحتمالات،بما فيها الحرب الإقليمية .
فلسطين – القدس المحتلة