على الجميع ان يعتاد .. نتنياهو مثل زيلنسكي ويريدها مثل حرب أوكرانيا لا نهاية لها ، بقلم : د. ناصر اللحام
لنسأل أي خبير عسكري في العالم: من الذي انتصر في حرب السعودية اليمن؟
من الذي انتصر في حرب أوكرانيا – روسيا؟
من الذي انتصر في معارك ليبيا المستمرة؟ من الذي انتصر ومن الذي خسر في جنوب السودان؟ في كشمير؟
هناك حروب تتحوّل الى نزاعات دائمة. وهناك نزاعات بسيطة تتحول الى حروب.
ولكن الأخطر ان هناك حروب يمكن عدها بالعشرات في العالم ممنوع ان تنتهي، ولو انتهت سوف تأتي القوى العظمى ومصانع السلاح وتعيد تأجيجها.
يملك الصراع العربي الإسرائيلي كل مقومات البقاء لمائة عام أخرى. وتدخل فيه مكونات صراع قومية ودينية، واختلاف لغة وتباين سيكولوجي، وتعبئة إعلامية وظلم اقتصادي، وتمييز عنصري ابارتهايد وعوامل اثنية وطائفية، وخلاف سياسي عميق وغياب عوامل تمييع الصراع.
في كل مدينة سبب جديد لاندلاع حرب كاملة، في كل حقل زيتون معركة تندلع، في كل شارع يافطة تذكر بالصراع الدموي، وفي كل اية قرآن دعوة للجهاد، وفي كل نص توراتي تأزيم للازمة وتعميق لقتال الاغيار.
في ألبوم الصور عند كل عائلة صور الشهداء وأسماء اليتامى على أسماء الضحايا.
يمكن للعرب ولليهود اتهام نتنياهو بكل أنواع الاتهامات باستثناء الغباء. فهو خبيث و”ابن حرام”.
التقط لحظة السابع من اكتوبر وعلم انها فرصته الذهبية والأخيرة للسيطرة الدائمة على عقل كل يهودي وكل إسرائيلي يبحث عن الخلاص. فباعهم صكوك الغفران للجنة الموعودة وغير الموجودة لديه.
وليس الغريب انه باعهم صك الغفران، بل الغريب ان جميع الإسرائيليين اشتروا منه تذكرة. المتدينين والعلمانيين واللوطيين والسحاقيات والحريديم والعسكريين والبزنس والليبراليين والراديكاليين والكهانيين وحتى دعاة السلام اشتروا تذاكر صكوك الغفران ولبسوا العتاد العسكري وانضبطوا وراءه وارسلوا أولادهم الى غزة، فيما هو ارسل ابنه يائير الى أمريكا بذريعة جمع التبرعات للمقاتلين !!
في كل يوم وفي كل ساعة نسأل انفسنا متى تنتهي الحرب؟ وهو سؤال خطير يقطر دم الأطفال من بين حروفه، سؤال ينبع من وجع الواقع.
ولكنه السؤال الخطأ.
والسؤال الصحيح: لماذا يوقف نتنياهو هذه الحرب؟
طالما هناك حرب فانه سوف يبقى هو رئيسا لوزراء اسرائيل بلا معارضة ولا محاسبة ولا محاكمة ولا ملاحقة الصحفيين.
طالما هناك حرب فان أمريكا تحتضنه وتدعمه وتحتاجه وتنظف من ورائه كل اوساخه.
طالما هناك حرب فانه ينتقل من متهم بالفساد ومتهم بتدمير مستقبل الشعب اليهودي، الى بطل يقود الحرب ويجمع افئدتهم على كراهية العرب.
في صحيفة هارتس كتب احدهم: من يبحث عن حياة سعيدة ليذهب الى سويسرا. اما هنا فعلى الجميع ان يعتاد على الحرب وعلى الفقدان.
في اللحظة التي يتوقف فيها العرب عن السؤال: متى تنتهي الحرب؟
ويصبح الإسرائيليون يسألون: متى تنتهي الحرب؟
حينها فقط تنتهي الحرب.