12:58 صباحًا / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

الصين تعمل على حماية السلام والاستقرار في الشرق الأوسط ، بقلم : تشو شيوان

الصين تعمل على حماية السلام والاستقرار في الشرق الأوسط ، بقلم : تشو شيوان

الصين تعمل على حماية السلام والاستقرار في الشرق الأوسط ، بقلم : تشو شيوان

مع اقتراب نهاية العام الحالي 2023، وبما أنها مقالتي الأخيرة التي ألتقي بها معكم لهذا العام أردت التركيز أو استعراض كيف كانت علاقة الصين بالشرق الأوسط خلال هذا العام، وما هي أبرز الأحداث التي مرت على المنطقة وكيف ساهمت الصين بشكل أو بآخر في حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، والسعي لحل قضاياها العالقة، ويمكنني القول بداية بأن الصين ورؤيتها لمنطقة الشرق الأوسط يتناسب تماماً مع تطلعات شعوب المنطقة الطامحة للتطور والسلام والمضي قدماً نحو مستقبل مزدهر بعيداً عن الحروب والنزاعات، وهذا تماماً ما تريده الصين وتسعى إليه بخلاف ما تسعى إليه بعض القوى الغربية التي كان لها تدخلات سافرة أدت لحروب ونزاعات عميقة في المنطقة.

في مارس من هذا العام نجحت الصين في تحقيق المصالحة بين السعودية وإيران وربما يكون استئناف العلاقة الدبلوماسية بين السعودية وإيران واحد من أبرز العناوين السياسية في المنطقة خصوصاً وأنه مثل هذه المصالحة التي أعتبرها البعض تاريخية قد ألقت بضلال إيجابية في المنطقة بأكملها وجعلت الأمور تأخذ منحنياً تدريجياً نحو الاستقرار، الأمر الذي وجد فيه المحللون من جميع أنحاء العالم نموذجاً لتسوية الخلافات عبر الحوار والتشاور، وبعد شهرين فقط وبفضل دعم الصين وجهودها الحثيثة عادت سوريا إلى جامعة الدول العربية رسمياً، وقد حضر الرئيس السوري القمة العربية مرة أخرى بعد غيابه لسنوات عديدة، الأمر الذي أطلق صوت التضامن والتقوية الذاتية بين الدول العربية، وأجد أن هذان الحدثان من أهم ما حدث في المنطقة لكونهما يؤسسان لمرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية.

أيضاً ومنذ تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في أكتوبر الماضي، أعلنت الصين عن موقفها الواضح، ولعبت دورها كالمعتاد وبصفتها الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي دعت الصين إلى العدالة والسلام، ويُذكر أن الرئيس الصيني شي جين بينغ قد ألقى كلمة مهمة بشأن القضية الفلسطينية في القمة الافتراضية الاستثنائية لمجموعة البريكس، وترأس عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ووزير الخارجية وانغ يي الاجتماع رفيع المستوى بشأن القضية الفلسطينية في مجلس الأمن ووضح موقف الصين الثابت من وقف إطلاق النار ورفض الصين لأي عملية تصعيد في المنطقة والعالم، وفي كل مناسبة وموقف تُظهر الصين بأنها على استعداد كامل للعمل مع جميع الأطراف لوقف إطلاق النار والحوار ومفاوضات السلام والحل السياسي، وأيضاً خلال هذا العام وتحديداً في يونيو قد زار الصين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقد أجرى محادثات مهمة مع الرئيس الصيني وقد أكد الرئيس شي أن الصين وفلسطين شريكان وثيقان يتبادلان الثقة والدعم، وقد كانت الصين من أوائل الدول التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين، وظلت تدعم بثبات القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروع، وأيضاً قد قدم الرئيس الصيني مقترحات هامة لحل القضية الفلسطينية.

رغم أن الصين تبعد عن الشرق الأوسط بآلاف أميال، إلا أننا نجد الصين حاضرة لمؤازرة شعوب المنطقة في الأزمات والكوارث، فعندما ضرب الزلزال المدمر تركيا وسوريا مطلع العام الجاري، أرسلت الصين المساعدات وفرق الإغاثة المتمكنة لتقديم المساعدة؛ وعندما ضرب المغرب الزلزال واجتياح الإعصار ليبيا في منتصف العام، وصلت المساعدات الإنسانية العاجلة من الصين في اللحظة الأولى عابرة الجبال والبحار؛ وأيضاً عندما اندلع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في الآونة الأخيرة وغرق سكان غزة في الصعوبات الكبرى، قدمت الصين المساعدات النقدية عبر قنوات مختلفة، ودخلت الأغذية والأدوية وغيرهما من المساعدات المادية الصينية إلى قطاع غزة وكل هذا جاء من مبدأ مهم تشاركه الصين مع دول الشرق الأوسط مفاده بأن الصين معكم في السراء والضراء.

إن عام 2023 أظهر حكمة الصين في التعاون مع الشرق الأوسط وقضاياه فقد كسرت الصين الجمود بين دول المنطقة وعملت على تقارب وجهات النظر، فعلى مدى سنوات كثيرة عانت المنطقة من تدخلات سلبية وضعت المنطقة في مستنقع الحرب، وما قامت به الصين خلال السنوات الماضية تجاه الشرق الأوسط من دعم لقضايا دولها والوقوف معها في الكوارث والأزمات وأيضاً العمل المشترك سواء سياسياً أو اقتصادياً وضع الصين كشريك وحليف موثوق بالنسبة لدول المنطقة وشعوبها، وبعكس النظرة السائدة عن التدخلات الخارجية فقد كانت تدخلات الصين إيجابية تراعي خصوصية المنطقة وخصوصية قضاياها وموضوعية في حل النزاعات والخلافات وهو تماماً عكس ما سعت إليه بعض القوى الغربية التي أرادت استغلال الفرص لتدمير المنطقة وبث النزاع بين أطرافها.

في النهاية يجب أن نعترف بأن المقال مهما طال أو توسع لن يستطيع أن يركز على كافة ما حدث في هذا العام ولكن هذا كان جزء مهم يظهر نوايا الصين وجهودها تجاه منطقة الشرق الأوسط ونأمل أن تكون السنة القادمة 2024 سنة أمل وسعادة لشعوب المنطقة والمزيد من التعاون بين دول الشرق الأوسط والصين في مختلف المجالات.
حكمة الصين تساهم في كسر الجمود. على مدى السنين، يقوم بعض الدول بالتدخلات السافرة في شؤون الشرق الأوسط، مما أوقع الكثير من دول الشرق الأوسط في مستنقع الحرب، وقوّض الثقة المتبادلة بين الدول الكبيرة في المنطقة، وفاقم حالة الجمود وعجز السلم والأمن

شاهد أيضاً

الصحفي حسن أبو قفة

استشهاد الصحفي حسن أبو قفة في قصف إسرائيلي على النصيرات وسط قطاع غزة

شفا – استشهد، مساء اليوم الجمعة، الصحفي الفلسطيني حسن أبو قفة ونجله عماد بعد غارة …