2:44 صباحًا / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

الأورومتوسطي يعد ملفًا أوليًّا يوثق عشرات حالات الإعدام الميداني في غزة

الأورومتوسطي يعد ملفًا أوليًّا يوثق عشرات حالات الإعدام الميداني في غزة

شفا – وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في ملف أولي قدمه إلى مقررين خاصين للأمم المتحدة ومدعى عام المحكمة الجنائية الدولية عشرات حالات الإعدام الميداني التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، داعيًا إلى التحقيق الفوري بها لمحاسبة مرتكبيها وإنصاف الضحايا.

وقدم الأورومتوسطي -وفق بيان له اليوم الاثنين- الملف الأولي إلى كل من السيد “موريس تيدبال بنز”، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحالات الإعدام خارج القضاء أو تعسفًا، والسيدة “فرانشيسكا ألبانيز”، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، والسيّدة “نافانيثيم بيلاي”، رئيسة لجنة التحقيق المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلّة، والسيد “كريم خان”، المدعي العام للمحكمة الجنائية.

وحث الأورومتوسطي الجهات المذكورة على إعلان موقف من مجمل عمليات القتل الواسعة التي تنفذها القوات الإسرائيلية وتستهدف المدنيين الفلسطينيين، وبشكل خاص عمليات الإعدام والتصفية الجسدية في قطاع غزة.

وطالب الأورومتوسطي بالإعلان عن تشكيل فريق قانوني دولي، والضغط لضمان وصوله إلى قطاع غزة وفتح تحقيق في هذه الوقائع وغيرها من عمليات قتل المدنيين الفلسطينيين وتصفيتهم جسديًّا.

وحث الأورومتوسطي الأطراف المذكورة على التحرك الجاد لدى المجتمع الدولي من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة لضمان وقف عمليات القتل المستمرة دون ضرورة عسكرية، وصولًا إلى فتح تحقيق جنائي بكل ما حدث من انتهاكات مروعة لتحقيق المساءلة والعدالة.

ووثق المرصد الأورومتوسطي تنفيذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عشرات عمليات الإعدام والتصفية الجسدية المباشرة بإطلاق النار أو القذائف ضد مدنيين، دون أي ضرورة عسكرية، بعد نحو 10 أيام منذ بدء هجوم الجيش الإسرائيلي البري في قطاع غزة، في 27 أكتوبر/تشرين أول الماضي، بالتزامن مع استمرار هجومه العسكري الشامل الذي بدأ في السابع من الشهر ذاته.

وأكد أن ذلك -إلى جانب الهجمات الجوية والمدفعية المكثفة- جاء كشكل من أشكال الانتقام بعد الهجوم المسلح الذي نفذته فصائل فلسطينية في مستوطنات غلاف غزة.

وأبرز الأورومتوسطي اسشتهاد أكثر من 28 ألف فلسطيني منذ بدء هجمات الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة، بمن في ذلك من تم إحصاؤهم حتى الآن ممن ما يزالون تحت أنقاض المباني المدمرة، فيما يشكل الأطفال والنساء نحو 70%. وبذلك، يكون الضحايا الفلسطينيين أعلى معدلًا للضحايا المدنيين في العالم في القرن الواحد والعشرين.

واستعرض المرصد الأورومتوسطي في الملف القانوني مجموعة من جرائم الإعدام خارج نطاق القانون والتصفيات التي نفذتها القوات الإسرائيلية خلال توغلها البري في قطاع غزة، على النحو الآتي:

22 ديسمبر 2023: عملية إعدام تعرض لها ستة مدنيين من عائلة واحدة حين داهمت القوات الإسرائيلية منزلهم في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، وأطلقت النار تجاههم دون أي مبرر. وراح ضحية عملية الإعدام هذه كل من “رائد عبد ربه الخالدي”، و”أمجد عبد ربه الخالدي”، و”أحمد فيصل الخالدي”، و”حامد محمد الخالدي”، و”مؤمن رائد الخالدي”، و”محمد زهير الخالدي”، فيما أصيب أربعة آخرون، منهم امرأة وابنها.

21 ديسمبر 2023: مقتل “أكرم أبو حصيرة،” وزوجته، وهما مسنان، بعدما أخرجتهما القوات الإسرائيلية من منزلهما في شارع اليرموك بمدينة غزة، وأطلق الجنود الرصاص عليهما، وتركوهما ينزفان حتى الموت، قبل حرق منزلهما وتمكُّن ذويهما من نقلهما ودفنهما بعد تراجع القوات الإسرائيلية عن المنطقة، وفق ما أفاد نجلهما “محمود أبو حصيرة.”

13 ديسمبر 2023: مقتل المسن “أحمد سليمان حسن محمد عبد العال” (60 عامًا)، وكان يعاني من مرض نفسي في منزله في مخيم جباليا، بعد تعرضه لإطلاق نار من القوات الإسرائيلية، عقب اقتحامهم المخيم ومن ثم المنزل بعد حصار المستشفى اليمني لعدة أيام.

13 ديسمبر 2023: تلقى الأورومتوسطي شهادة حول إعدام قوات الجيش الإسرائيلي تسعة مدنيين، بينهم أطفال، داخل مركز إيواء في مدرسة “شادية أبو غزالة” في جباليا. وفي إفادته حول ما حدث، قال المسن “يوسف خليل” للأورومتوسطي، إنه بعد اقتحام القوات الإسرائيلية للمدرسة، قام جنديان بإطلاق النار المباشر تجاه أفراد أسرته خلال وجودهم في أحد الفصول الدراسية. وذكر “خليل” أنه عقب تصفية أفراد أسرته، اعتقلته القوات الإسرائيلية مع آخرين لعدة أيام تعرض خلالها للضرب والتعذيب، قبل أن يُفرج عنه لاحقًا. وبعد انسحاب القوات الإسرائيلية من محيط المدرسة التي تمركزت فيها لمدة أسبوع، عاد “خليل” إلى المدرسة ليجد جثامين أفراد أسرته وقد شارفت على التحلل. وكان من بين الضحايا امرأة وزوجها وعدد من أطفالهما. وأظهرت مقاطع مصورة تابعها المرصد الأورومتوسطي من المدرسة تم تصويرها في الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر/كانون أول، غرفًا دراسية أصابها الدمار وجثتين على الأقل على الأرض، وعددًا من الجثامين لأشخاص منهم امرأة، وفراش غارق في الدماء وثقوب رصاص وبقع دماء على الأرض.

10 ديسمبر 2023: أعدمت القوات الإسرائيلية المسن “نواف محمد موسي الزعانين”، أثناء إجلاء مدرسة “عوني الحرثاني” في مشروع بيت لاهيا شمال غزة. ‏والمسن “الزعانين” من سكان بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، وكان نزح وعائلته عدة مرات حتى اقتحمت القوات الإسرائيلية المدرسة التي لجأوا إليها وجرى إعدامه بعيار ناري مباشر في رأسه.

10 ديسمبر 2023: أعدمت القوات الإسرائيلية “منير فضل علي النجار” (41 عامًا) بعد إطلاق نار مباشر تجاهه خلال وجوده مع والدته المسنة (74 عامًا) في أحد المنازل في مخيم جباليا، وأصابوه في عنقه وبقي ينزف حتى الموت وهو بجوار والدته. المسن كان مدنيًّا ومصابًا بقدمه منذ كان طفلًا. ولم تسمح القوات الإسرائيلية لشقيقه “سامي” الذي يعمل في إحدى وكالات الأمم المتحدة بإخراج جثة شقيقه من الغرفة، وأخضعته للتحقيق في المنزل، وبقيت حتى انسحاب القوات بعد يوم حولت فيه المنزل إلى ثكنة للتحقيق مع المدنيين.

8 ديسمبر 2023: قتل المسن “عبد الناصر خضر” حبوب (62 عامًا) بعدما تعرض لإعدام ميداني باستهداف بقذيفة مدفعية أطلقتها القوات الإسرائيلية تجاهه بعد قليل من الإفراج عنه بعد يومين من الاحتجاز، وقتل معه “أحمد حمدي أبو عبسة” (38 عامًا) عميد كلية تكنولوجيا المعلومات في جامعة فلسطين. وأفاد شاهد عيان للأورومتوسطي: أن “حبوب” وعائلته لجأوا إلى مدرسة “العائلة المقدسة” بعد قصف إسرائيلي لمنزل كانوا يلجؤون إليه بعد أن نزحوا عن منزلهم قبل ذلك، إثر قصف سابق في مدينة غزة. وفي اليوم التالي لوصولهم المدرسة، اقتحمتها القوات الإسرائيلية واعتقلت جميع الرجال الموجودين فيها وبعض النساء، ثم عروا الرجال واقتادوهم إلى جهة مجهولة.

وبعد منتصف ليلة العاشر من ديسمبر/كانون أول، أفرجت القوات الإسرائيلي عن بعض كبار السن ومجموعة من المعتقلين وهم عراة، من ثم استهدافهم بعد عدة دقائق بقذيفة دبابة وحلقت فوقهم طائرة كواد كابتر، وهو ما أدى إلى مقتل المسن “حبوب” وبرفقته الأكاديمي “أحمد أبو عبسة.”

11 نوفمبر 2023: أعدمت قوات الجيش الإسرائيلي “محمد عيد شبير” (77 عامًا)، وهو الرئيس السابق للجامعة الإسلامية في غزة، مع زوجته “رحاب محمد شبير” (74 عامًا)، بعد خروجهم من منزل لأحد أقاربهم تعرض للقصف في مدينة غزة.

وأفادت ابنته للأورومتوسطي: “الطائرات الإسرائيلية قصفت منزل خالتي في شارع “أبو حصيرة” في غزة، ما أدى إلى مقتل 5 مدنيين، ونجاة 15 غالبيتهم من النساء والأطفال. وكان منهم والدا وزوجة أخي “نجاة أيوب الحلو” وابن أخي “محمد مالك شبير” حيث خرجوا أحياء فارين إلى الشارع، وأرسلت والدتي رسالة استغاثة، وسمع صوت والدي بعد القصف ينادي على أحد أحفاده. وبعد أكثر من 24 ساعة، أجبر الجيش الناجين على إخلاء المكان والخروج مشيًا على الأقدام إلى مستشفى الشفاء. من بينهم بعض الجرحى وكبار السن، تاركين جثث القتلى تحت الأنقاض. وفي الطريق شاهد من خرجوا في طريقهم زوجة أخي وابن أخي وقد قتلوا في الشارع. وبعد بدء الهدنة بتاريخ 25 نوفمبر/تشرين ثانٍ، عُثر على والديّ في الشارع بالطريق المعاكس للشفاء جثامين هامدة بعد أن تعرضا لإطلاق النار من قناص الجيش.”

10 نوفمبر 2023: أعدمت القوات الإسرائيلية المسن “بشير حجي” (71 عامًا) من سكان حي الزيتون في مدينة غزة، أثناء عبوره طريق “صلاح الدين” الرئيسي، بعد أن نشر الجيش الإسرائيلي صورة تظهر أحد جنوده وهو يتحدث معه للادعاء بمساعدته المدنيين الفلسطينيين وتوفير الحماية لهم أثناء نزوحهم.

وأكد المرصد الأورومتوسطي أن الضحايا المذكورين هم جزء من ضحايا آخرين وثق حالات قتلهم بشكل مباشر دون مبرر، فيما تواصل طواقم الأورومتوسطي توثيق وإعداد ملفات شاملة حول ظروف قتلهم تعسفًا وخارج نطاق القانون ودون أي ضرورة من القوات الإسرائيلية في قطاع غزة.

وشدد الأورومتوسطي على أن هذه الإعدامات والتصفيات التي نفذتها القوات الإسرائيلية تنتهك المعايير الدولية، وتنتهك الحق في الحياة المنصوص عليه في المادة 3 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

كما تنتهك المادة 6 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية التي تنص بأن الحق في الحياة هو حق ملازم لكل إنسان، وأن “على القانون أن يحمي” هذا الحق وأنه “لا يجوز حرمان أحد من الحق في الحياة تعسفاً”.

وعليه دعا المرصد الأورومتوسطي المقررين في الأمم المتحدة ومدعي عام المحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق في الانتهاكات الموثقة أعلاه وغيرها من جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين في قطاع غزة، وتقديم كل من أصدر الأوامر ونفذها إلى العدالة.

شاهد أيضاً

غسان جابر

قرار المحكمة الجنائية الدولية: انتصار للعدالة أم خطوة رمزية؟ بقلم : م. غسان جابر

قرار المحكمة الجنائية الدولية: انتصار للعدالة أم خطوة رمزية؟ بقلم : م. غسان جابر بعد …