نتانياهو لا يعرف كيف ينتصر والسنوار لا يعرف كيف ينهزم .. وتستمر الحرب ، بقلم : د. ناصر اللحام
منذ عام 1982 لم يدخل جيش الاحتلال حربا حقيقية مع أي جيش معادٍ يقاتله ، فهو جيش يحصل على الرتب العسكرية في مقاتلة النساء وأطفال المدراس الابتدائية وطالبات الجامعات والمصلين والمصليات في المسجد الأقصى .
جنرالات يحصلون على اعلى الرتب في اغلاق الطرق على المدن وفي بناء الجدران ونصب الاسلاك الشائكة.
خاض جيش الاحتلال حربا مدتها سبع سنوات مع أطفال الحجارة عام 1987 ولكن العجيب أن الأطفال هزموا هذا الجيش الغني والمسلح بأحدث أنواع الأسلحة والطائرات، لدرجة ان رئيس وزراء الاحتلال وقتها اسحق رابين الذي طلب من جنوده في الانتفاضة الأولى تحطيم عظام الأطفال بعصي الفؤوس عاد ووقع اتفاقية أوسلو مع زعيم منظمة التحرير ياسر عرفات .
ومرت السنين وانهزم الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان وهرب من هناك عام 2000 . ولم تمض خمس سنوات حتى قام رئيس وزراء إسرائيل ارئيل شارون وهو من غلاة المستوطنين بالانسحاب من قطاع غزة وامر الجيش بتفكيك جميع مستوطنات غزة وهو صاحب مقولة ( ان مستوطنين نتساريم في غزة لا تقل أهمية عندي من تل ابيب ) .
في عام 1996 خاض جيش إسرائيل اشتباكا مع عشرات من جنود السلطة الوطنية الفلسطينية حين افتتح نتانياهو نفقا تحت المسجد الأقصى .
ثم تجددت الاشتباكات بين إسرائيل والاف من مقاتلي الأجهزة الأمنية في السلطة بعد فشل مفاوضات كامب ديفيد عام 2001 ، ووقف جيش إسرائيل الذي كان يقوده شاؤول موفاز واستخدم سلاح الطيران ومقاتلات اف 16 والاباتشي في تدمير مقار السلطة ومقر هيئة الإذاعة والتلفزيون ومطار غزة وميناء غزة ومروحيات عرفات وجميع مقرات الامن في الضفة الغربية.
والمشكلة انه بعد خمس سنوات لم يعرف كيف ينتصر فصار جميع قادة أمريكا والغرب يخططون له نصرا وهميا حتى يتوقف القتال !!
والجميع يعرف كيف اغتالوا عرفات بمادة نووية . واغتالت إسرائيل باقة من زعماء وقادة جميع الفصائل والتنظيمات بينهم أبو علي مصطفى والشيخ احمد ياسين ، وفي النهاية توسل جميع زعماء العالم لعرفات ان يتنحى عن منصبه ليقتنع الإسرائيليون انهم انتصروا بعدما لم يعرفوا كيف ينتصرون !!
في العام 2006 انهزم جيش إسرائيل امام مقاتلي حزب الله مرة ثانية. وفي العام 2008 لم ينتصر جيش إسرائيلي على مقاتلي حماس في غزة .
في العام 2014 اغتالت إسرائيل القيادي الحمساوي الجعبري واندلعت حربا ولم ينتصر جيش الاحتلال أيضا .
في حرب 2020 وبحسب أقوال جنرالات إسرائيل فان إسرائيل انهزمت امام يحيى السنوار ، وفي العام 2021 انهزم نتانياهو امام مقاتلي الجهاد الإسلامي بعد ان اغتالت إسرائيل القيادي بهاء أبو العطا .
بصراحة وحتى يكون القول عادلا ، وبحسب شهادة الجنود ( كاسري الصمت ) جيش إسرائيل يستطيع ان يهزم مدرسة مليئة بتلاميذ الابتدائي في الخليل ، او ان يقصف سيارة في نابلس ، او ان يجرف شوارع مدينة جنين ، او ان يعتقل أي مواطن في الضفة او ان يقتل صحفية ويغتال عددا من شباب مخيم نور شمس في طولكم ، او ان يهجم بألف جندي على مخيمات عقبة جبر والدهيشة وبلاطة وعايدة والعروب ويمنع التجوال على السكان .
يمكن لجيش إسرائيل ان يهزم أنظمة التطبيع وأن يوبخ علنا زعماء وامراء دول عميلة وجنرالات العار ، ويمكن له ان يهدد حكام بعض العواصم ويخيفها فعلا .
اما ان يواجه مقاتلين فقدوا منازلهم وعوائلهم فوق الأرض وفقدوا كل شيء في هذه الحياة والان خرجوا من الانفاق لينتقموا من الذي قتل أولادهم فهذا صعب على جيش إسرائيل وعلى أي جيش في العالم .
صعب على الجندي الإسرائيلي وعلى أي جندي في العالم ان يواجه مقاتلا في غزة نهض يمشي حافيا فوق ركام منزله وركام ذكرياته ولا يملك في هذه الحياة سوى قذيفة ار بي جي بيده .
السؤال الان :
كيف نقنع مقاتلا وحيدا فقد عائلته وأولاده وبيته وحياته ان ينهزم!!!
تقول إسرائيل انها تواجه ست جبهات من القتال . ولكنها لا تعرف كيف تنتصر في أي جبهة من الجبهات الست .
المشكلة الأكبر في حلف الأطلسي وفي البنتاغون والبيت الأبيض ، والمشكلة عند كثير من الحكام العرب ان المقاتل الفلسطيني حافي القدمين في جحر الديك وجباليا وبيت حانون والشجاعية وحي الزيتون ورفح لا يريد ان ينهزم ولا يعرف كيف ينهزم .
هو لم يحصل على رتبة عسكرية من افضل اكاديميات الغرب مثل باقي الجيوش ، ولم يحصل على نياشين ورتب ورواتب بالتملق والغناء لزعيم . ولكن جميع جنود وضباط جيوش العالم ينظرون اليه الان كي يتعلموا منه معنى القتال حتى الموت ومن مسافة صفر .
كم الف مرة علينا ان نكتب ونقول ان حل قضية فلسطين سياسي ولا يمكن بالعنف ولا يمكن بالحروب ولا يكن بالتدمير والقتل ، لان هذا سوف يخلق اجيالا لا تطلب سوى الانتقام