شفا – مايبس دودج، الكاتبة الأمريكية من أصل هولندي، التي خلقت شخصية الطفل الذي يغلق فتحة السد بإصبعه، ويمنع اندثار قريته في الطوفان ويكاد يفقد حياته – دفعت الكثير من الناس في الـ 150 سنة الأخيرة للتماثل معه. افترض أنك تشعر هكذا عندما تجد نفسك في حكومة نتنياهو التي أقسمت ألا تشارك فيها، إلى جانب وزراء يأتون من هوامش ظلماء داخل المجتمع الإسرائيلي.
أنا مقتنع بأنك تقول أموراً مهمة في الكابينت الذي يلتف على بن غفير.
لا شك عندي بأن هناك أموراً تمنعها أو تبادر إليها، وقلة فقط يعرفون ذلك.
ربما تكون مكانتك في الاستطلاعات محفوظة بل وحتى متعززة، كنتيجة لانضمامك إلى الحكومة الأكثر تطرفاً والأكثر هذياناً في التاريخ الإسرائيلي.
أعتقد أن قرار انضمامك جاء بقلب ثقيل وليس رغبة في استغلال فرصة سياسية وقعت لك حين شعر نتنياهو بأنه لا يمكنه وحده رفع الحمل الثقيل.
لكن لا يمكنك أن تواصل حمل هذه الحمالة وإن كان بأن حاملوها الآخرون يفعلون هذا بتهكم لا يصدق، ويستغلون التزامك الصادق.
تحاول أن تكون معارضة في الائتلاف، فتجد نفسك أقلية بائسة في الحكومة وتصوت في الكنيست ضد قرارات الحكومة، لكن لا يمكنك الهروب من نصيبك في المسؤولية الجماعية عن كل هذه القرارات.
لا معنى لتصويتك مع كتلتك ضد تحويل ميزانيات من الجهد الحربي إلى جهد ائتلافي لنتنياهو، ونتنياهو لم يقدم لك أي بادرة طيبة في أنه لم يقيلك أنت وزملاءك من الحكومة.
أنت مسؤول عن القرارات المتناقضة بشكل متطرف مع فكرك القيمي وهو يستخدم مشاركتكم في الائتلاف كي يضعف وزراء يستخف بهم في أفضل الأحوال ويعاديهم في حالات أخرى.
حان الوقت لوضع حد لهذا، ليس فقط بسبب الانتخابات المقتربة، بل أساساً بسبب المرآة.
ربما يكون الانفصال عن ساعر والكين صعباً، لكن عليك ألا تتنافس معهما في الانتخابات القادمة؛ لأن فكرهما معاكس لفكرك.
إذا اعتقدت بأن الموضوع السياسي قد ينتظر وبأن منع الانقلاب الدستوري الهاذي هو الأمر الأساس والأهم على جدول الأعمال، فلا يوجد الآن موضوع مهم وعاجل وحيوي أكثر من “اليوم التالي”، وإن الطريق إلى الحل الدائم مع م.ت.ف لن يخرج مع شركاء يرفضون تقسيم البلاد.
إذا بقي هذان الاثنان معك، فستجد نفسك في وضع مشابه لذاك الذي كنت فيه حين لم يكن ليوعز هندل وتسفي هاوزر أي مشكلة في أن يمنعا عنك رئاسة الوزراء في آذار 2020، لأنهما عارضا إقامة حكومة بمعونة الأصوات الموحدة، قائمة منصور عباس.
ربما تصل الحرب إلى منتهاها في عيد الميلاد أو بعده بقليل، ولكن نتنياهو لن يعترف بهذا التوقيت، لأن اعترافاً كهذا يقرب نهايته السياسية.
إنما سيتحدث عن قوى أدنى، وأن الأهداف لم تتحقق بعد، وسيطالبك بالبقاء في الحكومة وأخذ أمراضها على عاتقك، وألا تترك الحمالة.
ولما كان هكذا، فإن القرار بالانسحاب من الحكومة في يدك الآن؛ ستكون أنت من يقرر بأنه ليس بوسعك أن تساهم أكثر في الحكومة، التي قراراتها مغلوطة وسياسية حتى في اللحظات الأكثر دراماتيكية.