شراكة التنسيق الإستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا تدخل عصرا جديدا بقلم : تشو شيوان
اتفقت الصين وروسيا في عام ألفين وتسعة عشر على زيادة حجم التجارة بينهما من مائة وسبعة مليارات دولار أمريكي إلى مائتي مليار دولار أمريكي بحلول عام ألفين وأربعة وعشرين، وقبل عدة أيام، قد أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ تحقيق هذه المهمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل الموعد المحدد، مما يجذب أنظار العالم مرة أخرى للعلاقات الثنائية بين البلدين.
تعتبر الصين وروسيا من الدول المهمة في المجتمع الدولي، وكلاهما من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن للأمم المتحدة، وتعتبر العلاقات الثنائية بين الصين وروسيا نموذج العلاقات بين الدول الكبرى، ونسميها شراكة التنسيق الإستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا، وتتمتع بأهمية بالغة بالنسبة إلى العالم كله. وخلال العام الجاري، التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ مع نظير الروسي فلاديمير بوتين مرتين، والتقى رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ مع نظيره الروسي ميخائيل ميشوستين ثلاث مرات، وخلال هذه اللقاءات، تم تناول الجانبين الموضيع السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية وغيرها من المجالات الأخرى والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فيمكننا القول إن العلاقات الثنائية الصينية الروسية قد دخلت عصرا جديدا، وخاصة بالنسبة إلى التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، قد شهدنا تطورا محلوظا خلال السنوات الأخيرة، وذلك يساهم في تعميق العلاقات الودية الوثيقة بين البلدين.
بخصوص العلاقات الاقتصادية والتجاية بين الصين وروسيا، فنعرف أن كثر من تسعين بالمائة من المعاملات التجارية بين البلدين تتم بالعملات المحلية، وأعتقد أن ذلك خطوة مهمة إيجابية لكلا الجانبين. بالنسبة إلى روسيا، فنعرف أن الدول الغربية فرضت عقوبات متكررة عليها منذ بدء الحرب بين روسيا وأوكرانيا العام الماضي، وخاصة في المجالات الاقتصادية والمالية، فأضطرت روسيا إلى التوجه إلى استخدام العملات الأجنبية الأخرى في المعاملات الدولية بدلا من دولار أمريكي، وذلك من أجل تجنب مزيد من الخسائر الإضافية وحماية سلامة واستقرار النظام المالي لها؛ أما بالنسبة إلى الصين، فهي تسعى إلى عملية تدويل العملة الصينية رنمينبي، وقد بدأت هذه العملية مع روسيا وبرازيل والأرجنتين وغيرها من الدول الأخرى على أساس المنفعة المتبادلة والفوز المشترك، وذلك يساعد الصين على دفع عملية التدويل.
ومن هنا، أعتقد أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وروسيا تساعد الاقتصاد الصيني على الانتعاش بشكل تدريجي. نعترف بأن الاقتصاد الصيني يواجه عددا من الصعوبات والتحديات بعد ثلاث سنوات من تدعيات جائحة كوفيد – 19، إلا أن الصين قد اتخذت سلسلة من الإجراءات والتدابير لحفز التنمية الاقتصادية، وقد حققت الصين نموا اقتصاديا خلال العام الجاري بامقارنة مع الاقتصادات الرئيسية الأخرى، ولا يزال محركا رئيسيا لدفع انتعاش الاقتصاد العالمي إلى حد كبير.يتمتع الاقتصاد الصيني بمرونة قوية، وإمكانات عظيمة، وأساسيات إيجابية طويلة الأمد.
ومن الدعم السياسي إلى التعاون الاقتصادي والتبادل الثقافي، شهدت شراكة التنسيق الإستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا تطورا مستمرا، وفي المستقبل، يتعين على الصين وروسيا إظهار مزايا الثقة السياسية المتبادلة والتكامل الاقتصادي والمرافق المترابطة والتبادلات الشعبية، وإثراء دلالة التعاون، وتعميق التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة والارتباطية وغيرها من المجالات، والحفاظ على أمن واستقرار سلاسل الصناعة والتوريد بشكل مشترك، والعلاقات الصينية الروسية الثابتة لا تصالح البلدين فحسب، بل تصالح حماية السلام والتنمية والاستقرار في العالم.