12:45 مساءً / 22 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

سياسة القيادة الوطنية ..لا انتظارية ولا انشطارية ! بقلم : موفق مطر

سياسة القيادة الوطنية ..لا انتظارية ولا انشطارية ! بقلم : موفق مطر

سياسة القيادة الوطنية ..لا انتظارية ولا انشطارية ! بقلم : موفق مطر


الإشادة الأمريكية والأوروبية لأداء السلطة الوطنية الفلسطينية ، تحتمل افتراضين، ألأول : اعتراف وإقرار بقدرة القيادة الفلسطينية وحكومة السلطة الوطنية على الصمود والتحدي رغم الحملات منظومة الاحتلال والاستيطان العنصرية الدموية الارهابية المتتابعة والمكثفة ، لجيشها ومستوطنيها في الضفة الغربية بما فيها القدس ، والبالغة ذروتها في افظع جرائم حرب وتطهير، مع اعتبار الحصار المالي وقرصنة أموال الضرائب الفلسطينية ( المقاصة ) التي تشكل نسبة كبيرة من فاتورة مخصصات ورواتب الموظفين الحكوميين ، ومخصصات ذوي الشهداء وألأسرى وكذلك الشئون الاجتماعية في الضفة وغزة، ومسئولية دفع فواتير الكهرباء والماء ، والمتطلبات المادية لمؤسسات رئيسة في قطاع غزة كالصحة والتعليم وغيرها ، أما ألأمر الآخر الذي يحق لنا رؤيته بريبة مشروعة باتجاهين فهذه الاشادة قاصرة ، مجردة من الضغط على حكومة منظومة الاحتلال يجبرها على الانصياع لإرادة الشرعية الدولية والقوانين الدولية ، وتنفيذ القرارات الأممية ، فيما الاتجاه الآخر فهو حديثهم عن سلطة فلسطينية متجددة ، لتتولى المسئولية في غزة ، ما يعني أنهم يريدون فرض شروط ما على السلطة !! وذلك حسب قراءتنا لمعنى مصطلح ” سلطة متجددة ” ، وكأنهم لا يعلمون أن سياسة منظومة الاحتلال ، ومساعيها لتدمير السلطة باعتبارها نواة الدولة ، كانت السبب الرئيس المانع لتجديد المؤسسات التشريعية والتنفيذية عبر انتخابات ديمقراطية صدرت المراسيم الرئاسية بخصوصها ، لكن الادارة ألأمريكية وكذلك الأوروبيين لم يستطيعوا الوفاء بتعهداتهم لدفع اسرائيل للقبول بالانتخابات للمواطنين الفلسطينيين في القدس الشرقية في اماكن سكناهم . لكن رغم تقديراتنا لنواياهم الايجابية والسلبية ، فإننا معنيون بموقف القيادة الوطنية الفلسطينية عموما ، وموقف رئيس الدولة قائد حركة التحرر الوطنية محمود محمود عباس ابو مازن ، باعتباره الناظم لأجندة العمل الوطني اليومية ، والمرحلية والاستراتيجية ، ونعتقد أن القارىء بدقة وفهم عميق لكل كلمة تصدر عن الرئيس سيدرك جوهر الموقف الوطني الفلسطيني ، فالرئيس قد قطع الشك باليقين ، ووضع النقاط على الحروف ، وعلى السطور أيضا ..ولعل الأحدث في هذا الشأن ما سمعه مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان
من الرئيس مباشرة بلغة التأكيد :” إن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، ولا يمكن القبول أو التعامل مع مخططات سلطات الاحتلال في فصله أو اقتطاع أي جزء منه ” :” وإن القيادة لن تتخلى عن المواطنين في قطاع غزة فهم مسؤولية دولة فلسطين ، والأولوية بعد الافراج عن أموال المقاصة الفلسطينية، ستكون لشعبنا في قطاع غزة ، الذي لم نخرج منه غزة لنعود إليه ” .


سمع سوليفان الموقف الوطني الفلسطيني النقي من الرغبات السلطوية ، فالرئيس على رأس القيادة المدركة لأهداف حملة الابادة الدموية ، لذلك أكد لسوليفان :” رفض التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني ومنعه، سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية بما فيها القدس ، فالضفة الغربية تشهد تهجيرا قسريا وضما صامتا للأرض الفلسطينية من قبل المستعمرين الإرهابيين وجيش الاحتلال الاسرائيلي ” …ولأولوية القصوى لدى الرئيس والقيادة في هذه اللحظات المصيرية :

” ايقاف حرب الإبادة الجماعية خاصة في قطاع غزة، فتح جميع المعابر، إدخال المواد الإغاثية والطبية والغذائية، وتوفير المياه والكهرباء والوقود ، واستعادة حيوية المستشفيات والمرافق الأساسية ، وإلزام إسرائيل بإيقاف عدوانها على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، واجتياح جيشها للمدن والمخيمات الفلسطينية ، والكف عن قتل المدنيين، وتدمير البنية التحتية، والتوقف عن جرائم انتهاك المقدسات الإسلامية والمسيحية، والتطهير العرقي ، والتنكيل بالمعتقلين وألأسرى الفلسطينيين “.. أما وجوب تدخل الإدارة الأميركية الجاد والفوري لمنع مخالفات وانتهاكات اسرائيل لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي ، فهذا لأن للإدارة الأمريكية وحدها قوة الضغط على حكومة منظومة الاحتلال ، لإجبارها على الانصياع .


سمع مستشار ألأمن القومي أولويات القيادة ، لتطبيق فهمها للمسئولية الوطنية ، ولمهمتها الأساس في حماية الشعب الفلسطيني ، أما الموقف السياسي الفلسطيني الثابت فقد سمع سوليفان من الرئيس الرؤية السياسية الفلسطينية الشاملة ، وفق خريطة طريق معلومة للإدارة الأمريكية وأوروبا ولكل دول العالم بعناوينها الرئيسة وهي :

حصول دولة فلسطين على عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة والاعتراف بها ، وعقد المؤتمر الدولي للسلام، ذلك أن السلام والأمن بتنفيذ حل الدولتين، المستند لقرارات الشرعية الدولية الذي يشمل كامل أرض دولة فلسطين في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية ، وقطاع غزة ” فعن أي سياسة يصفها قصار النظر وأصحاب النوايا الانتقامية ، والعبثية العدمية ب” الإنتظارية ” ؟! وأكثر ما نخشاه أن فهمهم للسياسة يعني زج الشعب في معارك خاسرة ليكون ميدانا ، تفتك بأطفاله ونسائه وشيوخه ورجاله وشبابه القنابل الانشطارية !.

شاهد أيضاً

نداء فلسطين يرحب بقرار الجنائية الدولية ويؤكد أن العبرة بالتنفيذ

نداء فلسطين يرحب بقرار الجنائية الدولية ويؤكد أن العبرة بالتنفيذ

شفا – رحب (نداء فلسطين) بإصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرتي اعتقال ضد رئيس وزراء الاحتلال …