الصين تتطلع إلى تعزيز العلاقات مع الكويت في المستقبل، بقلم : تشو شيوان
تلقى العالم العربي والعالم بأكمله خبراً حزيناً قبل أيام بوفاة أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وبالنسبة للصين فلم تمر هذه المناسبة الحزينة مرور الكرام إنما تبادلت الصين من خلال بروتوكولاتها الرسمية مشاعر العزاء للقيادة والشعب الكويتي حيث أرسل الرئيس الصيني شي جين بينغ رسالة يوم الأحد الماضي إلى أمير الكويت الجديد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح لتقديم التعازي في وفاة الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وقد جاء في الرسالة “بالنيابة عن الصين حكومة وشعباً وبالأصالة عن نفسه فقد أعرب الرئيس شي عن تعازيه العميقة في وفاة الشيخ نواف، ويقدم تعازيه الصادقة لأسرته وللشعب الكويتي”، في ذات السياق أشار الرئيس شي إلى أن رحيل الشيخ نواف يشكل خسارة كبيرة للشعب الكويتي، قال شي إن الشعب الصيني فقد أيضاً صديقاً عزيزاً.
وفي الوقت نفسه جاءت التهاني سريعة ومبشرة من الجانب الصيني لأمير الكويت الجديد حيث بعث الرئيس الصيني شي جين بينغ ببرقية تهنئة إلى أمير الكويت الجديد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح بمناسبة تعيينه أميرا للكويت خلفا للأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وأشار شي جين بينغ إلى أن الصداقة التقليدية بين الصين والكويت عميقة، وأن العلاقات الثنائية حققت تقدما كبيرا منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل ما يزيد على 50 عاماً.
إن الصين والكويت علاقتهما متجذرة وطويلة؛ علاقة قائمة على الاحترام والود والمنفعة المتبادلة بين الطرفين، ويُذكر أن الكويت هي أول دولة عربية خليجية تُقيم علاقات دبلوماسية مع الصين (عام 1971)”، كما أنها أيضا “أول دولة في الشرق الأوسط وقعت وثيقة التعاون بشأن بناء الحزام والطريق مع الصين”، وهذا إن دل فيدل أن البلدين متفقين تماماً في الرؤى فيما يخص العمل المشترك وطبيعة العلاقة بين الدولتين، وكما أن الكويت تولي اهتماماً بالصين وبالعلاقة الوثيقة معها فإن الصين أيضاً تولي اهتماماً بالكويت وقد أكد على ذلك الخارجية الصينية حيث جاء ذلك في تصريحات لمتحدثة الخارجية الصينية هوا تشونينغ، على منصة “إكس”، عقب استقبال الرئيس الصيني شي جين بينغ لولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الصباح في مدينة هانغتشو، شرقي الصين في سبتمبر الماضي حيث قالت إن بكين “تولي اهتماماً بالغاً لتطوير العلاقات الصينية – الكويتية”.
أثناء زيارة أمير الكويت الجديد للصين في سبتمبر الماضي وقعت الصين والكويت العديد من الاتفاقيات الثنائية للتعاون في مجالات مختلفة، منها الطاقة المتجددة وإنشاءات البنية التحتية والحوكمة البيئية، ومن أهم هذه الاتفاقيات؛ مذكرة تفاهم بين بلدية الكويت واللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح بالصين للتعاون بشأن المنظومة الخضراء منخفضة الكربون لإعادة تدوير النفايات، ومذكرة تفاهم بين وزارة الاشغال العامة بالكويت واللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح بالصين للتعاون في مجال البنية التحتية البيئية لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي، ومذكرة تفاهم بين وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة في الكويت والإدارة الوطنية للطاقة بالصين للتعاون في مجال منظومة الطاقة الكهربائية وتطوير الطاقة المتجددة، ومذكرة تفاهم بين حكومة الكويت وحكومة الصين بشأن التعاون في مشروع ميناء مبارك الكبير، ومذكرة تفاهم بين هيئة تشجيع الاستثمار المباشر في الكويت ووزارة التجارة في الصين بشأن التعاون في مجال المناطق الحرة والمناطق الاقتصادية، ومذكرة تفاهم بين المؤسسة العامة للرعاية السكنية بالكويت ووزارة التجارة في الصين للتعاون في مجال التطوير الاسكاني.
إن أمير الكويت الجديد أصبح صديق جديد للصين وحملت زيارته الأخيرة للصين العديد من الاتفاقيات والتي إذا نظرنا لطبيعتها لوجدنا بأنها تفتح أفاق هامة في التعاون الصيني الكويتي، وبالأخص فيما يتعلق بتطوير البنية التحتية وتشجيع الاستثمار المتبادل وهذا سيكون له شأن كبير في قادم الأيام وسيفتح معه الكثير من فرص التعاون والتبادل المستقبلي.
إن الصين تقف اليوم مع الكويت وقيادتها وشعبها في مصابهم الجلل، وتفتح أذرعها لمستقبل مشرق للتعاون بين البلدين وهذا ما أجد فيه تعبيراً صادقاً عن الصداقة والترابط بين الصين والكويت وبين الصين ودول العالم كافة إن صح التعبير، فالصين دائما ما تجدها حاضرة لمساندة الشعوب والوقوف معهم في محنهم فكيف إن كان الفقيد فقد دولة يربطها علاقات جيدة مع الصين، وفي نهاية مقالي أعبر عن خالص تعازيي لقيادة وشعب الكويت بفقدان فقيدهم العزيز وكلنا أمل أن تكون هذه أخر الأحزان للشعب الكويتي الصديق، كما وأهنئ أمير الكويت الجديد بتوليه لمنصبه ونتطلع لعلاقات صينية كويتية استثنائية في قادم الأيام.