الاقتصاد الصيني لا يزال محركا رئيسيا لانتعاش الاقتصاد العالمي بقلم : تشو شيوان
عقدت الحكومة الصينية مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي السنوي خلال الأيام الماضية، حيث تم تحديد تسع أولويات للعمل الاقتصادي في العام المقبل. ومن المعروف أن الصين ثاني أكبر اقتصاد وأكبر دولة نامية في العالم، يجذب المؤتمر اهتماما بالغا من الخارج.
تركز الأولوية الأولى على “تعزيز بناء نظام صناعي حديث من خلال الابتكار العلمي والتكنولوجي”. وأكد المؤتمر بوضوح ضرورة تعزيز التصنيع الجديد بقوة، وتطوير الاقتصاد الرقمي وتسريع تطوير الذكاء الاصطناعي، واتخذ ترتيبات لازمة لعدد من الصناعات الاستراتيجية الناشئة والمسارات الجديدة للصناعات المستقبلية. هذه الجهود الصينية، سواء في ترقية الصناعات التقليدية من خلال التحول التكنولوجي أو في تنمية صناعات التكنولوجيا الفائقة، من المتوقع أن تخلق مساحة أكبر للاستثمار الأجنبي في الصين.
كما أكد المؤتمر على ضرورة “التركيز على توسيع الطلب المحلي” في العام القادم، والعمل على أنماط الاستهلاك الجديدة مع تحقيق الاستقرار وتوسيع الاستهلاك التقليدي. الجهود الصينية في هذا السياق ستجلب المزيد من الفرص للاستثمار الأجنبي في الصين.
وبالإضافة إلى ذلك، هناك مجموعة من السياسات، مثل تسهيل الوصول إلى أسواق الاستهلاك والرعاية الطبية وغيرها من قطاعات الخدمات، وتطوير الضوابط الاقتصادية والتجارية لتتوافق مع القواعد الدولية عالية المستوى، وتنفيذ الإجراءات الثمانية للتعاون عالي الجودة في مبادرة الحزام والطريق. هذه السياسات الهادفة إلى تعزيز الانفتاح على العالم على مستويات عليا، توضح تصميم الصين على الدفع نحو بناء اقتصاد عالمي مفتوح.
يصادف هذا العام الذكرى الخامسة والأربعين لتنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، وقد شهدت الصين معجزات اقتصادية واحدة تلوى أخرى بفضل هذه السياسة، وطبعا ستحافظ الصين على هذه السياسة باستمرار، وتعمل على توسيع نطاق الاستثمار وتسهيل مصداقية دخول السوق، لجذب الاستثمارات بشكل مستمر، وتقاسم فرص التنمية مع دول العالم.
نعترف بأن الاقتصاد الصيني يواجه بعض الصعوبات والتحديات خلال السنوات الماضية، إلا أن الفرص تفوق التحديات بشكل عام. وقد اتخذت الصين سلسلة من الإجراءات لحفز التنمية الاقتصادية، ونحن متفائلون بمستقبل الاقتصاد الصيني، حيث أنه لا يزال محركا رئيسيا لانتعاش الاقتصاد العالمي.