2:40 صباحًا / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

الأورومتوسطي: إسرائيل تحوّل المدارس لمراكز عسكرية وإعدامات ميدانية وقتل جماعي في شمال غزة

شفا – قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن جيش الاحتلال حوّل مدارس اتخذها عشرات آلاف النازحين ملاجئ إيواء، إلى مراكز عسكرية وإعدامات ميدانية في إطار جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر الماضي في قطاع غزة.

وتلقّى المرصد الأورومتوسطي شهادات عن تنفيذ قوات جيش الاحتلال عمليات إعدام ميداني وقتل دون أي مبرر ضد مدنيين فلسطينيين بعد احتجازهم لأيام داخل مدارس لجئوا للنزوح إليها.

وذكر أن الشهادات أظهرت فظائع إنسانيّة مروّعة وعمليات قتل لم يكن لها أي مبرر طالت مدنيين بعد الإفراج عنهم، ما يدلّل على أنه لا يوجد أي سبب لإطلاق النار عليهم وقتلهم الّا إشباع رغبات دموية للجنود وتعبيرا عن الاستباحة الشاملة للمدنيين الفلسطينيين.

ووثّق الأورومتوسطي العثور على نحو 15 جثة متحللة لشهداء فلسطينيين، اتضح من الفحص الأولى لهم تعرضهم لإعدامات ميدانية خلال استجوابهم من جيش الاحتلال الاسرائيلي في مدرسة شادية أبو غزالة الحكومية في منطقة الفالوجة غرب مخيم جباليا.

وأضاف المرصد ” تم العثور على جثث الشهداء بعد انسحاب الآليات العسكرية لجيش الاحتلال من داخل ومحيط المدرسة المذكورة بعد أيام من التواجد فيها والتنكيل بنازحين لجئوا إليها”.

وقال محمد جلال (37 عاما) لفريق الأورومتوسطي: “فوجئنا بعد انسحاب جيش الاحتلال من المدرسة الى وجود 15 جثماناً، وكان من الواضح أنّهم تعرضوا لإطلاق نار مباشر وبعضهم كان جسمه متفتتا من شدة إطلاق النار”.

في السياق, أفاد نازحون بتعرضهم خلال نزوحهم في مدرسة (صلاح الدين) في مدينة غزة قبل ثلاثة أيام، خلال اقتحام وحشي من الجيش الإسرائيلي بعد تفجير أسوار المدرسة، وإطلاقه النار عشوائياً, ما أدى مقتل حوالي 50 شخصاً.

وقال أحد النازحين -طلب عدم ذكر اسمه-، إنّ جيش الاحتلال فصل الأطفال والنساء عن الذكور، وأمروهم بخلع ملابسهم بالكامل، وأخضعوهم للاستجواب، ثم أجبروهم على إخلاء المدرسة تحت تهديد السلاح.

وأضاف “أنّه لدى خروج النازحين باتجاه منطقة وادي غزة أطلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي الرصاص بشكل عشوائي باتجاههم ما أدى إلى استشهاد 5 وإصابة آخرين بجروح”.

وأكدّ الأورومتوسطي أن ما حدث في مدرسة (صلاح الدين) تكرر في مدرستي (المأومنية) و(العائلة المقدسة) المجاورتين في المنطقة نفسها.

ووفق متابعات ميدانية وإفادات شهود عيان، فإن جيش الاحتلال اقتحم مدرسة (العائلة المقدسة) واعتقل من يوجد بهما من الذكور، ونكّل بهم فيما أفرج عن بعضهم وأخضع آخرين للتعذيب الشديد.

وبعد ثلاثة أيام تم الإفراج عن عدد إضافي من المعتقلين قبل أن يتم إطلاق النار تجاههم دون أي مبرر، ما أدى إلى استشهاد الدكتور “أحمد حمدي أبو عبسة” عميد كلية في جامعة فلسطين، والمهندس “عبد الناصر خضر حبوب” اللذان كانا بين المعتقلين.

كما وثّق الأورومتوسطي استشهاد 20 فلسطينياً وإصابة عشرات آخرين بجروح بعضها وصفت بالخطيرة، في قصف مدفعي إسرائيلي مباشر استهدف مدرسة (أبو حسين) التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع.

و تم انتشال جثث الشهداء أشلاء متقطعة من داخل المدرسة التي تأوي آلاف النازحين في محاولة للعثور على ملجأ آمن من هجمات “إسرائيل” الجويّة والمدفعية على مناطق سكنهم.

وقال المرصد الأورومتوسطي إنه يتلقى يومياً بلاغات عن فظائع وعمليات قتل مروعة ترتكبها قوات الاحتلال خلال اقتحامها مدارس الإيواء لنازحين، داعياً إلى فتح تحقيق دولي مستقل ومحايد في هذه الأحداث.

كما حثّ على تمكين لجان تحقيق ولجان فنيّة متخصصة من الدخول إلى قطاع غزة والتحقيق في جرائم مروّعة يرتكبها جيش الاحتلال في مناطق توغله لا سيما في مدارس الإيواء, بما فيها عمليات الإعدام الميدانية والتعذيب والتجويع واستخدام مدنيين كدروع بشرية.

وقال المرصد الأورومتوسطي إنّ “إسرائيل” تصر على تصعيد جريمة الإبادة الجماعية التي تمارسها بحق المدنيين الفلسطينيين بغرض دفعهم للتهجير القسري بما ينتهك القانون الدولي باعتباره جريمة حرب.

وأضاف “أنّ إحصاءاته الأولية تظهر ارتفاع إجمالي عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 24142 من بينهم 9420 طفلاً و4910 من النساء فيما أصيب 48901 آخرين بجروح مختلفة”.

وشدّد على أنّ “إسرائيل” انتهكت بلا هوادة الاتفاقية الدولية لمنع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية عبر الاستهداف الجماعي لسكان قطاع غزة لكونهم فلسطينيين, بما في ذلك نهج القتل والإيذاء الجسدي والعقلي وتقويض أساسيات الظروف المعيشية للبقاء على قيد الحياة.

وتنص المادة الأولى من اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية على أن: “الأطراف المتعاقدة تؤكد أن الإبادة الجماعية، سواء ارتكبت في زمن السلم أو في زمن الحرب، هي جريمة بموجب القانون الدولي يلتزمون بمنعها ومعاقبتها”.

فيما تنص المادة الثانية من الاتفاقية على أنّ “الإبادة الجماعية تعني أياً من أفعال القتل الجماعي، والتسبب بالأذى الجسدي أو العقلي المرتكبة بنية تدمير جزئي أو كلي لمجموعة قوميّة أو عرقيّة أو دينية، وهي جريمة محظورة بموجب القانون الدولي.

شاهد أيضاً

الصحفي حسن أبو قفة

استشهاد الصحفي حسن أبو قفة في قصف إسرائيلي على النصيرات وسط قطاع غزة

شفا – استشهد، مساء اليوم الجمعة، الصحفي الفلسطيني حسن أبو قفة ونجله عماد بعد غارة …