شفا – شارك الشيخ قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، محمود الهباش، في أعمال المنتدى الإسلامي العالمي التاسع عشر المنعقد في روسيا، بعنوان: “دور الزعماء الدینیین في حماية القيم الدینية والأخلاقية وتعزيز السلم والأمن” .
وتستمر أعمال المنتدي خلال الفترة، من 11 الى 13 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، بمشاركة المفتين وكبار العلماء والشخصيات الاسلامية من كافة انحاء العالم.
وقال الهباش خلال كلمته في افتتاح المنتدى: إن أرض السلام فلسطين تعيش اليوم غياب السلام وتمر بأصعب أيامها، حيث ترتكب دولة الاحتلال المذابح والمجازر وتسفك دماء الأطفال والشيوخ والنساء وتهدم المنازل والمساجد والكنائس والمستشفيات والمدارس.
وأضاف، ان ما يحدث الآن على أرضنا يتناقض مع كل ما جاءت به الأديان السماوية، ولا يمكن تحقيق السلام على أرضنا ولا في أي مكان آخر بوجود العدوان واضطهاد الناس، وعدم الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.
وأكد قاضي القضاة أن شعبنا الفلسطيني يعاني منذ أكثر من مئة عام من الاستعمار والاحتلال وحرم من أرضه، وأعطيت لشعب آخر، مؤكداً أن فلسطين هي وطننا التاريخي، ولا يمكن أن نتنازل عنها لأي أحد، ولا يمكن أن يكون لنا وطن آخر غيرها، ونحن أهلها وسكانها منذ ستة آلاف سنة، حيث عاش أجدادنا الكنعانيون على هذه الأرض.
وقال الهباش، إن العدوان الاسرائيلي المستمر على شعبنا في غزة والضفة والقدس تسبب بأكثر من 70 ألف ضحية بين شهيد وجريح، منهم 8 آلاف طفل و6 آلاف امرأة استشهدوا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتدمير مئات الآلاف من المنازل، مضيفاً إن كل هذا الدمار والضحايا سقطوا بسبب القنابل التي تم تصنيعها في الولايات المتحدة والتي يستخدمها الاحتلال في مجازره المستمرة بحق شعبنا.
وحذّر الهباش من تحول الصراع في فلسطين إلى صراع ديني، وحينها يمكن أن يتجاوز فلسطين، ويمكن أن يصل إلى أماكن مختلفة في العالم، إذا لم توقف إسرائيل سياستها تجاه شعبنا، وإذا واصلت العدوان والقتل وانتهاك القيم الدينية في فلسطين وخاصة في مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة، وحينها يمكن أن ينتهي الأمر بالعالم إلى دفع ثمن باهظ للغاية إذا لم يقم المجتمع الدولي بردع إسرائيل وإرغامها على الانصياع للشرعية الدولية وإنهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.
وفي ختام كلمته أكد قاضي القضاة أن القرار الرئيس لوقف هذا العدوان في واشنطن، مؤكداً أن مواقف الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي تحول دون أي تحرك دولي لوقف العدوان، وتحتم على المجتمع الدولي ضرورة البحث في آلية عمل المؤسسات الدولية التي توقف عملها أميركا، وضرورة تغيير آلية اتخاذ القرارات وإلزام الدول بتنفيذها دون تحكم وسيطرة من أمريكا، ووقف سياسة الكيل بمكيالين في الصراعات الدولية وغض الطرف والسكوت عندما يتعلق الأمر بإسرائيل وعدوانها على الشعب الفلسطيني.