الصين والاتحاد الأوروبي من القوى الرئيسية في الساحة الدولية ، بقلم : تشو شيوان
أقيمت القمة الصينية الأوروبية الـ24 يوم الخميس في بكين، والتي تعد حدثاً كبيراً للعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي هذا العام. وخلال اجتماعه مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ ضرورة التزام الجانبين بالشراكة الاستراتيجية الشاملة، والتمسك بفهم صحيح للعلاقات الثنائية. ومن جانبه، أعرب القادة الأوروبيون عن أنهم لا يريدون الانفصال عن الصين ويعتقدون أن التنمية المستقرة طويلة الأجل للاقتصاد الصيني تصب في مصلحة أوروبا.
تهتم وسائل الإعلام بهذه القمة بشكل كبير، حيث أن القمة أرسلت إشارة إيجابية من الحوار والتعاون لمواجهة التحديات المشتركة في العالم. ويصادف هذا العام الذكرى العشرين لإقامة الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين
والاتحاد الأوروبي، وعلى مدى السنوات العشرين الماضية، أصدرت الصين ثلاث وثائق سياسية خاصة بالاتحاد الأوروبي، وظلت تعتبر الاتحاد الأوروبي قطباً مهماً في العالم، وتدعم عملية التكامل للاتحاد الأوروبي.
ولكن للأسف الشديد، كانت سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه الصين متأرجحة من وقت لآخر، خاصة خلال السنوات الأخيرة، حيث تغير تحديد الاتحاد الأوروبي للصين من “شريك” إلى “منافس” و”منافس نظامي”، ودعا البعض إلى “إزالة المخاطر” من التعاون الاقتصادي مع الصين. هذا “الموقف الثلاثي” المتناقض تجاه الصين، الذي كان في رأي الكثير من المحللين بسبب تأثير سياسة الاحتواء الأمريكية تجاه الصين، أدى إلى اضطرابات في العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي.
طبعا نعترف بأن هناك بعض المخاوف بين الصين والاتحاد الأوروبي في مجالات حقوق الإنسان والأزمة الأوكرانية وغيرها من المجالات الأخرى. ولكن المصالح بين الجانبين أكبر من المخاوف بشكل كبير. حيث أن العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي في جوهرها علاقات قائمة على تكامل المزايا والمنفعة المتبادلة. ففي عام 2022، وعلى رغم ضغف الانتعاش الاقتصادي العالمي، قد بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والاتحاد الأوروبي 847.3 مليار دولار أمريكي، وتم تسجيل رقم قياسي في التاريخ.
نعرف أن الصين والاتحاد الأوروبي كلاهما قوة مهمة في الساحة الدولية للحفاظ على السلام والتنمية والاستقرار في العالم، وإن تحسين العلاقات بين الجانبين لا تصالح الجانبين فحسب، بل تصالح جميع دول العالم، فلنتطلع إلى مزيد من التعاون بين الجانبين في إطار مبادرة الحزام والطريق.
ويمكننا القول إن هذه القمة ترسل إشارة إيجابية للعالم، ونرحب بالاتحاد الأوروبي اتخاذ سياسته المستقلة بدلا من الالتزام بالسياسة الأمريكية، وتسعى إلى تعميق العلاقات الثنائية مع الصين لتقديم المساهمات لانتعاش الاقتصاد العالمي.