لم تعد ازدواجية حسن نصر الله وحزبه خافية على أحد، وهي ازدواجية تفضح طريقته في التفكير والتعاطي مع قضايا المنطقة خاصة ما يجري في لبنان وسوريا، وهي صورة نمطية توافقية للغاية مع ممارسات وطريقة تفكير سيده نظام ملالي إيران، الذين لا يشذّ عن مواقفهم وسياساتهم في أية قضية من قضايا المنطقة، بالتالي فهو ونظام الملالي نغمتان متشابهتان لصوت واحد. وأكثر قضايا هذه الإزدواجية انفضاحا هي ،
الموقف من ثورة الشعب السوري
فرغم بداية تململ الحليف الروسي لوحش سوريا وحديث هذا الحليف عن عدم استطاعة الوحش استمرار السيطرة على كافة المناطق السورية، واحتمال هروبه للساحل السوري ليحتمي في مناطق ذات أغلبية علوية، وتأكيد هروب والدته “أنيسة مخلوف” إلى دبي لتلحق بابنتها “بشرى” زوجة القاتل المقبور “آصف شوكت”، إلا أنّ حسن نصر الله وسيده الإيراني مستمران في دعم هذا الوحش ليس إعلاميا فقط بل بالرجال والمال والنفط والاستخبارات وخطف المعارضين السوريين في لبنان. وفضائحية هذا الموقف تنبع من تقديم حسن نصر الله نفسه على أنّه وحزبه هما سيدا المقاومة، والسؤال بالتالي هو: هل المقاومة ذات الطابع النضالي المعبرة عن تطلعات الشعوب للحرية والكرامة والديمقراطية، تسمح وتقبل بدعم نظام مجرم قاتل يرفض الانصياع لمطالب شعب قاربت ثورته على اجتياز حاجز العامين، موقعا ما لايقل عن خمسين ألفا من القتلى وألاف من المفقودين والسجناء وما لا يقل حتى الآن حسب تقارير الأمم المتحدة عن نصف مليون من اللاجئين السوريين في الأردن وتركيا ولبنان، وقد وصل ألاف منهم إلى مصر والجزائر، ومن المتوقع أن تزداد أعداد اللاجئين السوريين في الأيام القليلة القادمة بنسبة عالية جدا خوفا من استعمال الوحش للأسلحة الكيماوية طالما أصبح سقوطه حتميا وقريبا، بدليل استمرار انشقاق أو هروب المقرّبين من الوحش وأخيرهم وليس آخرهم جهاد مقدسي المتحدث باسم خارجية الوحش، الذي يبتكر إعلامه أكاذيبا لا يصدقها المعتوه، عندما ادّعى أنّ جهاد مقدسي غادر سوريا في إجازة لمدة ثلاثة شهور. وكذلك انشقاق أو هروب علاء الدين الصباغ ،المدير العام لمخابرات الوحش. ومن العلامات الفارقة في مسار ثورة الشعب السوري وتصاعدها، وصول هذه الثورة لمناطق الأغلبية الدرزية، حيث شهدت محافظة السويداء مظاهرات حاشدة مندّدة بجرائم الوحش ومطالبة بالحرية، وهذا هو المتوقع من أحفاد البطل الوطني السوري سلطان باشا الأطرش، قائد الثورة العربية الكبرى عام 1925 ضد الانتداب الفرنسي.
وكذلك موقف ملالي إيران،
الذين ثاروا على ظلم واستبداد شاه إيران وأسقطوه واستلموا السلطة من بعده عام 1979 ، متناسين أنّ الشاه لم يطلق رصاصة على ثورتهم ضده وغادر البلاد في الأيام الأولى للثورة دون أن يرتكب أية نسبة من جرائم وحش سوريا، فلماذا يتناسى الملالي هذا الفارق الإنساني بين الشاه والوحش، ويستمرون في دعم هذا الوحش بالمال والنفط والسلاح والاستخبارات من رجال حرسهم الثوري؟وقد اعترف بذلك موقع “تابناك” الإيراني الذي أكّد أنّ مستشارين عسكريين إيرانيين وروس يعملون مع عصابات وحش سوريا، كما اعترف نائب وزير الخارجية الإيراني للعلوم، محمد مهدي نجاد، بأنّ نظام الملالي أرسل للوحش طائرات بدون طيار. هذا رغم أنّ شرفاء ومناضلي المعارضة الإيرانية في داخل إيران لهم موقف مخالف وينتقدون صراحة نظام الملالي على موقفه المخزي الداعم لوحش سوريا، كما كتب “إبراهيم يزدي”وزير الخارجية الإيراني الأسبق الذي اعتبر ” الجيش السوري على حافة الانهيار، وسقوط الأسد لا مفرّ منه” مشيرا إلى أنّ “قادة سوريا استجابوا للمطالبة بالاصلاحات بالحملات الدموية ومستقبلهم كئيب جدا”.
والسكوت المخزي على قصف نظام الممانعة لمخيم اليرموك،
للاجئين الفلسطينيين من قبل طائرات الوحش يوم الأحد السادس عشر من ديسمبر حيث أوقع القصف ما يزيد على عشرة قتلى فلسطينيين وعشرات الجرحى، وبذلك يرتفع عدد القتلى من الفلسطينيين إلى ما يزيد على ثلاثمائة وخمسين برصاص جنود الوحش وعملائه من عصابة المجرم العميل أحمد جبريل الذي تؤكد المعلومات أنّه هرب مع ابنه إلى مدينة طرطوس شمال سوريا ليحتمي بالأغلبية العلوية التي حتما سيهرب نحوها الوحش حسب تأكيدات السيناريو الروسي. وقد طال قصف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين مسجد عبد القادر الحسيني الذي يلجأ فيه ويحتمي به حوالي ستمائة لاجىء سوري. فأين موقف سيد المقاومة وأسياده من الملالي وهم طالما تاجروا بقضية الشعب الفلسطيني، مهدّدين بإلقاء الاحتلال الإسرائيلي في البحر وتحرير فلسطين من النهر إلى البحر، في حين عندما تعرض قطاع غزة لاجتياحين وحشيين إسرائيليين عامي 2008 و 2012 لم نسمع طلقة ضد الاحتلال من معاقل سيد المقاومة في لبنان، ولم نشاهد صواريخ أسياده الملالي الذين طالما هدّدوا بأنّ صواريخهم قادرة على الوصول إلى تل أبيب!!!!.هذا في الوقت الذي يشهد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين المحاذي للعاصمة دمشق وضعا مأساويا للغاية، إذ حسب تصريحات مدير مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في دمشق محمود الخالدي، فقد نزح أو هرب أو هاجر ما لايقلّ عن95 % من سكان المخيم البالغين حوالي 170 ألفا خوفا من قصف دبابات وطائرات الوحش.
وبالتالي فإن حقيقة حسن نصر الله،
هي أنّه مجرد تابع وملحق لنظام الملالي في إيران ولا يتحرك أو يصرّح إلا بما ينسجم مع مصالحهم وتوجهاتهم في المنطقة العربية، التي هي في الغالب توجهات هيمنة وسيطرة وتفتيت بما يسمح باستمرار الصعود والاحتلال الفارسي لمناطق عربية واسعة بشكل لا يختلف عن الاحتلال الإسرائيلي، من منظور أخلاقي مفاده، لا يوجد احتلال جميل نصفق له، واحتلال قبيح نقاومه، فالاحتلال احتلال يجب مقاومته وطرده حتى لو كان المحتل عربيا أو مسلما. والدليل اللبناني على مواقف حسن نصر الله المخزية من ثورة الشعب السوري، هو استمرار ربطه للوضع الداخلي اللبناني بمستقبل نظام الوحش السوري، متطلعا لعدم انتصار الثورة السورية ورافضا الاعتراف أنّها ثورة ضد نظام ديكتاتوري مستبد نهب البلاد والعباد في سوريا منذ ما يزيد على 42 عاما. وبصراحة فإنّ ممارسات حسن نصر الله وحزبه داخل لبنان لا تقلّ استبدادية وديكتاتورية ومصادرة لحريات معارضيه عن ممارسات حليفه وحش سوريا، وكل ذلك تحت ستار سلاح المقاومة الذي لا يستعمله حسن نصر الله وحزبه ضد الاحتلال منذ توريط لبنان في الاجتياح الإسرائيلي في تموز 2006 الذي دمّر غالبية البنية التحتية اللبنانية واعتبره حسن نصر الله انتصارا تاريخيا، رغم أنّه قال في مقابلة مع التلفزيون اللبناني وصحيفة “الحياة” اللندنية في سبتمبر 2006 : ” لم نتوقع ولو واحداً في المائة أن تؤدي العملية إلى حرب بهذه السعة وبهذا الحجم لأنه وبتاريخ الحروب هذا لم يحصل. لو علمنا إن عملية الأسر ستقود إلى هذه النتيجة لما قمنا بها قطعاً”. هذا هو سيد المقاومة، يريد مغامرات حسب مزاجه ويريد أن يكون ردّ الاحتلال حسب رغبته وقياساته أيضا!!!.الثورة السورية ضد الوحش منتصرة حتما، وانكشاف الغطاء عن ازدواجية وتناقض حسن نصر الله وحزبه وأسياده الملالي بدا واضحا للغالبية، وانهيار نظام الوحش سيعني وقف استبداد كل أنصاره وحلفائه في لبنان وغيرها.
نداء لمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية،
بخصوص ضرورة التحرك لإدانة تصرفات عصابة العميل أحمد جبريل حيث بدأت هذه العصابة قتالها العلني مع جيش الوحش ضد الفلسطينيين سكان مخيم اليرموك، مما اضطر ألاف منهم للهروب عبر الحدود اللبنانية، وحسب تصريح نهاد المشنوق، النائب عن كتلة المستقبل البرلمانية اللبنانية، فقد زاد عدد هؤلاء اللاجئين إلى لبنان حتى مساء الثلاثاء الثامن عشر من ديسمبر عن خمسة ألاف لاجىء. والمهم هو تجريم هذا المجرم علانية وطرده وعصابته من عضوية منظمة التحرير والمجلس الوطني الفلسطيني، فهذه العضوية لا تتشرف بهذا المجرم الذي طوال تاريخه منذ انشقاقه عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1968 ، وهو يعمل لحساب مخابرات وحوش سوريا، ولا ينسى الفلسطينيون خاصة جرائمه في حروب المخيمات الفلسطينية في لبنان.
www.drabumatar.com