حوار سياسي واجتماعي مع استاذة وشاعرة تونسية، عكري بلطي والوضع في تونس الكاتب والباحث احمد محمود القاسم
ضمن سلسلة اللقاءات والحوارات، الثقافية، التي اقوم بها، منذ فترة بعيدة، مع مجموعة من السيدات العربيات، من المحيط الى الخليج، بهدف تسليط الضوء عليهن، والى إظهار رقيْهن ومدى تقدم المراة العربية وفكرها وقيمها ومبادئها، واحترامها للرجل وخصوصيته، وَأتناول في هذه اللقاءات أيضاً، بشكل عام، دور المرأة في المجتمعات، التي تعيش فيها، ومدى تقدُّمها، ونيلها لحقوقها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إضافة الى معرفة الدور والنشاطات الشخصية التي تقوم بها، المُتحاوَرْ معها، على الصعيد الشخصي والاجتماعي، وافكارها وهواياتها وطبيعة شخصيتها، والمجال الذي تخدم فيه، وكتاباتها المتنوعة ايضاً، وكيفية فهمها لواقعها المعاش، كان لقائي هذه المرَّة، في هذا الحوار، مع استاذة وشاعرة تونسية، وهي السيدة (عكري بلطي) واسمها هذا من اصول بربرية، ويعني اللون الأحمر القاني، وهي شخصية تتصف بالقوة وبالذكاء والجرأة والصراحة، والثقافة العميقة والواسعة، والطموحات الوطنية والشعبية، وسعة اطلاعها خاصة بالشأن التونسي الداخلي، وهي شخصية علمانية ليبرالية، وكعادتي مع كل من احاورهن، كان سؤالي الأول لها هو:
@ من هي الأستاذة والشاعرة عكري بلطي؟؟؟
هي على أرض الواقع والحياة أستاذة في اللغة العربية، وآدابها، تونسية الجنسية، وتحديداً من مدينة القيروان، ناشطة في الميدان الجمعياتي والحقوقي السياسي، اسمي ولقبي عكري هو اسم بربري ومعناه اللون الأحمر القاني.
@ ما هي هوايات السيدة عكري؟؟
المطالعة بالدرجة ألأولى، ربما بحكم اختصاصي، أكتب الشعر، واعتبر الكتابة هواية، ثم إن الثورة التكنولوجية، ووجود الحاسوب، قد احدث لديَّ، هواية التواصل مع الآخرين، عبر الواقع الافتراضي وتبادل الآراء وهذا يثريني جداً.
@ ما هي الأفكار والقيم والمباديء، التي تؤمن بها السيدة عكري بلطي؟؟؟
أنا أومن ان الانسان، هو اغلى قيمة، وبالتالي، فانني اعتبر ان القيم الانسانية والكونية المطلقة، هي اساس تفكيري وسلوكي، وعلاقتي بالآخرين، الانسان رهاني الأول والأخير، أعتبر أن الفكر الماركسي، يقدم بديلاً سياسياً واقتصادياً، وأنا بالنهاية، لا أضبط نفسي في دوغم منغلق ومتكلس.
@ هل ممكن اعتبار السيدة عكري، شخصية قوية وصريحة وجريئة ومتفائلة؟؟؟
قوية، قد يبدو وصفاً مبالغاً فيه، ولا يمكن التسليم بذلك في المطلق، ولكن أنا اكره القوة حين تكون بمعنى العنف، ولكن احتجت فعلا، ان اكون في وضعيات معينة قوية، او لنقل تظاهرتْ بالقوة، حتى لا أُهزم من قبل الآخر، وصريحة نعم، لكن دون مسْ باحساس الآخرين او محاولة ايذائهم، يعني الصراحة عندي وسيلة لنقد الآخر، الذي أُحبه، الصراحة تصبح وقاحة، عندما تكون لها خلفية القدح والذم، في الآخر. جريئة، نعم، ومتفائلة جداً، إن من يهتم بالشأن العام، ويُعتبر ذلك مجال من مجالات حضوره في الوطن، وفي الكون عموماً، لابد وان يكون جريئاً ومتفائلاً.
@ ما علاقة السيدة عكري بالكتابة، وماذا تكتب ولمن تكتب؟؟؟
الحرف يبتكر رمادي، ويُحيي عظامي، كنت أكتب منذ أيام دراستي في الجامعة، ولكن، أكتب لنفسي، ولا أقرأ الا لأصدقائي المقربين جداً، الآن، حين صرتُ اكتب بعض نصوصي وبعض الشذرات على صفحتي، كل من حولي شجَّعني على أن أنشر ما اكتب، وثمة من استغربَ، كيف اني لم انشر اي مجموعة شعرية لي، وانا استعد الآن، لنشر اول مجموعة شعرية، أكتب نصوصاً من وحي واقعي في وطني تونس، ونصوصاً من وحي واقع الوطن العربي، واكتب من وحي حضوري في الكون، أكتب تفاصيل أحلام مضيّعة، واحلام أُخرى، هي للقادم من الوقت.
@انا قناعاتي انه وراء كل عذاب وتخلف امرأة رجل، ما رأيك بهذا القول؟؟؟
ربما هو جزء من العذاب والتخلف، نعم، ولكن ليس هو المسؤول الوحيد، فالمرأة والرجل كلاهما ضحية واقع وعقلية متخلفة، واقع استلاب، يُنزع عنهما انسانيتهما، ولكن لسوء فهم، لذلك يدخلان في صراع، تحوَّلَ الى حلقة مُفرغة، واحيانا يتحوَّل نضال المراة الى نضال ضد الرجل، ولعَّل هذا ما يجعل الحياة بين المرأة والرجل في الاسرة، قد تكون محكومة بهذا الصراع، حتى في الفئة التي تعتبر مثقفة.
@ يقال أن الرجل يملك جسده، فهو ملكية خاصة به، وكذلك المرأة أيضاً، وكل شخص له الحق بالتصرف بملكيته الخاصة كما يشاء، هل توافق السيدة عكري على تصرف المرأة بجسدها كيفما تشاء، ووقتما تشاء، باعتباره ملكية خاصة بها؟؟؟
أولا انا لا اتعامل مع الجسد، كملكية خاصة، لا بد وان نعدِّل تعبيرنا عن هذه العلاقة، بالخروج من هذا الفهم، لثنائية الجسد والروح، خطأ تاريخي بسبب جغرافيا الجسد، لا اقصد انه ملكية عامة، وانما انا لا اقول لي جسد، بل اقول انا جسدي، لذلك، لا افهم ان تفكيري واحاسيسي وحالاتي اعيشها مضافة لهذا الجسد، وانما هي نابعة منه. مسالة أَني حرة فيه، نعم، لأني حرة به، لكن يجب ان نفهم هنا، ما المقصود أَني حرة؟ وان الرجل حرْ بجسده، انا حين اتحدث عن مفهوم الحرية،أُصدر عن الانسان، لأن الحرية شرط من شروط انسانيتي، لذلك، كل ما يَمسْ من الجسد باعتباره تجلياً لوجودي، وتمَّظهراً من تمظهراتي الانطولوجية، كانسان، لا اسمح به لنفسي، او للآخرين، وما يصح عليَّ هنا كامرأة، يصح على الرجل، باعتبار أَن كلانا انسان، ان امتهان الجسدْ، هو امتهان لانسانيتنا، مهما كان الدافع.
@ كيف اذن، تفهم عكري تصرُّف الرجل بجسده، كما يشاء، ويستغله ويمنحه لمن يشاء، وحسب مزاجه؟؟؟ اليسَ من حق المرأة هذا ايضاً؟؟؟
طبعا، انا لا احب ان اسقط في التقييم الأخلاقي المعياري، لسلوكات الآخرين، رجلاً كان او إمراة، بدافع التعالي اللاخلاقي، في كلامي، ولكن قلت ان الحرية، يجب ان تكون مرتبطة بفهمنا لشروط انسانيتنا، بمعنى دقيق وإجرائي، انا لا اعتبر العلاقات الجنسية المتعددة، للرجل هي مظهر من مظاهر الحرية، بمعناها الانساني، ان رجلاً يعيش في دوامة الهوس الجنسي، الى درجة انه ماعاد يُراعي الاخر، في سياق هذا الهَوسْ، لا يمكن ان يكون حُراً، بل هو اصلاً فرض على جسده، مُكبِّلات اخرى بغطاء او غلاف، سمَّاه حرية، الى درجة انه ينتهك كل آداب التواصل مع الآخرين، والاعتداء على حقهم مثلا، في فضاء مشترك، دون خوف من التحرُّش الجنسي، الحرية، قيمة اجتماعية، ولا يمكن ان نستمتع بها الا داخل المجتمع، لم يكن روبان سونكريزوي حراً في الغابة، لأنه لا يحيى مع الآخرين، لذلك، مالا اراه حرية عند الرجل، لن اقول ان من حق المرأة ان تتمتع به ايضاً.
@ هل تؤمن السيدة عكري، بحرية المرأة الشخصية واستقلالها الاقتصادي والاجتماعي؟؟؟
ان المراة، قد تجد نفسها بهذا الفهم المغلوط، عند الرجل للحرية، قد تجد نفسها تغتصب في فراش الزوجية من قبل زوجها، ايماناً مطلقاً لا هوادة فيه، واعتقد ان الاستقلالية الاجتماعية، شرط رئيس لحرية المرأة، وبما ان هذه الحرية الاجتماعية، تحتاج لتحرير العقول من العقلية البالية، وهذا مازال يحتاج وقتاً اطول، رغم ما تحقق منه، وعليه، لم يبق للمرأة في ظل المكبلات الاجتماعية، الا ان تصل الى استقلاليتها الاقتصادية، ان تصل حتى تستطيع ان تحمي نفسها من هيمنة الآخرين عليها، مهما كان هذا الآخر اباً او اخاً او زوجاً او رب عمل.
@ هل تؤمن السيدة عكري بالحب، والصداقة والحب والزواج، عبر صفحات التواصل الاجتماعي؟؟؟
هو وسيلة اخرى من وسائل الاتصال الحديثة، محفوفة بالمخاطر والمغالطة، ولكن اعتقد اذا كان الطرفان على درجة من النضج الفكري والعاطفي، ما يُخوِّل لهما فهماً لما يريد كل منهما، فلم لا ؟ خاصة، أَن العلاقات العاطفية حتى من خلال التواصل المباشر، لم تفلتْ من الوقوع في سوء تقدير، والخطأ في الخيارات، لتنتهي الى فشل تجربة الزواج بالنهاية، ما يمَّكن أَنْ تؤول اليه علاقة عاطفية، من نجاح او فشل، ليس مرتبط فقط بالطريقة التي يتم بها التواصل والتعارف.
@ ما هو مفهوم الأخلاق عند السيدة عكري؟؟؟ أوليس الأخلاق، قضية نسبية عند الأقراد وتختلف من مجتمع لآخر؟؟؟
اكيد، الاخلاق نسبية جداً، بدليل انها تختلف من مجتمع الى آخر، ومن زمن الى زمن، ولكن تبقى هناك قِيمْ انسانية مطلقة، نتفق حولها، وما عدى ذلك، فهو محاولة تكريس لسلطة المجتمع على افراده، بطريقة تدَّجنهم، وتعيد انتاج سلطة من يسيطرون على هذا المجتمع، اعتقد ان الاخلاق فئوية، وهي لذلك، قد تكرِّس الكثير من الظلم والتسلُّط، ولعلَّني أَجد في اخلاق يفرضها المجتمع، بعقلية ذكورية، قد جعلتْ المرأة تعيش تاريخ استيلاب طويل لكيانها، وهدر طاقاتها في حياة باهتة وتافهة، تصل الى حد تحويل ماهو فيها انساني، الى حيواني، وطمس احاسيسها، لتصبح الزوجة في ذهنها، هي الأَمَة، لذلك، لن تتخلَّصْ المرأة من سلطة الاخلاق الذكورية، إلاَّ بتحقيق استقلالها الاقتصادي، وهذا يكون عن طريق التعليم اولا، والعمل ثانيا.
@ هل للسيدة عكري ان تعطينا نبذة عن ثقافة المرأة التونسية، وهل هي راضيةً عنها، وكيف ينظر الرجل للمراة التونسية ؟؟، هل ما زال يعتبر جسمها وصوتها وحتى اسمها عورة؟؟؟
احب ان اقول، ان المرأة التونسية، بدأت ترتاد المدرسة منذ فترة الاستعمار، ولعلَّ هذا يعود اساساً في تقديري الشخصي الى طبيعة فهم التونسيين للدين، فهماً مَرناً، نعم اننا حين نقول ان هناك اسلام تونسي، لا نعدم الحقيقة، فكل التونسيين ولدوا مسلمين، مالكيين سُنيين، وليستْ لنا صراعات طائفية، والحمد لله، وبعد الاستقلال بُنيتْ الدولة المدنية الحديثة في تونس، وجاءتْ مجلة الأحوال الشخصية بمكاسب للمرأة، لم تتمتَّع بها المرأة في اي بلد عربي آخر، وأُحب ان اقول، ان هذه المجلة، قد ساهم فيها كبار شيوخ تونس، وطرحت في وقت لاحق قضية السفور، وخروج المراة للدراسة، فانها سرعان ما خَبتْ تلك القضية، وقد خاض هذه القضية رجل دافع على المرأة وتحررها، باستماتة مطلقة، وهو الطاهر الحداد، لقد بنى المجتمع التونسين نموذجه الحديث، وهو نموذج قوي، وهو الآن يدافع عن نفسه، وسينتصر، لأن المعركة التي يحاولون الآن خوضها، ضد قيم الجمهورية والدولة المدنية، معركة مُصطنعة لإلهاء الشعب التونسي عن قضاياه الجوهرية، قضاياه الاجتماعية والسياسية، لذلك تجد قضايا تطرح الآن، من قبيل مسألة النقاب والخمار وتعدد الزوجات، والزواج العُرفي، ولكن لن يمرُّوا.
@ ما هي طموحات واحلام المراة التونسية، والتي تسعى لتحقيقها، وما هي العراقيل والمشاكل التي تحول دون ذلك؟؟؟
حتى قبل قيام الثورة في تونس، كنا نناضل من اجل تطوير مجلة الأحوال الشخصية، وها هنا نجد ان بعد الثورة، يرتدون بنا الى الخلف، او يحاولوا ان يفعلوا ذلك، بطرح جملة من القضايا، من شأنها ان تَمُّس ببعض حقوق المراة ومكاسبها، محاولةً منهم، إشعارنا بانهم قادرون على ان يمسُّوا بتلك المكاسب، ولكن هم يعرفون، ان المجتمع المدني في تونس، قوي وانه سينتصر فيه الرجال قبل النساء، لحرية المراة ومكاسبها، لقد تمكَّنا مثلاً من فرض لفظة مساواة، بدل لفظة (تكامل) التي حاولوا ان يصوغوا بها أحد فصول الدستور.
@ هل تعتقد السيدة عكري ان التغيير الذي حصل في تونس، هو من مصلحة الشعب التونسي، والمرأة التونسية بالذات، ام هو عكس ذلك؟؟؟
اعتقد ان في تونس، قد توفَّر وضع ثوري، نعم، وان الثورة، اندلعتْ لكن وقع الالتفاف عليها، لأن شعاراتها المركزية، لم يتحقق منها أَيْ شعار، لا حرية، ولا كرامة، ولا تشغيل، لم يستفد منها اذن، الا الذين اعتلوا منصة الحكم الاسلاميون، وهم يحاولون الهاء الشارع والشعب بقضايا هامشية، يبدوا انهم لم يجدوا افضل من المرأة، وسيلة في ذلك، لذلك، اعتقد انهم بدافع فهمهم الخاص للدين، يضعون حقوق المراة في الميزان، بل وكل الحقوق الانسانية، لذلك هم يرفضون تضمين حقوق الانسان ببعدها الكوني، في توطئة الدستور، واعتبارها منطلقاً قانونياص في هذا الدستور.
@هل تمانع السيدة عكري بمناقشة الأمور السياسية، وهل يمكن ان تفيدنا بما يحدث في تونس الآن؟؟؟
نعم، عمري هدرته في السياسة، توفر في تونس وضع ثوري راديكالي، تمثَّل في تفكُكْ النُخب السياسية، وتآكلها، وحيادية المؤسسة العسكرية، أيْ رفض الجيش اطلاق النار على الناس، حين اندلعتْ الأحداث تعفَّنْ الوضع الاجتماعي والاقتصادي، خاصة، في المناطق الداخلية المهمشة والمفقَّرة والتي اندلعتْ منها الأحداث في 2010م، وكان الشعارر المركزي هو: شغل وحرية وكرامة وطنية، لكن هذا الشعار، وبعد سنتين، لم يترجم الى برنامج اجتماعي اقتصادي وسياسي، لذلك، خرج الناس مثلاً في مظاهرة يوم احياء ذكرى الثورة في 17 ديسمبر، وعبَّروا عن غضبهم، حتى وصل الى حد، القاء الحجر، على الرئيس المؤقت، ورئيس المجلس التأسيسي. الشباب يريد على الأقل عقداً اجتماعياً، بين الشعب والدولة.
كيف يمكن ان نرى تونسي بعد الثورة، يبيت جائعاً؟؟؟؟؟ الحزب الحاكم اعلنها في الوضوح، على لسان رئيس الحزب:انهم اختاروا اقتصاد السوق، وهم بذلك يطمئنون امريكا، الثورة انطلقت من الولايات الداخلية، التي كانت تعاني من السلطات المحلية، لذلك، هم يريدون الديمقراطية الشاملة، أيْ، لابد من انتخاب للسلطات المحلية، لأن الديمقراطية تبدأ من المحلي الى المركزي، وكل ديمقراطيات العالم تفعل ذلك، لكن حكامنا كسلطة مركزية، قد عينَّوا مسؤولين محليين لهم، بهم قرابة، هم ينتمون الى نفس الحزب الحاكم، او لهم بهم قرابة ونسب، اذن، كل المسؤولين المحليين غير شرعيين، وقد أدَّى ذلك، الى ردود فعل غاضبة في كثير من الولايات، اهمها ولاية سليانة، وما وقع فيها من عنف الدولة، وقمعها، بسبب رفضهم للوالي المنصَّبْ، عليهم ان يفهموا، ان الانتخابات المحلية، تُفرز مشهداً ديمقراطياً، ولكن يحاولون الهاءنا بقضايا الدين، رغم اننا في تونس، عشنا في وفاق ديني مطلق، كلنا عرب وسنة ومالكيين، عكس مصر، يعني التركيبة في مصر، أَصعب منها في تونس، تونس اكثر البلدان قُدرة على تحقيق الديمقراطية، ماحدث في تونس، وفي بقية البلدان التي انتفضتْ، هو في الحقيقة، ليس ثورة، ولا ربيع عربين وانما هو التقاء بين امريكا والحركات الاخوانية، وهو مشروع قديم، منذ كونداليزا رايس، هم يعتقدون انْ لابد من مشروع ديمقراطي عبر الاخوانيين والاخوان، اعداء الديمقراطية، بناء ديمقراطية بشروط امريكية، على يد الاخوان، هل يجوز؟ امريكا تلزمهم باقتصاد السوق، هذه استراتيجية امريكا اللبرالية المطلقة، وهي تطرح هذا في سياق خوضها لصراع ضد محور روسيا والصين وايران والهند والبرازيل، الآن في تونس، تبددَّ الانبهار بالثورة، لا وجود لدولة فاضلة، تجلَّى الآن المشهد: وضع رديء، وأزمة شغل أَعمق.
@ قلت ان زوجك فُصل من عمله لمدة اثنتي عشر سنة، ثم عاد بعد حدوث الثورة، ما هي اسباب فصله، هل لأسباب شخصية او فكرية او سياسية، ارجو التوضيح؟؟؟
كان ناشطاً سياسياً ونقابياً، وللتخلص منه، لُفقتْ له قضية سرقة، وحوكم، وبعد الثورة، قدَّم قضية، وملف قضيته، وحصل على حكم العفو، لأن قضيته كانت معلومة لدى كل الناس، طبعا الحزب الحاكم، حاول ان يفعل قانون العفو، وبالتالي التعجيل بالتعويضات، لأن فيهم الكثيرون، سيتمتعون به، ولكن المجتمع المدني والسياسي هنا، قد ندَّد بذلك، باعتبار ان وضع البلاد الآن لا يسمح.
@ ما هي طموحات السيدة عكري واحلامها؟؟؟
احلم بوطن حرْ، لا يُظلم فيه انسان، ولا يُحاكم بسبب آرائه ومواقفه، احلم بانسان حرْ، احلم ان تكون الشمس لكل البشر، وان لا تشرق فقط للمرفهَّين، والا سنضطر الى ان نُطفأها، احلم بالحب والخبز والزيت، بقسمة عادلة، بين كل الناس، طموحي ان ان لا تبقى في العالم امراة أُميَّة، وان تتساوى المراة في انسانيتها مع الرجل، اطمح ان انجز رسالة دكتوراة، تتعلق بالخطاب الصوفي وتأثيره في قصيدة محمود درويش وادونيس.
@ ما هو راي السيدة عكري بالمرأة الفلسطينية؟؟؟
هي ولاَّدة لأجل الوطن، ولاَّدة بالمعنى الحسي، يعني تلدْ أبناء تهبهم جنوداً للوطن، ولعلَّها بذلك، اروع اُمَّاً في العالم، وهي ولاَّدة، بمعنى انها خِصبة العطاء، ربما هنا أراها في مشهد تعتليه، دلال المغربي وليلى خالد وسناء المحيدلي، هي امراة، تكذِّب من يرونها ناقصة وضعيفة، حملتْ السلاح، غيرَّتْ اتجاه طائرة، ونفذَّتْ العمليات الفدائية، ماذا يريد الناعقون بعد هذا، ليروْا المرأة خارج مربع، هم لا يرسمونه، الا بانصافهم السفلي.
إنتهى موضوع:حوار سياسي واجتماعي
، مع استاذة وشاعرة تونسية، والوضع في تونس