شفا – أكد صالح العاروري؛ نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس“، أن الموقف الرسمي الآن لدى المقاومة الفلسطينية أنه “لا تبادل للأسرى إلا بعد وقف الحرب” على قطاع غزة، وانتهاء العدوان.
وقال العاروري، في لقاء صحفي مع قناة “الجزيرة ” مساء اليوم السبت، إن الاحتلال يصر أن هناك ما زال نساء وأطفال؛ “وقلنا إننا سلمنا ما لدينا من النساء والأطفال”.
وأردف: “ما بقي من الأسرى في غزة هم جنود ورجال مدنيون خدموا في جيش الاحتلال، وقلنا إننا مستعدون لتبادل جثث مقابل جثامين شهداء ولكننا بحاجة لوقت لاستخراج جثث الإسرائيليين”.
واستطرد: “الاحتلال قرر أنه لا يريد استئناف صفقة التبادل بمعايير جديدة، وكبار السن من الرجال من المحتجزين هم بالنسبة لنا خدموا بالجيش وبعضهم لا يزال فيه”.
وجدد التأكيد: “لا يوجد الآن مفاوضات، والموقف الرسمي والنهائي لحركة حماس والمقاومة أنه لا تبادل حتى انتهاء العدوان الصهيوني الإرهابي بشكل كامل ونهائي”.
وأوضح نائب رئيس حماس: “منذ البداية أعلنت حركة حماس أن الأسرى الأجانب مستعدون لإطلاق سراحهم بدون مقابل، وأن الأسرى الأطفال والنساء لن يكونوا هدفًا، وسيتم الإفراج عنهم”.
واستدرك: “ما بقي لدينا من الأسرى، هم جنود، وجنود سابقون، ولا يوجد مفاوضات في موضوعهم حتى نهاية العدوان”.
ونبه إلى أن الاحتلال “الإرهابي” رفض استكمال صفقة الإفراج عن الجنود السابقين بمعايير جديدة، “ويظن أنه باستئناف استهداف الأطفال والنساء أننا سنرضخ، لكن موقفنا الرسمي هو أن صفقة التبادل سوف نناقشها بعد انتهاء الحرب”.
وشدد على أن “الاحتلال واهم إذا كان يظن أنه قادر على فرض هيمنته علينا، وجولته الأولى بالحرب فشلت فشلا ذريعا”. مضيفًا: “نحن واثقون بشكل مطلق أن الاحتلال سيفشل في السيطرة على قطاع غزة”.
ولفت النظر إلى أن “القوات التي حشدها الجيش الصهيوني للهجوم على غزة، وهي ثلث قوته البرية، وأكثر من ثلث قواته الجوية، وهي قوات كافية لهزيمة دول كاملة”.
وتابع: “ومع ذلك، فإنه قرر مهاجمة فقط ثلث مساحة قطاع غزة في الشمال، ولمدة 50 يومًا لم ينجح في السيطرة، ولن ينجح أبدا”.
وأشار إلى أن الدول الداعمة للاحتلال “أصبحت مقتنعة أن الأهداف التي أعلنت عنها الحكومة الصهيونية بالقضاء على حماس واسترداد الأسرى بالقوة، والسيطرة على غزة، أهداف غير قابلة للتحقيق”.
وأوضح أن “العدو الصهيوني يحتاج لخوض هذه الجولة، لكي يتأكد شعبه وداعميه بأنه سيفشل بتحرير الأسرى إلا بعملية تبادل كما تريد المقاومة. ونحن قلنا من اليوم الأول، أن الأسرى الصهاينة ثمن الإفراج عنهم، هو تحرير كامل أسرانا، بعد وقف إطلاق النار”.
وشدد على أن “كسر المقاومة في غزة، والسيطرة على قطاع غزة، هي مجرد أوهام وما يفعله الاحتلال هو حرب انتقام ضد الأبرياء والمستشفيات والمساجد والكنائس والمدارس”.
وأضاف: “الموقف الأمريكي ليس مستقلا عن الموقف الصهيوني، بل يتقدم عليه، في تغطية وتبرير وتنفيذ هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني”.
ووصف الولايات المتحدة الأمريكية بأنها “مفلسة أخلاقيًا بكل ما يتعلق بالصراع في فلسطين، وأصبحت دولة أكثر فاشية ونازية من الاحتلال نفسه”.
وحول استئناف الحرب على غزة، بيّن العاروري: “قبل يومين من انتهاء التهدئة، وزير الحرب الصهيوني غالانت قال بنفسه إنه وقع على قرار استئناف العملية العسكرية، وبالتالي ليست حماس من اختراق التهدئة”.
ونبه إلى أن الشعب الفلسطيني “سيقاتل ويقاوم ولن يستسلم حتى نفرض على العدو الاعتراف بحقوق شعبنا التاريخية والسياسية، والعدو سيجرب هذه الجولة، ليحقق الأهداف التي عجز عن تحقيقها في الجولة الماضية، وسوف يفشل أيضا هذه المرة”.
ولفت النظر: “بعض جولات تبادل الأسرى تمت في وسط مدينة غزة، ما يؤكد فشل الجولة الأولى من الحرب”.
وأكد القيادي في حركة “حماس”: “نشعر بألم شديد لما يعانيه شعبنا، ونحس بالمعاناة لأطفالنا ونسائنا ودمائنا التي تجري في الضفة وغزة، لكن هذه التضحية كانت مطلوبة لتحرير شعبنا ومقدساتنا وأسرانا في السجون الذين يعاملون الآن بأسوأ أنواع المعاملة”.
وأشار: “وزير الأمن الصهيوني بن غفير يذهب بنفسه إلى السجون ليشاهد تعذيب الأسرى، وفي المقابل يرى العالم كيف يتعامل مقاتلو القسام بكل إنسانية مع الأسرى في غزة”.
وأبدى العاروري استعداد المقاومة لكل السيناريوهات “سواء الحرب الجوية أو البرية أو الدخول إلى كل الشوارع والأزقة، ولا خوف على المقاومة في غزة، ولكن هذا لا يعفي أبناء شعبنا وأمتنا لمساندة شعبنا وأهلنا الذين يذبحون”.
وحول مخططات “ما بعد الحرب في غزة”، شدد العاروري: “لن يكون البحث عن ماذا بعد حماس، بل عن كيف يمكن لهذا الجيش (الاحتلال) أن يتخلص من المأزق الذي تورط فيه”.
ونبه إلى أن “التهجير ما زال حاضرًا في أذهان المشروع الصهيوني، وهذا المخطط كان معداً للضفة الغربية، لكن فتح المعركة من قبل المقاومة في غزة، قد نقل المعركة إلى غزة”.
وأكمل: “مشروع التهجير فشل، وصمود شعبنا واستعداده للموت في دياره على أن يغادرها، والموقف العربي القوي أفشل هذا المشروع”.
ولفت النظر إلى أن “الضفة كانت تتصدر مشهد المقاومة وشهدت تصعيد كبير وتوتر عال، قبل 7 أكتوبر، ثم بعد هذا التاريخ ارتكب الاحتلال كل الجرائم التي كان يحلم بها، والقتل والإعدام أصبح ميدانيا”.
وبيّن: “شعبنا عودنا دائما أنه يستأنف مقاومته سريعا، ورأينا عملية القدس، ونحن على ثقة بأن الضفة ستلقي بثقلها في هذه المعركة”.