كي لا تُسبى مكة ومهد المسيحية يُستباح ، بقلم : نضال شهاب
لو كانت القضايا تحل بالدعاء لما خاض رسول الله حرباً وهو أفضل المستجابين.
كي لا تُسبى مكة يا مسلمون، كي لا يُستباح مهد المسيحية ، ففلسطين هي مهدها ، من أرضها إنطلقت المسيحية الى مشارق الأرض ومغاربها، ففيها ولد من نادى بالسلام والمحبة والرحمة ، فيها ولد الفادي والمخلص…
نعم ! مكة ستسبى يا مسلمون، فعندما تتم تصفية الشعب الفلسطيني ولم ولن تتم بإذنه، ستؤدي الى تصفية الشعوب العربية بأكملها وستسبى مكة ، فسياسة النازيين من الصهاينة هي سياسة التوسع .
يقولون وهم سرطان العصر بكل مضارب خبثه ” نحن نشن حرباً على الفلسطينيين دون رحمة بالأطفال والنساء والعُجز…”
نعم ! فهم يخافون من ذلك الطفل حينما يكبر ، يخافون من عقيدته وثباته ورجولته التي يمتلكها وهو في مهده ، إذ في توراتهم المحرّف يقولون “أن قواعد الحرب تؤكد على عدم السماح لأحد بالبقاء على قيد الحياة ، وتؤكد على محو ذكر الفلسطينين من الوجود ، فليس لأهلها الحق في الوجود…وبالطبع فلا يوجد أي من الكتب السماوية تنص على ما تتضمنه كتبهم الضالة ، إنهم يدعون الى الإبادة وليس الى الحرب ، يدعون الى إلقاء قنبلة نووية على غزة ومن بعدها العالم العربي بأكمله من المطبعين وغير المطبعين .
ويقول عزرا ياخين ، وهو كاتب صهيوني لقيط : “إقتلو الرضع والأمهات، لا تأخذكم بهم رحمة فهم حيوانات ليس إلا ، ويؤكد على المرتزقة ممن يسمون أنفسهم شعب إسرائيل ليقول “لو كان لديك جار عربي أدخل عليه بيته وأقتله لا تنتظر أن يدخل عليك بيتك”.
أسمعتم أيها العرب جار عربي أي عربي ، لا فرق لديهم بين فلسطيني ولبناني وأردني ويمني وجزائري وقطري وسعودي.
في الأرض التي يستحق من عليها الحياة تفتك النازية الصهيونية بأجساد الأطفال والرضع ، والكل بأم العين يرى ، ولكن للأسف فما يرونه لا يثير شيئاً في نفوسهم المتخشبة وهياكلهم الجسدية المتحجرة.
نسأل أهل الشرق والغرب : أين ردودكم على ما يحصل في غزة اليوم وهي تستباح وتدمر بكنائسها ومساجدها ومشافيها وأطفالها وشيوخها ، حيث يسعى العدو الغاشم لتدميرها بالكامل على من فيها مٍن سياسة تطهير عرقي .
ونسأل : لماذا تتحدثون عن أوكرانيا وتتجاهلون غزة ، هل لأنكم توافقون الصهاينة الرأي بأن شعبها هم من الحيوانات أم لأنكم شركاء في جرائم إسرائيل؟
قمة بعد قمة ثم بعد قمة
وكلمات إنشائية والتطبيع يجتاح المكان سراً وعلانية.
غزة يا من تأتمرون اليوم لأجلها لا تحتاج لقممكم ، لا تحتاج للكلام بل تحتاج للأفعال ،غزة لا تحتاج فقط للأكفان تحتاج للسلاح للعتاد للجيوش لقلوب صادقة ، لضمائر حية ، ووقفة شجاعة عند الإمتحان
سمعنا ونسمع خطاباتكم تتلى كبيان أو إستظهار أو شعارٍ رنان.
كلمات مشترة ، ممضوغة كأنها من خرس لأذانٍ صماء
أتأكدون أن قلوبكم معها وسيوفكم عليها ، أتاكدون أن سيوفكم من خشب وأن نصرتكم لها إشاعة.
كم هو مؤلم أيتها الحبيبة فلسطين أن نحارب الأعداء نيابة عن الأمة فتحاربنا أمم نيابة عن الأعداء.
نعم ! نحن ندافع عن فلسطين لأننا أهلها ولأنها قضيتنا وعرضنا وأرضنا ومهد مسيحنا ومسرى نبينا ، ندافع عنها لأنها كحل العين وتربة الطهر ، ولأنها بوصلة الحق والإتجاه وفلسفة الوجود والوجدان.
فلسطين ! أوجاعك ختمت على نبضنا ،علَّمت بنا ، علمتنا ، أماتت في قلوبنا الفرح ، جراحك نحرت شرفاء الشرفاء.
وإن لنصرتك معنى أساسياً من معانٍ الجهاد والفداء لدينا
وننادي أصحاب الضمير ونقول “لا تخافوا من كلمة الحق ولا تهابوا أية ضغوط تمارس عليكم، فالتضامن مع المعشوقة فلسطين هو تضامن مع الحق والعدالة والقيم الإنسانية والأخلاقية، تمسكوا بالقيم وقولوا كلمة الحق التي يجب أن تقال، ولتكن ًأقوالكم أفعال وكونوا رجالاً رجالاً رجالاً ، فنور الفجر سيُسطع وهذا إمتحان فيه يكرم المرء أو يهان ، وولادة الحياة الجديدة ستأتي بعد هذا الطوفان.