شفا – اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقرير، اليوم الإثنين، مجموعات فلسطينية في غزة بانتهاك قوانين الحرب حين أطلقت مئات الصواريخ في اتجاه مراكز سكانية في إسرائيل، وذلك خلال العملية العسكرية الإسرائيلية على غزة والردّ الصاروخي الفلسطيني في تشرين الثاني/نوفمبر 2012.
وقالت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “هيومن رايتس ووتش”، سارة ليا ويتسن، “أوضحت الجماعات الفلسطينية المسلّحة في تصريحاتها أن إيذاء المدنيين هو هدفها. ولا يوجد ببساطة أي تبرير قانوني لإطلاق الصواريخ على المناطق المأهولة بالسكان”.
وأشارت المنظمة إلى أنه “بموجب القانون الدولي الإنساني، أو قوانين الحرب، لا يجوز تعريض المدنيين والمنشآت المدنية للهجمات المتعمّدة أو تلك التي لا تميّز بين الأهداف المدنية والعسكرية، معتبرة أن كل من يرتكب انتهاكات جسيمة لقوانين الحرب عن عمد أو لا مبالاة يعتبر مسؤولاً عن جرائم حرب”.
ولفتت “هيومن رايتس ووتش” إلى أن”تصريحات الجماعات المسلّحة بأنها استهدفت مدينة إسرائيلية أو مدنيين إسرائيليين بشكل متعمّد هي برهان على نيّة ارتكاب جرائم حرب”.
وقالت إن “الصواريخ التي تطلقها الجماعات الفلسطينية لا يمكن توجيهها بدقة كافية بحيث تصيب أهدافاً عسكرية في المناطق المدنية أو بالقرب منها، لذلك فبموجب قوانين الحرب تعتبر تلك الأسلحة عشوائية، مشيرة إلى أن غياب القوات العسكرية الإسرائيلية في مناطق سقوط الصواريخ، يبيّن أن هذه الجماعات تعمّدت مهاجمة المدنيين والأهداف المدنية الإسرائيلية”.
وقالت سارة ليا ويتسن، إن “الترسانة العسكرية المحدودة، التي تعتمد إلى حد بعيد على الصواريخ العشوائية عديمة التمييز، لا تبرر الإخفاق في احترام قوانين الحرب، التي تنطبق على كافة الأطراف في أي نزاع بصرف النظر عن قدراتهم العسكرية”. وبوصف “حماس السلطة الحاكمة في غزة، فإنها ملزمة بوقف الهجمات غير المشروعة ومعاقبة المسؤولين عنها”.
كما توصّلت أبحاث “هيومن رايتس ووتش” في غزة إلى أن “المجموعات الفلسطينية أطلقت الصواريخ مراراً من مناطق كثيفة السكان، بالقرب من المنازل والشركات وأحد الفنادق، وبذلك عرّضت المدنيين في المنطقة لخطر شديد من النيران الإسرائيلية المضادة من دون داعٍ”.
ولفتت إلى أنه “بموجب قوانين الحرب يشترط على أطراف النزاع المسلّح أن يتخذوا كل الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين الخاضعين لسلطتهم من آثار الهجمات، والامتناع عن وضع الأهداف العسكرية في المناطق كثيفة السكان أو بالقرب منها”.
وأضافت أنها “لم تتمكن من تحديد حالة بعينها في تشرين الثاني/نوفمبر قامت فيها جماعة فلسطينية مسلّحة بتحذير المدنيين حتى يخلوا مناطقهم قبل إطلاق الصواريخ”.
وكانت “هيومن رايتس ووتش” اتهمت يوم الخميس الماضي، إسرائيل بخرق قوانين الحرب باستهدافها مكاتب إعلامية في غزة خلال العملية الأخيرة.