بمشاركة فعالة من الدول العربية يتجاوز العدد الإجمالي لأعضاء البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية 100 عضو، بقلم : باي يوي
خلال الاجتماع السنوى الثامن لمجلس محافظى بنك الاستثمار الأسيوى للاستثمار في البنية التحتية والذي انعقد في شرم الشيخ بمصر في نهاية سبتمبر، وافق البنك على طلبات السلفادور وجزر سليمان وتنزانيا للانضمام إليه. وحتى الآن ارتفع عدد أعضاء البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية إلى 109 أعضاء يمثلون %81 من سكان العالم و%65 من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ومنذ افتتاحه في عام 2016، نمت “دائرة أصدقاء” البنك بشكل متزايد، ليصبح ثاني أكبر مؤسسة تنمية متعددة الأطراف في العالم بعد البنك الدولي من حيث حجم العضوية.
الجدير بالذكر أنه بالإضافة إلى الأعضاء المؤسسين السبعة وهم مصر والأردن والكويت وعمان وقطر و السعودية والإمارات، انضمت أيضًا ثماني دول عربية هي البحرين ولبنان والمغرب وتونس وجيبوتي وغيرها إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية. مما يوسع عضوية الدول العربية إلى 15.
وفي السنوات الأخيرة، أدركت الدول العربية تماماً أن “عجز البنية التحتية” يشكل عنق الزجاجة الذي يقيد التنمية الاقتصادية. وتواجه البلدان المنتجة للنفط التحدي المتمثل في التخلص من البتروكيماويات في اقتصاداتها وتسريع عملية التصنيع، في حين تأمل البلدان غير المنتجة للنفط في تعزيز البنية التحتية والتصنيع لإرساء الأساس للتنمية الاقتصادية، وبالتالي خلق فرص العمل وحل مشكلة البطالة المرتفعة. إن البلدان العربية تقدر الأساليب والمفاهيم الإدارية التي يتبناها البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وإن الاستثمار العملي من قِبَل البنك في تشييد البنية الأساسية هو على وجه التحديد ما تحتاج إليه البلدان العربية.
وفقا للمعلومات الرسمية الصادرة عن البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، يدعم البنك بشكل فعال مشاريع عملاقة في تشييد البنية التحتية في الدول العربية. في يناير 2017، وقع البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية اتفاقية قرض مع لجنة إدارة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في سلطنة عمان لتقديم قرض بقيمة 265 مليون دولار أمريكي إلى عمان لمشروع بناء المحطة التجارية لميناء الدقم. وهذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية قروضًا لمشروع ميناء والمرة الأولى التي يقدم فيها قروضًا للدولة العربية. وفي ديسمبر من نفس العام، وافق مجلس إدارة البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية على منح قرض ممتاز بقيمة 240 مليون دولار أمريكي لسلطنة عمان لتطوير البنية التحتية للاتصالات في السلطنة. وهذا لم يساعد على تحسين وضع التنمية الاقتصادية في سلطنة عمان الذي يعتمد بشكل مفرط على صناعة النفط والغاز فحسب، بل سيسهل أيضًا على المقيمين والشركات العمانية ويزيد من جاذبية السوق للصناعات التحويلية واللوجستية في سلطنة عمان.
وفي سبتمبر 2017، تلقت مصر، كأول دولة غير آسيوية يدعمها البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، 210 ملايين دولار في شكل تمويل ديون طويل الأجل، بما في ذلك بناء محطة أسوان بنبان للطاقة الشمسية ويهدف هذا المشروع إلى زيادة قدرة مصر على استخدام الطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء. وفي أغسطس 2022، وافقت الحكومة المصرية على اتفاقية تمويل من البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية لتطوير خط سكة حديد الإسكندرية أبو قير وتحويله إلى مترو كهربائي، بقيمة 250 مليون يورو.
في عام 2023، سيقدم البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية للأردن خطة استثمارية شاملة وشفافة ومراعية للمناخ، بمبلغ تمويل مخطط يزيد عن 450 مليون دولار أمريكي، لدعم تنفيذ خطة الإصلاح الخمسية للأردن، وخاصة فرص النمو الاقتصادي الأخضر وتعزيز التنمية المستدامة وخلق المزيد من فرص العمل.
وحتى الآن، وافق البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية على إجمالي 235 مشروعًا، بإجمالي تمويل معتمد يزيد عن 44.8 مليار دولار أمريكي، مما أدى إلى دفع ما يقرب من 150 مليار دولار أمريكي من رأس المال، واستفاد منه 36 عضوًا، لتعزيز النقل والطاقة والتنمية الحضرية والموارد المائية وغيرها من المجالات.
حاليا يواجه الوضع الاقتصادي الدولي تحديات كبيرة في ظل التشتت الجيوسياسي العالمي الذي يؤثر سلبيا على النمو الاقتصادي، وإن النمو العالمي المنخفض الذي يبقى عند حوالى %2.9، وتحتاج بإلحاح العديد من الدول النامية إلى الموارد الأساسية لمواجهة الوضع الصعب والتعافي من آثار ما بعد جائحة كورونا ومواجهة التغير المناخي. لذلك، يعتبر هذا التوجه للتعاون الدولي والإقليمي أحد أهم محاور عمل البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية باعتباره متعدد الأطراف ويهدف إلى العمل على شراكات التنمية المستدامة في العالم من خلال زيادة الاستثمار في البنية التحتية. وإن الإعلان المشترك الأخير للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية مع البنك الدولي عن ضمان بقيمة مليار دولار أمريكي لمجموعة مختارة من محفظتهم السيادية هو أحد الأمثلة على الجهود السريعة والتعاونية التي يبذلها البنك لتعزيز أداء نظام البنك متعدد الأطراف.
من ناحية أخرى، عندما يتعلق الأمر باستثمار المشاريع وتمويلها، فإن المشاريع الاستثمارية للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية لا تأتي مع أي شروط إضافية وهي عبارة عن حلول تمويلية يمكن للدولة الطالبة أن تتحملها بالكامل، بحيث يمكنها تعزيز بناء وتحديث البنية التحتية وتحقيق تنمية اقتصادية سريعة وتحسين مستويات المعيشة.
وتعكس الاستجابة الإيجابية من الدول العربية للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية أوجه القصور في آليات التمويل الدولية الأصلية وحقيقة تهميش البلدان النامية في مشهد التمويل الدولي. إن إنشاء البنية الأساسية على نطاق واسع يتطلب الأموال، ويشكل البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية آلية تمويل ناشئة مهمة لمشاريع البنية الأساسية. وفي الوقت نفسه، فإن خطط تشييد البنية التحتية الضخمة في الدول العربية في السنوات العشر المقبلة توفر أيضاً للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية المجال لتوسيع أعماله.