لا يجوز إستمرار هذا الظلم على الشعب الفلسطيني، بقلم : علاء الديك
جاءت كلمة الحق من الصين قيادة وحكومة وأمة عظيمة على لسان عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية وانغ يي:”لا يجوز إستمرار هذا الظلم على الشعب الفلسطيني الذي إستمر لأكثر من نصف قرن وترك معاناة لأجيال عديدة، فمن يراعي حياة الشعب الفلسطيني كبقية الشعوب! وعليه، فإننا نقف بحزم وثبات إلى جانب السلام وضمير البشرية تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة”.
فمازالت الإمبرالية الغربية الجديدة تدعم دولة الإحتلال في عدوانها ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وهم “الحلفاء الإمبرياليون الجدد” الذين يرسلون الدعم لدولة الإحتلال للدفاع عن نفسها بما تراه مناسب، وفي نفس الوقت تضع القيود لتجميد المساعدات المقدمة للشعب الفلسطيني ومؤسساته كعقاب جماعي لعدم إدانة النضال والكفاح الفلسطيني في وجه هذا العدوان.
إن ما نشهده اليوم هو تنامي أطماع “حلفاء الإمبريالية الجدد” تجاه بناء الشرق الأوسط الجديد من خلال تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني، وذلك بدعم دولة الإحتلال في التوسع والإنتشار على حساب حقوق وسيادة الشعوب بهدف تعزيز هيمنة ونفوذ الحلفاء الإمبرياليون الجدد في المنطقة، وبغية الحفاظ على مصالحهم لنهب خيرات وثروات الشعوب وتعزيز تبعيتها لتبقى ضعيفة ومحتلة. وعليه، فالنتيجة حرمان الشعوب في المنطقة من الأمن والسلام والإستقرار والإزدهار.
لقد آن الأوان ليصطف أحرار العالم موحدين تحت راية “لا يجوز إستمرار هذا الظلم على الشعب الفلسطيني”، فالبداية من فلسطين بلد المحبة والتسامح والسلام والأرض المقدسة، لتلبية النداء التي أطلقته جمهورية الصين الشعبية بهدف تحقيق العدل والإنصاف، فالصين تدرك تماماً أن الظلم الذي يقع على الشعب الفلسطيني ترك معاناة لأجيال عديدة منذ أكثر من نصف قرن، وأن لا أحد يراعي حياة الفلسطينيين كغيرهم من شعوب العالم، وهذا لا يمكن السكوت عنه”.
وعليه، تلتزم جمهورية الصين الشعبية “بحزم وثبات” لمحاربة الظلم والهيمنة والإزدواجية في التعامل والتنمر والأحادية والإستعمار الأجنبي، وتتطالب دوماً بالعدل والإنصاف، وإحترام حقوق الشعوب وتطلعاتهم بالحرية والإستقلال وحق تقرير المصير من تحت الإحتلال والإستعمار الأجنبي وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة.
إن ما طرحته جمهورية الصين الشعبية هو النداء العاجل والصخرة التي ستتحطم عليها كل المؤمرات مهما كبرت، فلنقف صفاً واحداً مع الصين وفلسطين في وجه دول الهيمنة والظلم والإستعمار دول “حلفاء الإمبريالية الجدد” للحفاظ على القيم الإنسانية النبيلة في العيش الكريم والمصير المشترك، والإصرار على المضي قدماً لتحقيق العدالة للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني، وصولاً لتحقيق العدل والإنصاف في الحقوق السياسية والمدنية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية لشعوب الأرض كافة، وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني الذي يعاني الإحتلال وويلاته وجرائمه كل لحظة، فلا أمن ولا إستقرار ولا سلام إلا بتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.
عربياً وإسلامياً
تلبية النداء والدعوة لعقد قمة “عربية إسلامية صينية” عنوانها “لا يجوز إستمرار هذا الظلم على الشعب الفلسطيني” ومطالبة دولة الإحتلال بالإنسحاب الفوري من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 67 وعلى حدود الرابع من حزيران، ودعوة الأطراف المحبة للسلام والإزدهار والإستقرار للإجتماع في فلسطين، والإعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف، والمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين وتنفيذ القرار الأممي 194.
وأيضاً مطالبة الدول العربية والإسلامية بإرسال رسالة إحتجاج فورية لدول “حلفاء الإمبريالية الجدد” بالتوقف عن إدانة نضال وكفاح الشعب الفلسطيني الذي يعاني الإحتلال والعدوان منذ أكثر من سبعين عاماً، والتوقف عن تأجيج الصراعات والحروب في المنطقة بسحب قواته وآلياته من البحر والبر والجو فوراً.
فلسطينياً
تلبية النداء وإصدار بيان رسمي من القيادة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية بأن نضال وكفاح الشعب الفلسطيني ضد الإحتلال ليس إرهاباً، وإنما مقاومة مشروعة كفلها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة للشعوب الواقعة تحت الإحتلال، وأن هذا النضال يمثل الكل الفلسطيني بالدفاع عن النفس بهدف الخلاص من الإحتلال.
وكذلك مطالبة القيادة الفلسطينية بسحب الإعتراف بدولة الإحتلال لحين إعتراف الطرف الأخر بدولة فلسطين المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف، والإنسحاب من الأراضي الفلسطينية التي أحتلت عام 67 فوراً. وأيضاً مطالبة القيادة الفلسطينية بمراجعة علاقاتها الدبلوماسية مع دول “حلفاء الإمبريالية الجدد” التي تقف مع دولة الإحتلال في عدوانها ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
وأيضاً مطالبة القيادة الفلسطينية بإرسال رسالة عاجلة للأمين العام للأمم المتحدة ومطالبته بعدم إلتزام وقبول دولة فلسطين بالولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون كشركاء في عملية السلام في الشرق الأوسط. أضف لذلك، مطالبة الشعب الفلسطيني بكل مكوناته السياسية والإجتماعية والإقتصادية والفكرية والثقافية، لرفع الصوت عالياً ورفع شعار “لا يجوز إستمرار هذا الظلم على الشعب الفلسطيني” حتى تحقيق حلمه بالحرية وتقرير المصير على أرضه. وأخيراً مطالبة القيادة الفلسطينية بالدعوة لعقد قمة “فلسطينية صينية” على أرض فلسطين، والإعلان رسمياً عن بناء تحالف إستراتيجي ما بين البلدين، والذي يهدف لصون وحماية العدل والسلام والإستقرار والإزدهار إنطلاقاً من فلسطين والمنطقة، وصولاً لحماية الأمن والسلم الدوليين، لأن السلام والأمن لا يتحقق إلا بحل وعدالة القضية الفلسطينية.
- علاء الديك – باحث بالشأن الصيني والعلاقات الدولية