هل باتت الحرب البرية ممراً إجبارياً؟؟؟؟؟ بقلم : راسم عبيدات
استمرار دولة الكيان في قصفها الهمجي والوحشي على قطاع غزة جواً وبراً وبحراً،وقتلها للإطفال والنساء وهدم الأبراج السكنية والمنازل واستهدافها للمشافي ودور العبادة والأسواق الشعبية والمؤسسات التعليمية ومقرات الأمم المتحدة والصحفيين،وقطعها للكهرباء والماء والدواء عنها ومنع تزويدها بالمازوت اللازم لتشغيل محطات الكهرباء والمشافي،وكذلك منع دخول السلع والبضائع اليها،والسعي لقطع الهواء عنها … كل ذلك يحقق لها القتل والتدمير والإنتقام من أجل تعويض عن فشلها وهزيمتها المرة غير المسبوقة ،ولكن هذا لا يحقق لها استعادة هيبتها ولا قوة ردعها التي تتبجح وتتباهى بها،ولا الصورة التي كانت تبدو عليها بأنها الدولة القوية التي تفرض شروطها وإملاءاتها في المنطقة وعلى دول النظام الرسمي العربي …وكل هذا القصف الوحشي والهمجي ،لم يؤثر على البنية العسكرية لقوى ال مق او م ة الفلسطينية ولا حتى قدراتها وإمكانياتها وكثافة ونوعية نيرانها …حيث نشهد لليوم التاسع من هذا العدوان الهمجي الأمر صهيو أوروبي غربي إستعماري، بأن قوى ا ل مق او مة تقصف وتحدد ساعات القصف وبكثافة نيران عالية الوتيرة ،مستوطنات الغلاف،ولتصل صواريخها الى شمال فلسطين المحتلة،وبأن لديها خطط متكاملة حول إمكانيات تطور الحرب العدوانية وسيرها،وهي مستعدة وجاهزة ولديها الخطط لذلك ..ناهيك عن التقنيات العالية والمعلومات الإستخبارية والقدرة على المناورات …ولذلك بدون أن تقدم دولة الكيان على حرب برية ،فهي لن تحقق أهدافها سوى في الإنتقام والتقتيل والتدمير …في حين لن تتمكن من إزاحة وتصفية ح م اس وبقية قوى الم قا و مة من المشهد بشكل كلي،وهو الذي بات مطلوباً من قبل دولة الكيان،فهي باتت غير قادرة على التعايش مع وجود تلك القوى وتنامي وتطور قدراتها وإمكانياتها العسكرية والتسليحية بشكل نوعي …ولكن هذا الحرب البرية ليست بالنزهة او بالبساطة ان تحقق الأهداف المرجوة منها ،بإنهاء وجود قوى ال مق او مة وتحقيق مخططات الطرد والتهجير والتطهير العرقي في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس والداخل الفلسطيني- 48- ،فهناك عقبات كثيرة تعترض هذا الخيار …يبدو واحد منها على شكل سؤال ماذا لو فشل هذا الخيار …؟؟؟؟ وإرتداداته على دولة الكيان وشريكها المباشر في العدوان أمريكا ودول الإقليم من دول النظام الرسمي العربي التي طلب منها بلينكن ،ضمان الصمت وعدم اختراق السقوف التي حددها لها،ومنها سلطة اوسلو،وكذلك من حركة التحرك السياسي الكثيف للمحور الذي تنتمي له الم قا و مة الفلسطينية والتسخين العسكري المتدرج على الجبهة الشمالية،حتى تحين لحظة الصفر لفتح تلك الجبهة والدفع بالمنطقة نحو حرب شاملة،تنخرط فيها كل مكونات المحور من طهران الى بغداد فدمشق فبيروت فصنعاء …ونحن فهمنا من كلام قائد أركان ال مق اومة ابو عبيدة بأن التنسيق بين أطراف المحور يزداد ويتواصل،وكذلك فهمنا من المؤتمر الصحفي وتصريحات وزير خارجية ايران امير عبد اللهيان في مطار بيروت الخميس الماضي، حيث شارك في استقباله قادة من ح زب ال له وحركة أمل وممثلين عن فصائل ال مق اومة الفلسطينية وفي مقدمتهم ممثلي ح م اس و ا ل ج هاد ،بأن استمرار دولة الكيان في عدوانها الهمجي على قطاع غزة بالضرورة سيستجلب ردودا عليه،وكذلك في جمعة الغضب نصرة لقطاع غزة، أكد نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم على أن ال مق اومة اللبنانية مصطفة الى جانب ال مق او مة الفلسطينية وجاهزة للتدخل … ويبدو بأن اصطفافات المحور مقابل المحور الأمرو صهيو الإستعماري الغربي وبعض الأنظمة العربية باتت جاهزة وتنتظر ساعة الصفر،وعمليات جس النبض ورد الفعل والإحتكاكات العسكرية متواصلة،ورهن تفجرها بتطورات العدوان على قطاع غزة ،فرفض سوريا أن تنضبط الى تهديدات بلينكن،كان قيام سلاح الجو في دولة الكيان بقصف مطاري دمشق ومطار حلب مرتين في تهديد واضح لسوريا، والتي حسمت امرها بالقول بأن معركة قطاع غزة هي معركتها،وهي جزء من العدوان عليها،في حين واصل ح زب ال له مماحكاته ومشاغلاته لجيش الكيان ومستوطنيه،عبر عملية هنا واخرى هناك ،ولعل استشهاد صحفي لبناني واصابة ثلاثة آخرين في قصف صهيوني على علما الشعب،وعنصر أخر من ح زب الله وزوجين لبنانيين يقرب من المواجهة والإنفجار …وترافق ذلك مع حراك ايراني دبلوماسي واسع،على اعتبار انه قيادة المحور، فوزير خارجيتها امير عبد اللهيان زار بغداد وبيروت ودمشق وعاد لبيروت والتقي قيادات فصائل ا ل مق او مة الفلسطينية في بيروت،والرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي تحدث هاتفياً مطولاً مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيسين السوري والمصري والقيادة الروسية …لدراسة كافة الإحتمالات والخطوات وما ستؤول الأوضاع اليه في قطاع غزة،وايران مررت رسالة عبر الأمم المتحدة بأنه اذا لم يتوقف العدوان الهمجي على قطاع غزة،فإن ايران ستكون جاهزة للتدخل …والتحالف المقابل يستجمع كل طاقاته وإمكانياته للحرب البرية والأهداف المرجوة منها،ويعمل على تأمين شروط خوضها،من إجماع سياسي داخلي صهيوني وتشكيل حكومة حرب وتأمين غطاء دولي لها،بوارج وحاملات طائرات امريكية وأسلحة متطورة،وسفن بريطانية قريبة من السواحل ورقابة على مدار الساعة ومًسيرات المانية حربية وضعت تحت تصرف دولة الكيان،ونظام إقليمي وجه له بلينكن تهديدات بان ينضبط وفق السقوف التي حددتها له أمريكا،لقاء بلينكن مع مكونات قمتي العقبة وشرم الشيخ الأمنيتين، ومنع تنامي وتفجر حالة الغضب والإحتقان الشعبي ،وهذا ترافق مع زيارات بلينكن كيهودي لدولة الكيان،وكذلك زيارة وزير الحرب الأمريكي لويد اوستن ووزراء خارجية بريطانيا وفرنسا والمانيا.
الحرب البرية المتخذ قرار شنها من قبل التحالف الأمرو صهيو استعماري غربي،يبدو بان هناك خلافات عميقة حول مدى وعمق التوغل،فالأثمان باهظة وثقيلة،وجيش الكيان يعاني من انخفض الروح المعنوية وعد الإستعداد والكفاءة والجهوزية،ومعظم من سيشاركون في الإقتحام من قوات الإحتياط الأغرار
يبدو قرار المحور الذي تنتمي اليه قوى ا لم قاو مة الفلسطينية واضح،إذا ما شعرت بأن قوى ا ل مق ا و مة الفلسطينية قاربت على الرضوخ أو الإنهيار ،وكذلك بلوغ همجية الكيان التدميرية حدود لا يمكن السكوت عنها،فالحرب الإقليمية لا بديل عنها ،وبالمقابل دولة الكيان تدرك بأن الكلفة العسكرية لهذه الحرب أعلى من الكلفة السياسية،ولكنها لم تعد تخشى الخسائر البشرية بعد ان وصلت خسائرها 1550 قتيل،ولكن خوضها لتلك الحرب بأهداف غير محددة وملموسة ،وشهوتها الإنتقامية ورغبتها في القتل والتدمير وفقدان قيادتها لتوازنها ولصوابية قرارتها،قد يدخلها في شر أفعالها وتشنق نفسها،والشرق الأوسط الجديد الذي تحدث عنه رئيس وزراء الكيان نتنياهو ،نحن ندرك بأن اولمرت عندما خاضت دولته الحرب العدوانية بالوكالة عن أمريكا على ح زب ال له و ا لمق اومة اللبنانية في تموز /2006،بذريعة خطف ح زب ال له لجنديين اسرائيليين،كانت من أجل خلق ما عرف بالشرق الأوسط الكبير الذي بشرت به المغدورة وزير خارجية أمريكا انذاك كونداليزا رايس،ولكن هذا الشرق الأوسط الكبير دفنته ال م قا و مة اللبنانية،ومنيت دولة الكيان بهزيمة كبيرة ،ويبدو ان شكل الشرق الأوسط الجديد الذي يبشر به نتنياهو سيكون أسوء من شرق أوسط تموز/2006 ،والأيام القادمة ستكشف عن هذا الشرق الأوسط الجديد وشكله،وثقتي وتحليلي بأن دولة الكيان لن تربح هذه الحرب البرية،بل ستراكم فشلا على المزيد من الفشل الذي منيت به حتى الآن ،وسواء ذهبت لخيار الحرب البرية او لم تذهب،فالكيان يعيش ازمات عميقة بنيوية وسياسية ومجتمعية،وهناك إنقسامات أعمق تطال المؤسستين الأمنية والعسكرية،ودولة الكيان يحكمها القلق والخوف والتخبط ومعركة “طوفان الأقصى” أفقدتها صوابها،وستحفر عميقاً في وعي وذاكرة جنودها وقادتها ومستوطنيها،وكذلك في نفسياتهم ومعنوياتهم،وسيقفون أمام سؤال وجودي، هل هذه الدولة قادرة أن توفر لنا الأمن والأمان على المستوى الشخصي والعام،وهل هي بلد الإستقرار والإستثمار …؟؟؟،أم سيبدؤون بالتفكير بالرحيل ومغادرة هذا الكيان،ولعل ترحيل مستوطني سديروت كبلدة متوسطة السكان،يقول بأن هذا الخيار يكبر ويتوسع.
فلسطين – القدس المحتلة