6:42 مساءً / 22 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

بناء “طريق الحرير الرقمي” يصبح محركا جديدا للتنمية بين الصين والدول العربية ، بقلم : باي يوي

بناء “طريق الحرير الرقمي” يصبح محركا جديدا للتنمية بين الصين والدول العربية ، بقلم : باي يوي

في عام 2017، اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ رسميًا بناء “طريق الحرير الرقمي”، وهو مزيج من تطوير الاقتصاد الرقمي الوطني ومبادرة “الحزام والطريق “، وهو دعم من التكنولوجيا الرقمية لمبادرة “الحزام والطريق”. وإن الموجة الرابعة من الثورة الصناعية تجتاح العالم، وقد حان الوقت لكي تنخرط الصين والدول العربية في تعاون اقتصادي رقمي. وإن استراتيجيات تطوير الاقتصاد الرقمي لكلا الطرفين متسقة، والمزايا متكاملة إلى حد كبير، ومجالات التعاون تتوسع باستمرار، مما يخلق أساسًا جيدًا للطرفين لمواصلة تعميق التعاون الاقتصادي الرقمي.


يعد الاقتصاد الرقمي الصيني أحد أكثر الاقتصادات ديناميكية في العالم، حيث يحتل المرتبة الثانية في العالم بحجم 50 تريليون يوان صيني في عام 2022. ونما الاقتصاد الرقمي الصيني بنسبة%9.6، ليحتل المرتبة الأولى في العالم. ويظهر تقرير صادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية أن الصين أصبحت الرائدة في الأنشطة الاقتصادية الرقمية العالمية. واليوم، أصبح جزءًا مهمًا من العلاقة بين الصين والدول العربية.


في المؤتمر العالمي الرابع للإنترنت الذي عقد في ووتشن بمقاطعة تشجيانغ في ديسمبر 2017، أطلقت الصين ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودول أخرى بشكل مشترك مبادرة التعاون الدولي في مجال الاقتصاد الرقمي “الحزام والطريق”، مما يعكس التعاون الاقتصادي الرقمي في إطار “طريق الحرير الرقمي” و بدأ فصلاً جديداً من التعاون .


تمر الدول العربية، وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي، بمرحلة التطور السريع للاقتصاد الرقمي. فهي تتمتع بمزايا من وفرة رأس المال وشباب السكان، ولديها طلب قوي على إدخال التكنولوجيات الرقمية واستهلاكها. في الوقت نفسه، تتمتع التكنولوجيا الرقمية الصينية بإمكانية تطبيق قوية في هذه البلدان. ولذلك فإن التعاون بين الطرفين يمكن أن يساعد في تعويض أوجه القصور التي تعاني منها دول مجلس التعاون الخليجي في مجال التكنولوجيا الرقمية، وهناك إمكانات كبيرة للتعاون الاقتصادي الرقمي بين الطرفين.


في تنفيذ “طريق الحرير الرقمي” ومواصلة تعزيز التنمية الرقمية في المنطقة، تلعب الشركات التكنولوجية الصينية العملاقة دورًا نشطًا:


وفي مجال البنية التحتية الرقمية، يركز التعاون بين الطرفين(الصين – الدول العربية) على التعاون في خدمات الحوسبة السحابية والتعاون التكنولوجي 5G وجوانب أخرى. وعلى صعيد خدمات الحوسبة السحابية، أنشأت شركة Alibaba Cloud أكبر مزود لخدمات الحوسبة السحابية في دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2017، كما أنشأت شركة Tencent Cloud مركز بيانات الحوسبة السحابية في البحرين في عام 2021. وفيما يتعلق بالتعاون التكنولوجي 5G، وقعت هواوي اتفاقيات تعاون تكنولوجي 5G مع شركات الاتصالات في ست دول، بما فيها السعودية والإمارات والكويت وعمان ولبنان والبحرين، لتنفيذ مشاريع بناء شبكات 5G وتعزيز تسويقها تجاريًا.


وفي مجال التجارة الإلكترونية، يركز التعاون بين الطرفين على التعاون في البنية التحتية مثل بناء منصات التجارة الإلكترونية عبر الحدود، والأنظمة اللوجستية، وخدمات الدفع الرقمية. على سبيل المثال، تتبنى منصة التجارة الإلكترونية عبر الحدود التي أنشأتها شركة Zhejiang Jollychic وتغطي حوالي %82 من مستخدمي الإنترنت في دول الخليج الست. بالإضافة إلى ذلك، قامت بتوسيع أعمالها لتشمل خدمات الدفع الرقمية. أبرمت Alipay شراكة مع بنك المشرق في الإمارات للترويج لتطبيق محفظة Alipay الرقمية في سوق الإمارات.


وفي مجال البحث والتطوير للتكنولوجيا الرقمية، نفذ الطرفان(الصين- الدول العربية) تعاونًا من خلال البناء المشترك لمجمعات التعاون في مجال العلوم والابتكار التكنولوجي الرقمي وإنشاء مختبرات مفتوحة. وأنشأت هواوي مختبرًا مفتوحًا في دبي. تركز أعمالها على مجالات مبتكرة مثل الأمن العام والشبكات الذكية والمدن الذكية والحكومات الذكية والتعليم الذكي. ووقعت مذكرة تفاهم بشأن الخطة الوطنية لتنمية قدرات الذكاء الاصطناعي مع السعودية لمساعدة المملكة في إيجاد فرص جديدة من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك، حقق الطرفان(الصين – الدول العربية) أيضًا تقدمًا إيجابيًا في عدة مجالات مثل تدريب المواهب الرقمية، والتعليم عبر الإنترنت، والعلاج الطبي عن بعد، وألعاب الهاتف المحمول، والمحتوى الرقمي.على سبيل المثال، تلقت شركة بكين مينا للتكنولوجيا المحدودة (MENA Mobile) استثمارًا استراتيجيًا من شركة التكنولوجيا المحلية العملاقة في الإمارات G42 في عام 2019 لبناء نظام بيئي للترفيه عبر الإنترنت عبر الهاتف المحمول في الشرق الأوسط.


سيستمر بناء “طريق الحرير الرقمي” في بذل الجهود لتطوير التعاون الإقليمي متعدد المستويات في المستقبل. في الوقت الحاضر، أنشأت العديد من المدن المحلية الصينية مثل شنتشن وهانغتشو آليات تعاون مع المدن الأجنبية. وفي الوقت نفسه، تعاونت أبوظبي أيضًا مع إدارات الأوراق المالية والعقود الآجلة في هونغ كونغ لتعزيز ابتكار الخدمات المالية. وتم إطلاق طريق الحرير الرقمي (عبر الإنترنت) الصيني العربي في نينغشيا. وهذه التدابير ستعزز التعاون العملي متعدد الأبعاد، وتضع الأساس للتعاون الإقليمي متعدد المستويات.


إن التعاون الاقتصادي الرقمي بين الصين والدول العربية ليس نقطة انطلاق مهمة لكلا الجانبين لبناء “طريق الحرير الرقمي” بشكل مشترك فحسب، ولكنه أيضًا طريق جديد لبناء “الحزام والطريق” عالي الجودة. وينبغي على الجانبين اغتنام الفرصة وفتح مجالات جديدة بشكل مستمر لتطوير الاقتصاد الرقمي. ومن المؤكد أن “طريق الحرير الرقمي” سيصبح محركا جديدا للتنمية الاقتصادية للجانبين.

شاهد أيضاً

مستوطنون يحطمون أشجار حمضيات شمال غرب سلفيت

مستوطنون يحطمون أشجار حمضيات شمال غرب سلفيت

شفا – قطع مستوطنون، اليوم الجمعة، أشجار حمضيات وإتلاف ثمارها في منطقة واد قانا غرب …