شفا – بدعوةٍ من منظمات ومجموعات فرنسيّة مساندة لنضال الشعب الفلسطيني خاصة (تجمع 69 لدعم الشعب الفلسطيني collectif 69 palestine)، وحملة الافراج عن المناضل جورج عبد الله، نظمت القياديّة في الجبهة الشعبية والمناضلة النسوية التقدمية د.مريم أبو دقة زيارة إلى فرنسا، عقدت خلالها سلسلة لقاءات وجولة واسعة لوضع المتضامنين الفرنسيين في صورة الأوضاع الراهنة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
ورغم التحريض الصهيوني الكبير على مشاركتها في ندوة احتضنتها جامعة لومير في مدينة ليون الفرنسية بدعوة من تجمع 69 لدعم الشعب الفلسطيني، تحت عنوان (الاستيطان والفصل العنصري الإسرائيلي، أي مستقبل للفلسطيني)، وبعد ضغوط مارسها العديد من النواب الفرنسيين والمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا وعدد من أعضاء مجلس الجامعة، وتوجيههم رسالة لوزارة التربية والتعليم الفرنسية لمنع عقد هذا اللقاء، إلّا أنّ الرفيقة د. مريم أبو دقة شاركت في هذه الندوة رغم تحريض الصهاينة، ووجهت خلالها رسالة قوية وواضحة، قالت فيها: (لتتحدثوا معي وتسألونني إن كنتم تخافون من أن أتحدث؟ اذهبوا وانظروا بأم أعينكم ما يجري في فلسطين، أنا جئت هنا للمطالبة فقط بالحرية والعدالة لشعبي ولا شيء آخر”.
كما انتقدت أبو دقة المعايير المزدوجة تجاه تعامل الغرب خاصّة فرنسا مع القضية الفلسطينيّة، ففي الوقت الذي تصم آذانها عن الجرائم الصهيونية التي يمارسها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، فإنها دائمًا ما ترضخ للضغوطات الصهيونية، وتدافع عن ممارسات الاحتلال.
وبيّنت أبو دقة، أنّ ما جرى من انعقاد الندوة رغم كل الضغوطات التي مارسها اللوبي الصهيوني، هو انتصار حقيقي لحقوق الشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينيّة العادلة، إذ جئت للمشاركة في الندوة وأنا أحمل معاناة أبناء شعبي لأريها للعالم وخاصّة هنا في فرنسا.
وأشارت أبو دقة إلى أنّها تطرقت خلال حديثها في الندوة إلى مجموعة من القضايا الهامة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، ومنها “المرأة، ومعاناة الأطفال، والحصار، واللاجئين، ومعاناة الأسرى، والشباب، والهجرة”، فيما كان يحرض اللوبي الصهيوني باتجاه منع هذه الندوة بادّعاء أنّني شخصية “إرهابية” أنتمي للجبهة الشعبيّة، ولكنّ جنّ جنونهم عندما أصرّينا ونظمنا بالفعل هذه الندوة.
وبيّنت، أبو دقّة، أنّ هذه الندوة في جامعة لومير لن تكون الأخيرة، بل هناك سلسلة من اللقاءات والبرامج والندوات التي سيجري تنفيذها خلال الأيّام القادمة في العديد من المدن والمحافظات الفرنسيّة، وبالتحديد في قرابة 17 محافظة فرنسيّة، وذلك لتحشيد الرأي العام الفرنسي لنصرة قضيتنا وكشف زيف الرواية الصهيونيّة التي تغطّي جرائم الاحتلال.
كما أوضحت أبو دقة، أنّ الحضور في الندوة كان كبيراً جداً، ما أثار ذهول اللوبي الصهيوني الذي ارتدت مكائده إليه، وفشل مسعاه في إلغاء الندوة، وكان صوت الحق الفلسطيني هو الأعلى.
من جهته، أكّد أحد ناشطي تجمع 69 لدعم الشعب الفلسطيني، على ضرورة أن يتمكّن المواطنون في ليون من سماع صوت الدكتورة مريم الذي يسعى الفصل العنصري لإسكاته”، واصفًا محاولة إلغاء مشاركتها هي بمثابة حملة تشويه تهدف إلى منع أي انتقاد لدولة الاحتلال “الإسرائيلي”.
وعلق ناشطون في زوايا مختلفة في الجامعة يافطات وشعارات تضامنًا مع الدكتورة أبو دقة وتحديًا للوبي الصهيوني ولإدارة الجامعة، ويافطات في زوايا مختلفة في الجامعة تضمنت شعارات (عاشت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، لن تسكتونا، نحن ندعم الكفاح الفلسطيني المسلح).
ويُشار إلى أنّ بلدية ليون حاولت في شهر يونيو الماضي منع ندوة للمحامي الفرنسي – الفلسطيني صلاح الحموري، رضوخًا لضغوطات اللوبي الصهيوني، إلا أنه تمكن من تنظيم الندوة أمام الضغوطات المضادة التي شنها الناشطون الفرنسيون، والأمر القضائي بإلزام بلدية ليون بالسماح بتنظيم هذه الندوة.