12:41 صباحًا / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

منتدى نيشان حول الحضارة العالمية يعزز الاستفادة المتبادلة بين الحضارتين الصينية والعربية ، بقلم : باي يوي

منتدى نيشان حول الحضارة العالمية يعزز الاستفادة المتبادلة بين الحضارتين الصينية والعربية ، بقلم : باي يوي

منتدى نيشان حول الحضارة العالمية يعزز الاستفادة المتبادلة بين الحضارتين الصينية والعربية ، بقلم : باي يوي

سيعقد منتدى نيشان حول الحضارة العالمية باعتباره حدثا مهما للتواصل الثقافي في تشيوفو بمقاطعة شاندونغ شرقي الصين في الفترة من 26 إلى 28 سبتمبر الجاري. ويقام المنتدى تحت شعار “القيم المشتركة للبشرية جمعاء ومجتمع المصير المشترك للبشرية – تعزيز التبادلات والاستفادة المتبادلة بين الحضارات للاستجابة بشكل مشترك للتحديات العالمية” .

تقع أرض نيشان المقدسة على جبل نيشان، وهي منطقة ذات مناظر خلابة شهيرة وقاعدة للتجربة الثقافية حيث يمكن للناس التعرف على الثقافة الصينية التقليدية. تشتهر مدينة تشيوفو بأنها مسقط رأس كونفوشيوس، وتضم العديد من مواقع التراث الثقافي. يعد هذا المنتدى منصة دولية للحوار والتبادل الأيديولوجي والثقافي تحت عنوان إجراء الحوار بين الحضارات المختلفة في العالم، ويهدف إلى تعزيز التبادلات الثقافية بين الصين والدول الأجنبية، وتعزيز بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية.

إن الفكر الكونفوشيوسي هو أساس الثقافة الصينية التقليدية وكنز حضاري عالمي. على الرغم من أن الكونفوشيوسية ليست دينا معروفا إلا أنها تشتمل على قواعد للتفكير والحياة وتركز على الحب والإنسانية، و إعلاء السلام، وتعزيز الشعور بالتناغم بين الإنسان والطبيعة، والانضباط الذاتي والالتزام بالطقوس. وبعد أكثر من 2500 عام، لا تزال الكونفوشيوسية تؤثر في حياة الصينيين. كما اضطلعت هذه الفلسفة بدور كبير في رسم السياسة الخارجية للصين، وأشهرها المبادئ الخمسة للتعايش السلمي التي اقترحتها الصين في مؤتمر باندونغ في خمسينيات القرن الماضي. وهي: الاحترام المتبادل للسيادة ووحدة الأراضي، وعدم الاعتداء المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والمساواة والمنفعة المتبادلة، والتعايش السلمي. واليوم، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ تباعا على العالم مبادرات ومفاهيم مهمة مثل “مجتمع المصير المشترك للبشرية” و”مبادرة الحضارة العالمية”، مع التركيز على تعزيز التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات، وتعزيز تقدم البشرية والحضارة الإنسانية، وضخ طاقة إيجابية كبيرة في عملية التحديث البشري، والتي لاقت ترحيبا كبيرا من قبل المجتمع الدولي.

“مبادرة الحضارة العالمية” هي إرث الحضارة الصينية وحلقة الوصل بين حضارات العالم. لفترة طويلة، كانت الحضارتان الرئيسيتان في الصين والدول العربية تكملان بعضهما البعض. وقد دافع الجانبان الصيني والعربي بشكل مشترك عن الحوار بين الحضارات، وقاما بحماية تنوع حضارات العالم، ووضعا نموذجا للتبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات المختلفة.

ظلت الحضارة الصينية تدعو إلى “إعلاء السلام”و”الانسجام بدلا من التطابق” و”لا تفعل للآخرين ما لا تريد لنفسك” وغيرها من الأفكار العظيمة. في المقابل، تدعو الحضارة العربية إلى تكريس السلام والتسامح، حيث ذكر القرآن الكريم كلمة السلام لأكثر من 100 مرة. فتتسم كلا الحضارتان بالرؤى المشتركة والمساعي المشتركة الناجمة عن التقدم البشري، والإهتمام بالوسطية والهدوء والولاء والتسامح وضبط النفس، والدعوة إلى تعزيز الحوار والتسامح والتفاهم بين مختلف الحضارات والشعوب والأديان، ورفض “نظرية صراع الحضارات” و”نظرية التفوق الحضاري” و “ظاهرة الإسلاموفوبيا”، ومعارضة ربط الإرهاب بأي عرق أو دين أو بلد أو حضارة معينة. في عام 2022، دعمت الصين الجمعية العامة للأمم المتحدة لتمرير القرار الذي حدد يوم 15 مارس كـ”اليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا”، بصفتها واحدة من رعاة المشروع. كما تم إصدار “إعلان الرياض للقمة الصينية العربية الأولى”، الذي يدعو إلى الحوار والتواصل بين الحضارات، والحفاظ على التنوع الحضاري في العالم، ونبذ التمييز والتحيز ضد حضارة معينة، ومعارضة “نظرية صراع الحضارات”. قبل فترة وجيزة، حقق حوار بكين بين السعودية وإيران تقدما مهما، الأمر الذي يعتبر ممارسة ناجحة جديدة للصين ودول الشرق الأوسط التي تدعو بقوة إلى الحوار والتسامح.

أجرت الصين والدول العربية تعاونا متنوعا في مجالات الشباب والدين والأحزاب السياسية والإعلام والتربية والتعليم والثقافة والصحة والإذاعة والسينما والتلفزيون. كما أقام الجانبان في إطار منتدى التعاون الصيني العربي كلا من مهرجان الفنون العربية الصينية، ومنتدى التعاون الصيني العربي في مجال الإعلام، ومنتدى التعاون الصيني العربي في مجال الصحة، ومؤتمر الصداقة الصينية العربية، وملتقى المدن الصينية العربية، ومنتدى المرأة الصينية العربية، ومنتدى التعاون الصيني العربي في مجال الإذاعة والتلفزيون وغيرها من آليات التواصل الشعبي. كما تتنوع الفعاليات للتواصل الثقافي مثل “عيد الربيع السعيد”، و”الرحلة الثقافية الصينية العربية على طريق الحرير”، وفعالية “فهم الصين”، كما موّل “مشروع طريق الحرير لنشر الكتب” مئات المشاريع لترجمة الكتب الصينية إلى العربية.. كما فتحت عشرات من الجامعات الصينية التخصص ودورات تعليم للغة العربية. في المقابل، هناك أكثر من 230 مدرسة عربية تعلّم اللغة الصينية، بالإضافة إلى ذلك، أدرجت مصر والسعودية وغيرهما من أربع دول عربية، اللغة الصينية إلى المنهج الدراسي الوطني.

يواجه العالم اليوم تغيرات غير مسبوقة منذ مائة عام، ويحتاج إلى الوسائل المادية والتكنولوجية لتجاوز الخلافات والمشاكل البارزة التي تواجه البشرية، كما يحتاج إلى القوة المعنوية لإظهار النية الصادقة. طرح الرئيس شي جين بينغ مبادرة الحضارة العالمية، ودعا فيها إلى تكريس التنوع الحضاري في العالم والقيم المشتركة للبشرية جمعاء، والاهتمام بتوارث الحضارات وابتكارها، وتعزيز التبادل والتعاون الشعبي على مستوى العالم. إن هذه المبادرة منفعة مهمة أخرى تقدمها الصين للمجتمع الدولي، بعد مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي.

تتحلى الحضارتان الصينية والعربية بالقيم والرؤى العميقة والخالدة حول العالم والحياة والعلم والثقافة، وسوف تساعدان على توفير إرشادات مهمة للبشرية لحل مشاكل العصر ودفع بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية.

شاهد أيضاً

الصحفي حسن أبو قفة

استشهاد الصحفي حسن أبو قفة في قصف إسرائيلي على النصيرات وسط قطاع غزة

شفا – استشهد، مساء اليوم الجمعة، الصحفي الفلسطيني حسن أبو قفة ونجله عماد بعد غارة …