حماس الداعشية.. والمؤامرة الكبرى على الأمن الوطني ، بقلم : موفق مطر
عندما يربط موسى أبو مرزوق بين أحداث المؤامرة على الوجود الفلسطيني في لبنان، المتجسدة في فظاعة جريمة التكفيريين اﻻرهابيين في مخيم عين الحلوة في صيدا بجنوب لبنان وبين مهمات المؤسسة اﻷمنية الفلسطينية الوطنية في الوطن، ويتحدث بلغة اقرب ما تكون احتقارية لعقل اﻻنسان عموما، وعقل الفلسطيني الفردي والجمعي خصوصا، ويهذي بقوله: ” توجد مؤامرة على المقاومة “! وعندما يصدر بيان عما يسمى كتيبة جنين التابعة للجهاد، تهدد وتتوعد السلطة الفلسطينية واﻷجهزة اﻷمنية اذا لم تطلق سراح شخص بيده سلاح منفلت، اعتقل على خلفية إطلاقه النار على مقر المقاطعة في مدينة جنين، وعندما يتهم أبو مرزوق قوات اﻷمن الوطني الشرعية في المخيمات اللبنانية وتحديدا في عين الحلوة “باحتكار” مهمة حفظ الأمن داخل حدود المخيمات ويتهم حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح “بالتفرد “بهذه المهمة فهذا يعني أن ساعة الصفر لتنفيذ الهجوم اﻷكبر على المشروع الوطني الفلسطيني باتت قاب قوسين أو أدنى، وأن جريمة الجماعات اﻻرهابية التكفيرية، في المخيم على قيادة اﻷمن الوطني هناك، ومحاولة تسييد حالة الفلتان الأمني والجريمة تحت عنوان وشعار المقاومة في الضفة، ما هي إﻻ الشرارات اﻷولى للحريق الكبير الذي سيأكل اﻷخضر واليابس إذا لم تستوعب القوى الوطنية الفلسطينية، وتستوعب الجماهير الفلسطينية مقاصد نائب رئيس المكتب السياسي لفرع جماعة اﻻخوان المسلمين المسلح في فلسطين المسمى حماس، وإذا لم تدرك هذه الجماهير حتى اللحظة أن الجماعات اﻻرهابية المتفشية تحت مسميات اسلاموية هي نتاج مفرخة الجماعة التنظيمية باعتبارها المرجع النظري والمفاهيمي لكل المسميات المستحدثة، التي اتخذت اﻻنسانية عدوا لتدمير الحد اﻷدنى والأرقى من مجتمعاتها على حد سواء!
يروج أبو مرزوق بان تعزيز اﻷمن الوطني الفلسطيني في الوطن، والحفاظ على أمن المخيمات في لبنان بأنها مؤامرة على المقاومة، وبذلك يصنف اﻻرهابيين التكفيريين المجرمين تحت بند المقاومة، ويصنف المنفلتين ومرتكبي الجرائم الجنائية، ومروعي المجتمع الفلسطيني تحت بند المقاومين المجاهدين، فاﻷمن الوطني هنا في فلسطين ﻻ يمكن أن يسمح للجريمة ايا كان مصدرها باﻻنتشار تحت مظلة سلاح المقاومة، ونعتقد أن المؤمن ﻻ يلدغ من الجحر مرتين، أما نحن فقد تحملنا الكثير من اللدغات الدموية شبه القاتلة حتى ﻻ نندفع الى مربع اﻻقتتال الداخلي، وصبرنا وتعاملنا بعقلانية وحكمة ظنها هؤﻻء ضعفا، ﻷنهم ﻻ يعقلون أصلا عقيدتنا الوطنية والروحية واﻻنسانية المؤسسة على قداسة الدم الفلسطيني وروح اﻻنسان المسالم .
قبل حديث أبو مرزوق وردت أنباء عن اشتراطات وضعتها الجماعات اﻻرهابية ﻻيقاف إطلاق النار وتسليم المجرمين قتلة قائد الأمن الوطني العرموشي ورفاقه الخمسة في المخيم، واولها اطلاق سراح المعتقلين لدى الشرطة الفلسطينية على خلفية اجرامية، مقابل تسليم الاشخاص الذين نفذوا جريمة اغتيال العرموشي ورفاقه، أما الوسيط الذي نقل هذا الشرط – حسب التقارير الخاصة – فهو قيادي في حماس مشارك في اللجنة الوطنية الفلسطينية التي تتابع احداث مخيم عين الحلوة وضبط إطلاق النار، وبذلك ينكشف الدور الحقيقي لحماس في احداث عين الحلوة، الذي ﻻ تقل خطورته عن دورها اﻷفظع في تدمير عاصمة مخيمات اللجوء ورمزها مخيم اليرموك في دمشق عاصمة سوريا، عندما شاركت جماعة اﻻخوان المسلمين والجماعات اﻻرهابية في تدمير مقدرات سوريا الدولة والشعب، فجلبت الويلات لمئات آﻻف اللاجئين في المخيم ناهيك عن تدمير مقومات الحياة فيه.
هذه المرة وبعد سبعة عشر عاما على انقلابها الدموي تسعى حماس الداعشية الى اﻻستعانة بالجماعات اﻻرهابية لتنفيذ خطة مزدوجة الجبهات: في المخيمات في الوطن من ناحية، وفي المخيمات بالشتات في الجبهة اﻷخرى، ما يعني تشتيت قدرات القيادة السياسية والأمنية الفلسطينية، وإضعاف تركيزها، ما يعني تخفيف الضغط عن منظومة اﻻحتلال الصهيوني العنصرية اسرائيل التي نجابهها بنضال شعبي على اﻷرض في فلسطين، بالتوازي مع نضال في المحافل السياسية الدبلوماسية القانونية على سياسة منظومة الصهيونية العنصرية اسرائيل .