المحبة لا تُشترى بقرار ، دحلان ، نموذج ، بقلم : رمزي صادق شاهين
يحاول البعض إخفاء الحقيقة الواضحة وضوح الشمس، هذه الحقيقة التي يجب أن يتم الاعتراف بها، وأن يتم العمل على تكفير الذنوب التي تم ارتكابها من أجل إخفاءها، أو تجاهلها، أو معاقبة من يُفكر بها، الحقيقة التي تقول أن المحبة لا يُمكن أن تُشترى بالقرار، أو بالأمر أو بالترهيب، بل تُشترى بالعمل والتقرب من الجماهير والوصول لعقولهم وقلوبهم، وهذه هي قمة الديمقراطية، أن يكون الإنسان قادراً على تحويل الناس من مُجرد أحجار شطرنج إلى أصحاب قرار، يستطيعون أن يقرروا بأنفسهم ويختاروا المناسب .
الحقيقة هي أن محاولات إبعاد النائب الفتحاوي والقيادي الشاب محمد دحلان، عن المشهد السياسي والتنظيمي لم تنجح، لأنها جاءت عن غير قناعة الناس، وقناعة الكوادر، ولأنها جاءت بقرار من بعض الذين شوشوا أفكار الرئيس أبو مازن، وحرضوه وجعلوه يُعادى دحلان، من أجل أن يتمكنوا منه، أو يصفوا حساباتهم مع غزة من خلال قمعه وتهميشه، وما محاولاتهم الإعلامية لشن الحملات المتلاحقة ما هي إلا دليل على فشل مخططهم في النيل منه .
الناس تُريد أن تقتنع بما يُقال، والمواطن أصبح مقتنع أن الفرقعات الإعلامية والمؤامرات التي تُحاك في الغرف المُغلقة أصبحت لا تؤثر بقناعة الناس، لأن الناس تُريد الواقع، والواقع يُريد من يُقدم لفتح وللكوادر، الواقع يُريد من يقف المواقف المطلوبة في الأزمات، المواقف التي تُعبر عن رغبة الجماهير وطموحها في التخلص من زمن أحجار الشطرنج، لأن فتح اليوم أصبحت حركة لا يُمكن أن تُقاد بالطريقة القديمة وهي الصمت على مشروع تصفيتها وتحويلها لمجرد مؤسسة بلا عنوان .
دحلان يعود اليوم ليُسجل انجاز على ارض الواقع، انجاز اجتماعي يُضاف لتاريخ طويل من الإنجازات التي تتراكم لتكون الشاهد على أداء القادة والنواب في المجلس التشريعي، انجازات لمن أخذوا على عاتقهم الوقوف إلى جانب أبناء شعبهم بدون التمييز بين تنظيم وآخر، أو عائلة وأخرى، أو منطقة جغرافية وأخرى، فالعنوان الأبرز اليوم هو محمد دحلان، والذي ادخل الفرحة على قلوب مئات العائلات الفلسطينية في العرس الفلسطيني الجماعي الذي تم قبل يومين في محافظة رفح .
ما حدث من مناسبة اجتماعية برعاية الإمارات العربية المتحدة، والقائد محمد دحلان، ما هي إلا مناسبة تؤكد على أن العطاء يجب أن يكون بهذا الشكل، حين يكون أبناء شعبنا يجلسون في العرس الجماعي بدون مفارقات تنظيمية أو عشائرية، بل كانت لوحة فلسطينية رائعة، أرسلت لكُل من ساهم برسمها رسالة محبة واحترام، وقالت لهم المحبة لا تُشترى بقرار، بل تُشترى بمحبة الجماهير، التي تقف على قاعدة راسخة وهي أن القائد يصل لقلوب الجماهير من خلال مواقفه وعطاءه وتضحياته .
كُل الشكر للنائب محمد دحلان، ولدولة الإمارات العربية المتحدة، وكُل الشكر لمن ساهم في إنجاح هذا الحدث الاجتماعي الجماعي، الذي يأتي في ظل هذه الأيام ونحن ننتقل لعام ميلادي جديد، وانطلاقة فتحاوية جديدة تُجدد الأمل لمئات الآلاف من الكوادر بأن فتح باقية كالنخلة، كلما كبرت زادت جمالاً وعطاء .