تشارك هونغ كونغ بنشاط في مبادرة” الحزام والطريق” وتتعاون مع الدول العربية لتعميق التعاون الاقتصادي، بقلم : باي يوي
انعقدت الدورة الثامنة لمنتدى قمة “الحزام والطريق” في هونغ كونغ يومي 13 و14 سبتمبر. وحضرها ما يقرب من 6000 شخص من جميع أنحاء العالم، وما يصل إلى 100 وفد، وممثلين حكوميين رفيعي المستوى من 10 دول على الأقل. وقد أنشأ هذا المنتدى لأول مرة “جلسة خاصة للشرق الأوسط” ، تركز على استكشاف فرص جديدة في سوق الشرق الأوسط وتعزيز الخدمات المالية المهنية لمبادرة “الحزام والطريق”. لقد حطم هذا المنتدى العديد من الأرقام القياسية، مما يعكس ثقة المجتمع الدولي الكبيرة في عودة هونغ كونغ إلى المسرح الدولي.
و الجلسة كانت بعنوان “إطلاق الإمكانات في الشرق الأوسط” المنعقدة ضمن فعاليات الدورة الثامنة من هذا القمة في هونغ كونغ، بمشاركة السيد/ عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد بدولة الإمارات العربية المتحدة، والسيد/ فهد الراشد، من أمانة مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية، والسيد/ الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي بجمهورية مصر العربية. والموضوع الرئيسي للجلسة هو كيف يمكن لدول المنطقة العربية الاستفادة من مبادرة “الحزام والطريق” وكيفية زيادة الاستثمارات من الدول الآسيوية في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، ركز جدول أعمال الشرق الأوسط في القمة على إمكانية العمل في مجالات “الحلول الخضراء” و”الحلول الرقمية”، فضلاً عن زيادة التعاون في مجالات التكنولوجيا والخدمات اللوجستية.
وتعتبر هونغ كونغ، المشارك النشط منذ فترة طويلة، وفي السنوات الأخيرة، نفذت هونغ كونغ تعاونًا واسع النطاق مع دول الشرق الأوسط في المجالات الناشئة مثل التمويل وحماية الاستثمار والاقتصاد الرقمي. لا تعد هونغ كونغ مركزا ماليا دوليا رئيسيا فحسب، ولكنها أيضا لاعب مهم في منطقة خليج قوانغدونغ وهونغ كونغ وماكاو الكبرى في الصين ومبادرة “الحزام الطريق “. وهذا الموقع المهم يجعل هونج كونج لاعبا رئيسيا في تعزيز العلاقات التجارية مع الشرق الأوسط.
وتحتل بيئة الاستثمار العالمية في هونغ كونغ المرتبة الثانية في العالم؛ المركز المالي العالمي يحتل المرتبة الرابعة في العالم؛ ويحتل الذكاء الرقمي المرتبة الثالثة عالميا؛ يوجد في هونغ كونغ 5 من أفضل 100 جامعة في العالم، وتتمتع بمؤسسة بحثية علمية ممتازة. تعمل حكومة المنطقة الإدارية الخاصة الحالية على تعزيز تحول نتائج البحث العلمي إلى مجال السلع، والعمل مع مدن البر الرئيسي في منطقة الخليج الكبرى المرتبطة معًا لتشكيل سلسلة صناعية كاملة. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع هونغ كونغ بخدمات احترافية ذات مستوى عالمي. فهي تجمع بين مزايا هونغ كونغ واحتياجات التنمية في الدول العربية، ويمكنها تحقيق التواصل السياسي والتكنولوجيا والمهني.
تولي هونغ كونغ والسعودية والإمارات أهمية كبيرة للتمويل والاقتصاد الأخضر والتكنولوجيا المبتكرة وتطبيقات البيانات الضخمة. ويعد التعاون المتعمق بين هونغ كونغ وهاتين الدولتين تحالفا قويا ومزايا تكميلية.
في فبراير 2023، نظم مجلس تنمية التجارة في هونغ كونغ وفداً من قادة الأعمال في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، بقيادة الرئيس التنفيذي لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة السيد جون لي ومسؤولين رئيسيين آخرين، لزيارة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بهدف تعزيز الروابط بين هونغ كونغ ودول المنطقة في مجالات مختلفة مثل التجارة والاستثمار. وتشمل النتائج الفعلية ما يلي: توفر شركات هونغ كونغ مركبات الهيدروجين ومحطات تعبئة غاز الهيدروجين للمنطقة المحلية كما تقدم شركات هونغ كونغ حلولا للحفاظ على الطاقة وحماية البيئة والتصميم الحضري.. وتبادل الوفد 13 مذكرة تفاهم / خطاب نوايا للتعاون مع المؤسسات والمنظمات المحلية.
وبصفتها مركزا ماليا عالميا، يمكن لهونغ كونغ أن توفر للدول العربية قنوات تمويل متنوعة، مثل السندات والقروض الخضراء، لتسهيل قيام المستثمرين بجمع الأموال لمختلف المشاريع التي تعزز التنمية الاقتصادية الخضراء، بما في ذلك تطوير المباني الموفرة للطاقة والمباني الخضراء والطاقة متجددة.
من ناحية أخرى، يمكن للدول العربية أيضا الاستفادة من سوق جنوب شرق آسيا من خلال هونغ كونغ، حيث سيساعد هذا التعاون على تنمية المزيد من الشركات وتوسيع أعمالها إلى أجزاء أخرى من آسيا والعالم من خلال الحوافز والفرص التي توفرها هونغ كونغ، وضمان تنميتها المستدامة.
وتعتبر هونغ كونغ، مساهم في مبادرة “الحزام والطريق” كمنصة رائدة للشركات الدولية لممارسة الأعمال التجارية في إطار مبادرة “الحزام والطريق” للمساعدة في تحقيق أهداف المبادرة ولتعميق التعاون بين الدول ودعم النمو الاقتصادي في مناطق كثيرة حول العالم بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط.
وتعكس مبادرة “الحزام والطريق” الاتجاه التنموي للصين وتوفر للدول العربية فرصا للتعاون في تطوير الأعمال التجارية والبنية التحتية. وبموجب نظام المبادرة هذا، ستواصل هونغ كونغ تعزيز الأنشطة التجارية بين الصين والدول العربية وستواصل تعميق التعاون الاقتصادي بين الصين والدول العربية.