قمة مجموعة العشرين منصة فعالة للحفاظ على متعدد الأطراف ، بقلم : تشو شيوان
قد أختتمت قمة مجموعة العشرين والتي استضافتها الهند قبل أيام، وحضر القمة رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ الذي حيث مجموعة العشرين على المضي قدما في العولمة الاقتصادية. جاء ذلك خلال كلمته أمام الجلسة الأولى من قمة مجموعة العشرين المنعقدة في نيودلهي، كما أضاف لي تشيانغ أنه يتعين على أعضاء مجموعة العشرين التمسك بالطموح الأصلي المتمثل في الوحدة والتعاون والعمل من أجل السلام والتنمية، ودعاهم إلى العمل كشركاء على تعزيز الانتعاش الاقتصادي العالمي والتعاون والتنمية المستدامة. هذا وقد حث على الوحدة بدلا من الانقسام، والتعاون بدلا من المواجهة، والشمول بدلا من الاستبعاد.
إن التنمية الاقتصادية أكبر ما بحاجة له العالم في هذه الفترة الحرجة، ولا يمكن التغافل عن المشاكل الاقتصادية التي تواجه العديد من دول العالم من ركود اقتصادي ومشاكل في توافر مصادر الطاقة؛ ولهذا تجد الصين بأن مجموعة العشرين يجب أن تركز على التنمية الاقتصادية لتحسين الظروف المعيشية لسكان العالم وتوجيه دفة العمل المشترك نحو التعاون الاقتصادي لما لهذا من تأثير مباشر على حياة الناس وانعكاساته على مختلف القضايا الأخرى بما فيها السياسية.
إن أراد العالم الخروج من الأزمات الاقتصادية فيجب تعزيز العولمة الاقتصادية، والحفاظ بشكل مشترك على استقرار سلاسل الصناعة والإمداد، وأن يكون دول المجموعة شركاء في تعزيز تعاون عالمي مفتوح، فهناك مشاكل حقيقية تواجه العالم في مسألة سلاسل الإمداد وتعطل الكثير من المشاريع الاقتصادية، ويجب إيجاد حلول جذية لكل هذا، ولهذا الدفع بالعولمة الاقتصادية والانفتاح تجارياً وصناعياً سيفتح المجال لإيجاد أرضية عمل مشتركة وإيجابية بين دول العالم.
لقد أعلن قادة مجموعة العشرين أنهم سيدعمون الجهود المبذولة لزيادة القدرة العالمية للطاقة المتجددة 3 مرات بحلول العام 2030، متعهّدين بتسريع العمل لمكافحة تغير المناخ، وقد قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ أنه يتعين على أعضاء مجموعة الـ20 أيضا العمل معاً لحماية الموطن الأخضر للأرض، وتعزيز التنمية الخضراء ومنخفضة الكربون، وحماية البيئة الإيكولوجية البحرية، وأن يكونوا شركاء في تعزيز التنمية المستدامة العالمية، وهنا نجد بأن الصين ملتزمة بوعودها البيئية تجاه العالم، وتسارع بشكل حازم وفعال في تقليل الانبعاثات الكربونية والدفع بالاقتصاد الأخضر داخل وخارج الصين، وجهود الصين في هذا الجانب كالشمس ساطعة في كل مكان ولا يمكن نكرانها أو تجاهلها.
من جانب آخر فإن الصين فتحت أيديها للتعاون المثمر مع الدول الإفريقية ووجهت ببناء بنية تحتية وتحسين حياة شعوب القارة السمراء، وأجد بانضمام الاتحاد الأفريقي إلى مجموعة الـ20 سيكون مثمراً لو فتحت دول المجموعة أذرعها للتعاون مع أفريقيا وفتح فرص حقيقية لتمكين سكان الدول الأفريقية وتحسين ظروف حياتهم، وبنفس الوقت التوقف عن استنزاف هذه الدول ونهب مقدراتها والتحكم بمصيرها.
إن الصين من خلال مجموعة العشرين ومن خلال غيرها من التكتلات العالمية لا تدعو إلا للانفتاح وللعمل المشترك وتحث على وجوب التعاون المثمر والبناء بين دول العالم، وتؤمن الصين بأن الدول مهما كان حجمها وحجم تأثيرها فيجب أن يكون لها نصيب عادل من التعاون، وأن على الدول الكبرى احترام الدول الصغيرة وأن يُبنى النظام العالمي على المزيد من العولمة الاقتصادية الفعالة بعيداً عن الشعارات الفارغة، ولهذا وجدنا أن الصين تحث بكامل طاقتها لتوحيد الصف بعيداً عن جميع الخلافات وتدفع بشكل حازم العولمة الاقتصادية لإيمانها بتأثير الاقتصاد على جميع مناحي الحياة.