التحضير وإعداد والمشاركين يحدد الأهداف المنشودة لمخرجات المؤتمر الثامن لحركة فتح ، بقلم : عمران الخطيب
بدون أدنى شك بأن المؤتمر الثامن لحركة فتح من الضروري بأن ينعقد، حيث تأخر فترة زمنية عن الانعقاد وهناك العديد من التطورات السياسية على الصعيد الداخلي والخارجي قد حدثت، وخاصة فشل إمكانية تحقيق السلام مع الإحتلال الإسرائيلي والذي ضرب بعرض الحائط إتفاق أوسلو، وتراجع الإحتلال الإسرائيلي عن الاتفاق، إضافة إلى إستمرار الانقسام الفلسطيني إلى جانب تصعيد فعل المقاومة، وخاصة بين صفوف الشباب الفلسطيني الذين هم خارج إطار الفصائل الفلسطينية، كذلك فإن حركتي حماس والجهاد الإسلامي تعتبر بأن المقاومة المسلحة من داخل الضفة الفلسطينية تشكل نتائج مهمة جدا ومفصلية.
الجانب الأول مواجهة الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني وتحسين صورة حماس بشكل عام وخاصة عبر وسائل الإعلام بأن حماس والتي تلتزم بالهدنة طويلة الأمد مع الإحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة، هي القادرة على إشعال الضفة مع الجهاد الإسلامي ومع كتائب شهداء الأقصى ومختلف المقاومين، في حين بأن السلطة لا تزال متمسكة في افرازات والتزامات إتفاق أوسلو، لذلك فإن من الضروري إنعقاد المؤتمر الثامن لحركة فتح ولكن أين ومن هم المشاركين؟ قد يكون إنعقاد المؤتمر الثامن أمر داخلي لحركة فتح كما هو حال أي من الفصائل والأحزاب السياسية، هذا صحيح من حيث الشكل، ولكن من حيث الوقائع حين يتعلق بحركة فتح فإن الأمر مختلف حين يتعلق في مخرجات المؤتمر الذي سوف ينعكس على الساحة الفلسطينية بمكوناتها المختلفة، لذلك حركة فتح لم تكن مجرد فصيل في الساحة الفلسطينية بل هي الأساس في إنطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة وقيادة المشروع الوطني الفلسطيني، وتعتبر حركة وطنية جامعة من مختلف الاتجاهات الفكرية والسياسية والإجتماعية، لذلك فإن إنعقاد المؤتمر يتتطلب التحضير والإعداد الجيد ودقيق وفي نفس الوقت ضرورة مشاركة أعضاء المؤتمر من مختلف الساحات داخل الوطن والشتات، ومن المهم إنعقاد المؤتمر خارج فلسطين المحتلة حتى لا تكون مشاركة أعضاء المؤتمر من ساحات الخارجية مجرد ديكور ، لذلك المطلوب تحقيق عادلة المشاركة الفعلية للأعضاء المؤتمر الثامن كي لا تكون النتائج تكرر للمؤتمر السادس والسابع، من حيث المضمون والنتائج، وخاصة بأن ساحات وأعضاء من المؤتمر لم يتمكن من حضور المؤتمر السابق، لذلك فإن من المهم وخاصة في هذه المرحلة الراهنة والتحديات القائمة التي تشكل تهديد وتصفية القضية الفلسطينية، إلى جانب محاولات إنهاء منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها ، ومع أستمرار الانقسام الفلسطيني وغياب الوحدة الوطنية تتطلب إعطاء الفرصة للأجيال الجديدة والساحات الخارجية من المشاركة في المؤتمر الثامن، ومن غير الضروري إبقاء اللجنة المركزية وأعضاء المجلس الثوري داخل الأرض المحتلة بل من الضروري بأن تكون الجزء الأساسي من قيادات حركة فتح خارج مناطق الإحتلال الإسرائيلي، وعلى المشاركين في المؤتمر الثامن بأن غاية إنعقاد المؤتمر ليس فقط انتخابات أعضاء اللجنة المركزية واعضاء المجلس الثوري بل بأن المهمة الأساسية عملية تقييم للمرحلة السابقة، والتداول في رسم سيناريوهات المرحلة القادمة في ضل استمرار الإحتلال الإسرائيلي وفي غياب أفق الحل السياسي بعد تحلل “إسرائيل” من التزاماتها باتفاق أوسلو، إضافة إلى حالات التطبيع بين العديد من دول العربية و”إسرائيل”، والمفاصل المهم في الحالة الفلسطينية هو الانقسام السياسي والجغرافي الذي أصبح يشكل مكتسب لصالح حركة حماس بحيث لن تتنازل عن سيطرتها المنفردة على قطاع غزة، كما أن إنعقاد المؤتمر يتتطلب وحدة الحركة وبأن لا تكون حركة فتح بشكل والمضمون وتاريخ تحت هيمنة أي من الأطراف ومراكز القوى للسلطة الفلسطينية، لذلك فإن إمكانية إنعقاد المؤتمر الثامن ممكن جدا ولكن المهم مخرجات المؤتمر هي الأساس الذي لا يتعلق بحركة فتح فحسب بل في المشروع الوطني الفلسطيني و منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني العظيم، وعلى عاتق هذا المؤتمر ومخرجات يشكل خارطة طريق للمسيرة النضال والتحرر الوطني من الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري.