لا يكفي أن تُجَنَّ بِي ، بقلم : سلوى فرح
لا يكفي أن تُجَنَّ بِي
هل تَعتَقد أن كُلِّ الطُيورِ خَفافيش؟
أملِكُ قِلادَةً ضِدَّ النُّسور
فلا تُغلِّفْ الحَريرَ بِأَشواكٍ تُدمِينِي
أنا فينيقٌ يُبعَثُ عِندَ كُلَّ مَوْت
ومُهرةٌ جامِحةٌ لا تُرَوَّضْ
لا تَعبُرْ مَجَرَّتِي من كُوَّةٍ ضَيِّقةٍ
أنسابُ كَما الدُخان
وتَبقَى أنتَ شَظايا كَواكِب
وَمُذنَّبَاتِ حُلم
ما بينَ اِعتِذارٍ وآخرَ..
أَخشَى أن تنوسَ رُوحِي
شَيئاً فَشَيئاً
وتَفِرُّ الفَراشَاتُ منْ نَبضِي
عند سقوط أَول ورقَة خَريف
كم درَّبتُكَ على
اِصْطِيادِ اَلرِّيحِ
فَهَبطتَ..
تَلتَجِئ إلى صَقيع القَاعِ!
لا يَكفِي أن تُحِبَّنِي!
لا يَكفِي أن تُجّنَّ بِي!
عندما تَلمحُ فَراشَةَ
الخُلودِ في الغَسَق
عليكَ أن تُعلِنَ البعثَ ألفَ مَرَّة
وتعدمَ الموتَ الغَافِي
على شَهقاتِكَ ألفَ مَرَّة
وتُقَبِّل السَّماءَ ألفَ مَرَة
كنتُ أظنُّ
أنَّنِي سَأهجُر كُلَّ الطيورِ
إلا عَينَيكَ
ووَدَدتُ أن تَملِكَ مَفاتيحَ جَنَّتي
وَتَشُمَّ عِطري بعد المَطر
لَمْلِمْ ريشك
رمم عشك
قَبلَ غُروبِ الشَّمس
إن كانَ جلجامش
طَمَحَ إلى الخُلودِ
فأنا أَطمَحُ إلى
ما وراءَ الخُلود
كندا