شفا – افتتحت نقابة الطب المخبري، مساء اليوم الخميس، المؤتمر الدولي الفلسطيني الثاني عشر للطب المخبري، على مسرح جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة البيرة، بحضور رئيس الوزراء محمد اشتية ممثلا عن الرئيس محمود عباس، ووزيرة الصحة مي الكيلة، وسفير المملكة الأردنية لدى دولة فلسطين عصام البدور.
ويعقد المؤتمر على مدار ثلاثة أيام، بمشاركة نحو 100 من المحاضرين والباحثين والضيوف العرب من تونس والأردن، والأجانب، إلى جانب 2300 عضو من نقابة الطب المخبري في فلسطين.
ويقام على هامش المؤتمر، معرض طبي وآخر يعنى بالتراث والهوية الفلسطينية، وثالث خاص بالأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ويشمل ثاني أيام المؤتمر عقد جملة من المحاضرات واللقاءات العليمة وورش العمل، وتتناول مواضيع المختبرات الطبية والتشخيص ومتابعة وعلاج الأمراض، وفي اليوم الثالث والأخير سيعقد لقاء علمي موسع ستوزع في ختامه رئاسة المؤتمر جوائز تمنح لأفضل الأبحاث العلمية التي قدمت في المؤتمر.
وكانت سلطات الاحتلال قد أوقفت رئيس الاتحاد الدولي للكيمياء السريرية والطب المخبري خوسرو اديلي في مطار اللد، وأخضعته للتحقيق لعدة ساعات حول قدومه إلى فلسطين للمشاركة في المؤتمر، وبعد ذلك قامت بإعادته إلى كندا.
كما منعت سلطات الاحتلال 42 من أعضاء نقابة الطب المخبري وباحثين من المشاركة في المؤتمر، وسمحت فقط لـ17 عضوا فقط بالمشاركة.
وأكد رئيس الوزراء محمد اشتية، أن استضافة فلسطين لهذا المؤتمر يمثل رسالة مهمة في بعديها العربي والدولي، معربا عن سعادته بحضور المؤتمر نوعا وكما.
وطالب القائمين على المؤتمر بتكريم رئيس الاتحاد الدولي للكيمياء السريرية والطب المخبري خوسرو اديلي، الذي حالت إجراءات الاحتلال من دخوله إلى فلسطين للمشاركة في أعمال المؤتمر.
وأشاد رئيس الوزراء بالخدمات الطبية والصحية التي تقدم في فلسطين، لا سيما في أحلك الظروف وأصعبها.
وأعلن أن مخرجات المؤتمر الدولي الفلسطيني الثاني عشر للطب المخبري ستكون حاضرة على طاولة مجلس الوزراء في اجتماعه الأسبوع المقبل، من خلال وزيرة الصحة مي الكيلة، تقديرا للمؤتمر والقائمين عليه.
وأشاد اشتية بالجهود التي تبذلها نقابة الطب المخبري في الموازنة بين مطالبها من الحكومة ومطالبها من القطاع الخاص، معربا عن أمله في أن يكون القطاع الخاص هو الحامل والمشغل الرئيسي في كل القطاعات الاقتصادية وليس الدولة، ومن يستطيع حمل البلد لأنها تعيش في ظرف استثنائي هو الدولة بمكوناتها المدنية والأمنية والقطاع الخاص والأكاديمية وكل من له علاقة في فلسطين هو شريك في ذلك.
وتطرق رئيس الوزراء، كذلك، للعلاقات الفلسطينية الأردنية، والفلسطينية التونسية، والفلسطينية العربية غير المسبوقة، وقال: “ليس ما يهمنا فقط التنسيق على المستوى السياسي، لكن ثمة أهمية للتواصل المهني والمؤسساتي وتشبيك مصالح الناس مع بعضهم البعض”.
من جانبها، أعربت وزيرة الصحة عن سعادتها بالمشاركة في افتتاح أعمال المؤتمر الدولي الفلسطيني الثاني عشر للطب المخبري، وتمنت لأعمال المؤتمر النجاح والتوفيق.
وقالت: “ينطلق هذا المحفل العلمي الهام بطموحات كبيرة من القائمين عليه، لتحقق تطلعاتكم في خدمة قطاع المختبرات الطبية، وتشجيع الباحثين العلميين، نحو الرقي بالمهنة والذي يعود حتما بالإيجاب على تطوير هذا القطاع الهام من منظومة القطاع الصحي الفلسطيني”.
وتطرقت الكيلة إلى التطور الكبير الذي شهده قطاع المختبرات الطبية في وزارة الصحة خلال العقد الأخير، والذي لا يقل أهمية عن التطور العلمي المخبري على مستوى العالم، بما انعكس إيجابا على مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين.
وأضافت أن ذلك لم يكن ليتحقق لولا الجهود المبذولة من قبل إدارة المختبرات وبنوك الدم، والتي تنضوي ضمن الإدارة العامة للشؤون الطبية المساندة وبنوك الدم، ممثلة بالوكيل المساعد أسامة النجار.
وأضافت الكيلة أن وزارة الصحة، وحتى عام 2016 ومن خلال المختبرات الطبية وبنوك الدم في جميع مراكزها، كانت توفر عدداً لا يتجاوز عن 100 فحص مخبري، وكمؤشر لمدى التطور والتقدم في قطاع المختبرات الطبية، فإنها توفر اليوم أكثر من 600 فحص مخبري بأحدث الأجهزة والمعدات الطبي، ما ساهم في تقليل العبء المادي والمعنوي على المواطنين، علاوة على تخفيض عدد الفحوص المحولة خارج وزارة الصحة وتقليل فاتورة التحويلات الطبية.
ونوهت إلى أن مختبرات وزارة الصحة في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية، أجرت حوالي 12 مليون فحص مخبري خلال عام 2022، إضافة إلى مختبر الصحة العامة المركزي الذي أجرى أكثر من نصف مليون فحص مخبري، فيما العمل متواصل على توفير فحوصات التطابق لزراعة الأعضاء داخل مختبرات الوزارة.
وأعلنت وزيرة الصحة أن الوزارة تتبع استراتيجية توفير الدم بشكل دائم والمحافظة على رصيد استراتيجي من الدم ومشتقاته، خاصة في ظل تصاعد عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي وعصابات المستوطنين على أبناء الشعب الفلسطيني، من خلال القيام بحملات التبرع بالدم في مختلف أنحاء الوطن، وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والجامعات والتجمعات، حيث تقوم بنوك الدم في الوزارة بتنفيذ أكثر من 50 حملة تبرع بالدم سنويا.
وأشارت إلى أن الوزارة ستقوم بتوفير سيارات بنك دم متنقل خلال الأشهر المقبلة، للمساعدة في الوصول للمتبرعين في المناطق النائية.
وذكرت وزيرة الصحة أن التزام نقابة الطب المخبري ببرنامج التعليم المستمر هو نهج متميز في العمل النقابي الفلسطيني، مشيرة إلى أن ورش العمل والمؤتمرات العلمية تنعكس بشكل إيجابي على مواكبة آخر تطورات العلم المخبري الحديث، والذي يساهم بشكل كبير في تطوير قدرات الكوادر المخبرية وخاصة موظفي وزارة الصحة.
وأكدت في هذا السياق استعداد الوزارة لتعزيز التعاون والتنسيق الدائم في مجال التعليم المستمر لكوادرها.
وتحدثت الكيلة عن المركز الوطني لتشخيص السرطان والوراثة الجزيئية، والذي يعد من أحدث المراكز على مستوى الإقليم، حيث يوفر أكثر من 50 فحصا متخصصا في مجالات الكشف عن السرطان والأمراض الوراثية، ويحتوي على أجهزة طبية تعمل بتقنيات حديثة وكادر متميز